دعوة لروسيا للانضمام إلى اتحاد قد يكون بديلا للأمم المتحدة

تسعى عدة دول لتشكيل اتحاد عالمي لحقوق الإنسان، انطلاقا من ضرورة وضع المنظمات الدولية تحت ضغط الرأي العام، للالتزام بتعهداتها والقوانين الدولية، وتفضيل مصالح الشعوب على المصالح الشخصية.
Sputnik
حول هذا المشروع، قال أحد مؤسسي هذا الاتحاد، ورئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أحمد خازم، لـ"سبوتنيك": "بشكل عام فإن الاتحاد العالمي لحقوق الانسان هي فكرة ولدت من صميم الواقع نتيجة المتغيرات الدولية التي نواجهها والأعمال التي تمارسها بعض الدول التي يمكن تصنيفها كبلدان داعمة للإرهاب، ونرى بأن العالم الآن تقوده دول تهيمن على المؤسسات الدولية، المتمثلة بالأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمات حقوق الانسان....الخ. في الإطار العام نحن لسنا ضد التفصيلات التي تجري، لكن علينا الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان، وفق القواعد الدولية ذات الصلة بغض النظر عن كل هذه المسائل".

وأضاف خازم: "بالنسبة للاتحاد فهو عالمي وليس مقتصر على الدول العربية، حيث لدينا مكاتب تمثيلية في 12 دولة عربية، و أيضاً في فرنسا، وسويسرا، والسويد، والدانمارك، والنرويج، وألمانيا، وندعو روسيا للانضمام للاتحاد، لأنه من الأهمية بمكان أن تكون روسيا عضواً في هذا الاتحاد، لأنه إذا ما نظرنا إلى المسار التاريخي لروسيا، وسياستها أمام المتغيرات الدولية وأمام الإرهاب وغيره، فإن المنحى يكون باتجاه قواعد القانون الدولي وحقوق الانسان أكثر من الغرب بمئة مرة، ومهما تحدث هؤلاء عن روسيا بالسوء تبقى هذه الدولة هي التي تناضل من أجل حقوق الإنسان، وتحارب الإرهاب وهذا امر معروف منذ الاتحاد السوفييتي".

وشدد خازم على أهمية انضمام روسيا للاتحاد بقوله: "نحن لنا الشرف في أن تنضم روسيا للاتحاد، وأن تكون حاضرة، ويجب أن تكون الفاعل الحقيقي والمؤثر في الاتحاد العالمي لحقوق الإنسان، الذي يعتبر مشروعا مجتمعيا عالميا للبشرية جمعاء من أجل مستقبل البشرية. وإذا وضعنا أيدينا ببعضنا البعض بشكل صحيح، ووضعنا الآليات المطلوبة، فإننا سوف نتوصل إلى نتائج مرجوة. وكما تغير شكل عصبة الأمم إلى الأمم المتحدة يمكن أن تتغير أيضاً إلى الاتحاد العالمي لحقوق الانسان".
ورأى خازم "أنه بما أن جميع التصرفات الدولية المتعلقة بمستقبل البشرية تحتوي على خرق لهذا الموضوع لذلك فكرنا في أن يكون هناك شيء بديل عن المؤسسات الدولية حتى إنه لا يمكن أن نسميه بديلا بقدر أن يكون داعماً لها، بمعنى أننا كاتحاد عالمي لحقوق الإنسان بإمكاننا أن نشكل رأي عام ضاغط إلى جانب المبادئ الأساسية للميثاق الدولي للأمم المتحدة التي تقوم عليه هذه المنظمة ومجلس الأمن، فنحن نكون جهة داعمة لها من خلال الانسجام مع القواعد الدولية لحقوق الإنسان".

واعتبر خازم أن "هذا النشاط بمثابة تصحيح لمسار المنظمة الدولية، وتصحيح لآليات عمل حقوق الإنسان من جهة، وتصحيح عمل هيئة الأمم المتحدة، والمنظمات التابعة لها، بغض النظر عن ماهية المنظمات التابعة، وكذلك تصحيح آليات عمل مجلس الأمن، لأنه بعد مرور أكثر من نصف قرن أي حوالي 60-70 عاماً من إنشاء الأمم المتحدة نرى كيف أن العالم في مجال حقوق الإنسان يتراجع للوراء، ولو سألنا أنفسنا عن موضوع التغير المناخي من حيث ارتفاع درجات الحرارة، والتصحر، وقطع الأشجار، والحرائق، وذوبان الثلوج في منطقة الشمال، وانحسار الثلوج بشكل ملحوظ في القطب الجنوبي، كل ذلك ناتج عن إرهاب وجهات داعمة له، ونحن مدركين لخطورة هذه المسألة".

وأشار خازم إلى أن "المنظمات ومقابل حفنة من المال تعتبر نفسها تعمل ضمن إطار تنمية مستدامة، أو وفق مشروع حقوق إنسان، أو وفق بيئة...الخ لكن لو كان كلامهم صحيح لكانت النتائج إيجابية. ومع ذلك فإن المال النهائي يكمن في الحصول على المصالح الشخصية، وهذا بدوره أدى إلى تراجع كل شيء تم ذكره آنفاً، مع أنهم يدعون القيام بهذا العمل سواء بالأمم المتحدة من ناحية حقوق الإنسان والقانون الدولي".
وزير خارجية الكونغو: روسيا حاربت النازية وإبعادها عن مجلس حقوق الإنسان غير مقبول
وختم خازم: "من هنا ولدت هذه الفكرة. نحن نتساءل هل من المعقول المجتمع الدولي غير قادر على معالجة منظمة إرهابية؟ ولنكن صريحين فإن أعضاء من المجتمع الدولي يدعمون المنظمات الإرهابية، ويعتبرونهم قطع شطرنج بأيديهم، باعتبارهم كانوا في سجونهم حيث تم تدريبهم في مراكز في إسرائيل وأمريكا للقيام بالأعمال المراد تنفيذها، والتي في نهاية المطاف تنعكس على البشرية بما في ذلك على أمريكا وبريطانيا واستراليا وفرنسا".
مناقشة