هل تتجه واشنطن لمقاطعة "بن غفير" حال أصبح وزيرا في حكومة نتنياهو؟

هل يُتوقع أن يقاطع الأمريكيون رئيس حزب "عوتسما يهوديت" ورقم 2 في تحالف "الصهيونية الدينية"، عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير؟ تُظهر السوابق الماضية أن مقاطعة الوزراء الإسرائيليين من قبل الإدارة الأمريكية ممكنة بالتأكيد.
Sputnik
ويصوب بن غفير عينيه نحو حقيبة الأمن الداخلي في الحكومة التي يخطط بنيامين نتنياهو لتشكيلها، ومثل هذا المنصب يتطلب التواصل مع الإدارة الأمريكية، وإذا قاطعت واشنطن بن غفير في مثل هذا المنصب، فستكون خطوة غير مسبوقة.
تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير لها، مساء اليوم السبت، إن هناك بالتأكيد احتمال ألا يجتمع الأمريكيين مع بن غفير، ولا يسمحوا له بدخول الولايات المتحدة، إذا تقدم بطلب للحصول على تأشيرة كوزير في الحكومة بجواز سفر دبلوماسي.
زار بن غفير الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1988 مع والدته وحصل بعد ذلك على تأشيرة، لكنه يدعي أنه منذ ذلك الحين لم يتقدم بطلب للحصول على تأشيرة جديدة. ومن المحتمل أنه إذا تقدم بطلب لكان قد رُفض، على خلفية إدانته بدعم الإرهاب اليهودي، وهو سبب لرفض طلب تأشيرة في الولايات المتحدة.
بن غفير الذي فاز تحالفه "الصهيونية الدينية" الحليف لنتنياهو بـ 14 مقعدا من أصل 120 بالكنيست ما يجعله ثالث أكبر حزب سياسي في إسرائيل، أعلن أنه بعد عودته من إجازة يعتزم عقد لقاء مع السفراء الأجانب ليثبت لهم أنه ليس عنصريا، وأن موقفه هو أن العمل يجب أن يكون فقط ضد الإرهابيين وليس ضد الأبرياء.
واشنطن تأمل أن تحترم الحكومة الإسرائيلية المقبلة "حقوق الأقليات"
كما قال بن غفير إنه التقى مسؤولين أمريكيين، لكنه رفض الإفصاح عما إذا كانوا ممثلين للسفارة الأمريكية، ورفضت السفارة الأمريكية التأكيد أو النفي.
إذا أصبح بن غفير وزيرا للأمن الداخلي، وهو المنصب الذي أعلن أنه سيطالب به في الحكومة الجديدة، دون أن يكون له علاقة مع الأمريكيين - سيكون ذلك غير مسبوق.
في واشنطن، لم يتخذوا قرارا رسميا بعد بأن بن غفير، لأنهم ينتظرون تشكيل الحكومة وتقسيم الحقائب الوزارية والخطوط الأساسية.
ومع ذلك، يقول كبار المسؤولين الأمريكيين في محادثات مغلقة إنه سيكون من الصعب عليهم قبوله. الرسالة الوحيدة من الإدارة حتى الآن هي أنها تتوقع من الحكومة الإسرائيلية المرتقبة أن تحترم حقوق الأقليات - وهو ما يتوافق مع خوفهم من بن غفير.
كوزير للأمن الداخل، سيتعين على بن غفير إدارة التعاون مع وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، وإدارة تبادل المعلومات والتعاون، وكذلك مع مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية هو أيضا الشخصية التي تحاول السفارة الأمريكية من خلالها التأثير على الأحداث على الأرض مثل التوترات حول حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، ومسيرة الأعلام وغيرها من الأحداث.
يعتبر وزير الأمن الداخلي محاورا مهما للغاية للسفارة الأمريكية، ولكن إذا تمت مقاطعة بن غفير، فستجد السفارة الأمريكية أيضا طرقا أخرى لإيصال الرسائل.
غانتس يعتقد أن إسرائيل تتجه للانقسام والتطرف ويدعو لتشكيل حزب وسطي عابر للكتل
وماذا عن سوابق الماضي؟ عندما عُين أرئيل شارون وزيرا للتجارة والصناعة عام 1984 قاطعه الأمريكيون ولم يجروا اتصالات معه بسبب دوره في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982.
كان الوزير رافي إيتان أيضا شخصية غير مرحب بها في الولايات المتحدة بسبب دوره في قضية بولارد (جاسوس إسرائيلي اتهم ببيع معلومات أمريكية لتل أبيب)، وتم حظر دخوله إلى البلاد حتى يومه الأخير، ولم يقابله الأمريكيون حتى عندما كان وزيرا.
القلق الرئيسي في المجتمع الدولي هو أن بن غفير سيحدث تغييرا في الوضع الراهن في الحرم القدسي/المسجد الأقصى بمطالبته بالسماح لليهود بالصلاة في الحرم.
كذلك، من المحتمل أن يستمر بن غفير في اقتحام الحرم القدسي حتى كوزير في الحكومة. في الماضي، كان هناك بالفعل وزراء اقتحموا الحرم القدسي، مثل أوري آرييل، ولكن في حالة بن غفير، من المحتمل أن تكون ردود الفعل مشحونة بشكل أكبر، وقد تؤدي إلى زيادة التوترات في القدس الشرقية.
بالنسبة لنتنياهو، ستكون هذه مسألة حساسة للغاية وسيتعين عليه تحييدها في البداية.
إذا شارك بن غفير الآن في اقتحام الحرم القدسي، وبالتأكيد كوزير للأمن الداخلي، ينبغي أن يأخذ في الاعتبار ردود الفعل القاسية من الدول العربية، بما في ذلك دول اتفاقات إبراهيم، والتي قد تصل حد استدعاء سفرائها في تل أبيب.
نتنياهو بالتأكيد لا يريد أن يحدث هذا، خاصة عندما يكون هو من وقع على اتفاقات إبراهيم.
قناة عبرية تقول إنه سيكون من الصعب على الأمريكيين التعامل مع بن غفير كوزير في الحكومة الإسرائيلية
أعرب القادة العرب في الخليج بالفعل عن قلقهم بشأن احتمال تعيين بن غفير وزيرا رفيع المستوى، قائلين إن هذا قد يجعل من الصعب عليهم تعزيز التعاون مع إسرائيل.
وحصل معسكر نتنياهو على 64 مقعدا في الانتخابات التي شهدتها إسرائيل الثلاثاء الماضي.
وبن غفير معروف بتصريحاته العنصرية بحق الفلسطينيين، وسبق أن دعا إلى تهجيرهم (ترانسفير)، كما أعلن أنه حال أصبح وزيرا للأمن الداخلين فسوف يخفف من تعليمات إطلاق النار بالنسبة لعناصر الشرطة، ما قد يعني سقوط أكبر عدد من القتلى الفلسطينيين.
يصف بن غفير نفسه بأنه تلميذ للحاخام المتطرف وعضو الكنيست السابق مئير كهانا، الذي تم حظر حزبه "كاخ" وأعلن أنه جماعة إرهابية في الثمانينيات في كل من إسرائيل والولايات المتحدة.
مثل الراحل كهانا، أدين بن غفير في الماضي بدعم منظمة إرهابية، رغم أنه يصر على أنه أصبح أكثر اعتدالا في السنوات الأخيرة ولا يحمل نفس معتقدات مؤسس "كاخ".
مناقشة