ضاقت السبل باللبناننين فاختاروا طريق الهجرة
"الهجرة بالنسبة للشعب اللبناني أصبحت ثقافة، فقد بدأت عام 1860 أيام الحرب الأهلية التي دفعت بقسم من اللبناننين للهجرة، جزء رفضوا الانخراط فيها والجزء الآخر هاجر لتحسين الظروف المعيشية، وبطبيعة الحال الهجرة لها إيجابيات وسلبيات، وأغلب اللبناننين الذين هاجروا تطوروا واستفادوا من ثقافة الشعوب وعبر الزمن نقلوها إلى لبنان، وهذا الشيء الذي جعل من بلادنا متنوعة ومتطورة وسابقة لعصرها، وكلنا نعرف أن لبنان مرّ بتقلبات كثيرة، ومن المؤسف أن الهجرة تدنّى المستوى فيها إلى الحد الذي بات اللبناني يركب قوارب الموت ويذهب إلى الموت بنفسه، فبالرغم من أنهم يعرفون مخاطر هذه الهجرة في البحر ومع ذلك فضلوا الهجرة على البقاء في انتظار الموت في البلاد".
"من المؤسف كذلك أنه في الحرب الأهلية، عدد كبير من الذين هاجروا كانوا من المسيحيين، وكلما يعلم أن لبنان لا يمكن أن يستكمر إلا بجناحيه المسلم والمسيحي، وهذه الحرب أفقدت الكثير من أبنائه المسيحيّين، وأشير إلى أن هذه الهجرة لها دوافع وأسباب عميقة لإفراغ الشرق من مسيحيّيه، وحسب إحصاء جديد فإن عدد مسيحيّي لبنان أصبح يناهز 20% فقط، وهذا كما حدث بعد حرب العراق عام 2003، وفي لبنان الكثير من الألم الذي يعتصر الأهالي الذين سمحوا لأبنائهم مغادرة البلد والهجرة إلى مكان أفضل".