راديو

ماذا بعد عودة نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل؟

في خطاب رسمي منح رئيس إسرائيل تفويضا رسميا لزعيم حزب ليكود اليمني بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بعد أيام من فوز التكتل بأغلبية الأصوات في الانتخابات التشريعية الأخيرة، مع توقعات بأن تكون حكومته الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
Sputnik
وسيكون أمام نتنياهو 28 يوما لتجميع فريقه الوزاري، ويمكن أن يحصل على 14 يوما إضافية إذا لزم الأمر.
ونتنياهو هو صاحب أطول ولاية في تاريخ إسرائيل شغل خلالها المنصب من عام 1996 وحتى عام 1999، ثم عاد إلى السلطة عام 2009 ليبقى فيها حتى عام 2021، في خضم حالة من التقلبات السياسية الحادة التي تعيشها إسرائيل، والتي أدخلتها في خمس انتخابات تشريعية خلال ثلاثة أعوام.
ويواجه نتنياهو حاليا اتهامات في قضايا فساد تتعلق "بخيانة الأمانة والرشوة" لكنه ينفي هذه التهم.
وفي حديثه لـ"سبوتنك" قال عضو الكنيست الإسرائيلي السابق إيلي نيسان إن "هناك مجموعة من القضايا الهامة ستعترض سبيل نتنياهو، فعلى المستوى الداخلي تصر الأحزاب المتدينة على سن قانون في الكنيست يمنع تدخل السلطة القضائية في شؤون السلطة التشريعة بهدف تطبيق ذلك بشكل خاص على شؤون المتدينين، وهناك أمور تتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة واحتمالات تعيين بتسلئيل سموترتش (زعيم قائمة الصهيونية الدينية المتشددة) وزيرا للدفاع، والذي ستتعامل معه واشنطن ببرودة إذا تم تعيينه، وأيضا هناك قضية أخرى في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة حيث تصر الأحزاب اليمنية على أن تطغى الأمور الدينية على الأوضاع ما يثير مخاوف من حدوث أزمة مع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، فضلا عن وجود تورط فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بعد توجة السلطة الفلسطينية للمنابر الدولية للمطالبة بمناقشة أوضاع حقوق الانسان أمام المحكمة الجنائية الدولية".
وأكد نيسان أن "علاقات نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مميزة، وبمجرد تولية السلطة سيكون هناك اتصال لإعادة العلاقات إلى مسارها خاصة أن إسرائيل التزمت الحياد في أزمة أوكرانيا ولم تمدها بالسلاح كما طلبت، كما أن هناك عدم ارتياح في إسرائيل بسبب تصويت أوكرانيا ضدها في الأمم المتحدة".
ويرى المحلل السياسي ميخائيل عوض أن "حديث نتنياهو عن صراع عربي- إسرائيلي وليس صراع فلسطيني-إسرائيلي هو أحد هذه الاحتمالات: إما زلة لسان تبطن حقيقة أن الصراع ليس فلسطينيا بالمعني الضيق إنما صراع مع العرب موضوعه فلسطين، أو أنه يعتبر القضية الفلسطينية انتهت ويحاول معالجة ذيولها بفرض حالة تطبيع مع العرب، وربما أيضا يكون الكلام بهذه الصيغة يؤسس ويطلق نذر استعداد نتنياهو لتقديم تنازل جوهري في قضية الجولان بحيث يعطي الجولان إلى حدود الرابع من حزيران لسوريا بموجب وديعة رابين، ولذلك يفترض أن الصراع انتهي ولم يعد له لا طبيعة فلسطينية ولا بعد عربي".
وأكد المحلل السياسي أمل أبو زيد أن "عودة نتنياهو للحكومة سيكون عودة لليمين المتطرف بما قد يعقد المباحثات والاتصالات مع السلطة الفلسطينية، ويجب أن يتم الاتفاق بين حماس وفتح خلال لقائهما اليوم في لبنان وأن يتوحد الفلسطينيون حول أهداف سياسية واضحة خاصة عندما يكون الموضوع بين فتح، الركن الأساسي في منظمة التحرير، وبين حماس التي ليها وجود كبير في غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية".
واعتبر الخبير السياسي والاستراتيجي د.علاء الأصفري أن "تغيير الوجوه في إسرائيل غير مهم فهذا الكيان معتدٍ وغاشم، والجميع بداخله يتفق سواء يمين أو وسط أو يسار على استمرار الحرب مع سوريا وفلسطين، ويعني وصول اليمين المتشدد للسلطة مجددا مزيدا من تفاقم الأمر، وقد نكون أمام نذر حرب وشيكة في المنطقة نتيجة وجود كل هذه العناصر اليمينية المتطرفة المتوقع إن يلجأ إليها في تشكيل حكومته حتى يرضي الشارع الإسرائيلي الذي يمعن في التطرف".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة