راديو

هل دخلت كييف حيز العملية العسكرية بعد تفجير جسر القرم؟

عقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اجتماعا ميدانيا، الاثنين، مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي لبحث الرد على الهجوم على جسر القرم.
Sputnik
وخلال الاجتماع، هدد الرئيس بوتين النظام الأوكراني برد صارم على أي هجمات إرهابية على الأراضي الروسية، مؤكدا أنه من المستحيل أن تترك موسكو جرائم نظام كييف دون رد.

استفاقت كييف، صباح اليوم الاثنين، على انفجارات هزت العاصمة، بعدما ظلت لأشهر بعيدة عن نطاق العملية العسكرية الخاصة لتحرير دونابس.

وتأتي الانفجارات بعد ساعات من إعلان لجنة التحقيق في انفجار جسر القرم عن تورط المخابرات الأوكرانية في استهداف الجسر، الذي يمثل موقعا حساسا في البنية التحتية الروسية، واعتبرت السلطات الروسية والبرلمان أن التفجير عمل إرهابي يمثل "إعلان حرب بلا قواعد".
وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن رد روسيا على الهجوم الإرهابي على جسر القرم سيتمثل في "القضاء التام على الإرهابيين".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الباحث في الشأن الروسي د. سليم علي، إن "ما يجري الآن هو رد على العمل الإرهابي الذي استهدف جسر القرم، وسبق أن حذرت روسيا من أن أي عمل من هذا النوع سوف يستدعي ردا قاسيا، واعتقد أننا دخلنا الآن في مرحلة تستدعي أن تظهر القيادة الروسية حزما كبيرا، وردا على كل العمليات التي تستهدف البنى التحتية المدنية".

وذكر أن "الجانب الأوكراني بدأ باستهداف أشخاص، وتم استهداف بنى الطاقة في خطوط نورد ستريم، وقد تحلت القيادة الروسية بصبر شديد حيال هذه الأعمال، لكن محاولة تدمير منشأة مهمة استراتيجية استدعت ردا شديدا، وسوف تظهر الآن القيادة الروسية حزما بشأن أي استهداف للبنى التحتية".

وأوضح رئيس قسم العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي في مركز جنيف للدراسات، ناصر زهير، أن "قرار زيلينسكي باستهداف جسر القرم كان خطأ، ربما تجاوز به كل الخطوط الحمراء، خاصة أنه يعتبر عمل عدائي فوق العادة في إطار العمليات التخريبية، ومحاولة تدمير جسر القرم تشبه تدمير كل البنى التحتية في كييف وهذا ما لم تفعله روسيا".
وأضاف أن "زيلينسكي ربما اتخذ قرار استهداف جسر القرم بشكل فردي، حيث أن واشنطن لن تذهب لمثل هذا التصعيد، لأنها تدرك أن الرد الروسي سيكون كبيرا ضد كييف، وفي إطار العمليات العسكرية لا أحد يريد أن تتحول العمليات إلى حرب شاملة".

وأكد زهير أن تصرفات الجانب الأوكراني "تورط الاتحاد الأوروبي في أزمات لا يريدها، خاصة إذا دخلنا في مراحل استهداف البنى التحتية، وهي أخطر من الحروب العسكرية، وهنا ستكون الأزمة كبرى، ولا يريد الاتحاد الأوروبي أن يذهب إلى هذا، لكن من غير الوارد استبدال زيلينسكي في هذا التوقيت، لأن الولايات المتحدة حولته إلى أيقونة في هذه الأزمة، وسيعني تغييره الآن إشارة إلى تحول كامل في السياسية تجاه هذه الأزمة، إلا إذا ارتكب خطأ فادحا آخر".

من جانبه، رأى خبير الشؤون الأمريكية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د.احمد سيد، أن "الدعوات الأمريكية للتفاوض، وهذه الاشارات، لم تترجم على أرض الواقع إلى خطوات ملموسة مثل وقف الدعم لأوكرانيا، أو التعبير عن تفهم مطالب روسيا في حماية الأمن القومي، أو التوقف عن سياسة استفزاز لروسيا، وحتى الآن لم تقدم أمريكا على إجراء يعطي الانطباع بأن لديها رغبة حقيقية في الدخول لمفاوضات".
وأشار إلى ان "هناك ضغوط شديدة على الإدارة الأمريكية بشأن سياساتها تجاه هذه الأزمة التي أدت إلى نتائج عكسية على الاقتصاد والمواطن الأمريكي".

واعتبر أن "هذه الإشارات للمواطن الأمريكي تأتي في سياق الاعتبارات الانتخابية فحسب قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، لكن هناك توجة واضح لدى الديمقراطيين باستمرار معاداة روسيا".

واعتبر سيد أن "الضربات العسكرية الروسية لكييف تظهر أن هناك تحولا نوعيا في العملية بعد محاولة تفجير جسر القرم، وتعني أن روسيا ستتجه لتوسيع العمليات لشل قدرات الجيش الأوكراني، وستكون الفترة المقبلة مهمة وحاسمة في فرض موازين القوة على الأرض، وبالتالي رسم ملامح التسوية، واعتقد أن روسيا هي صاحبة الزمام في إدارة الصراع خلال الفترة المقبلة".
إعداد وتقديم : جيهان لطفي
مناقشة