الخارجية الفلسطينية تستغرب غياب ردود الفعل الدولية تجاه "إرهاب المستوطنين"

استغربت وزارة الخارجية الفلسطينية، مساء اليوم الأحد، "غياب ردود الفعل الدولية تجاه إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم الهمجية ضد المواطنين في الخليل بالضفة الغربية المحتلة".
Sputnik
وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، إن "هذا الغياب يعكس ازدواجية المعايير الدولية ويكشف زيف مواقف الدول التي تتغنى بمبادئ حقوق الإنسان وتدعي تمسكها بحل الدولتين"، مؤكدة "خوف تلك الدول من إبداء أي انتقادات للعدو الصهيوني أو تحميله المسؤولية عن اعتداءات المستوطنين وهجماتهم الاستعمارية العنصرية".
وأضافت الوزارة، أن "اجتياح المستوطنين المتطرفين للبلدة القديمة من الخليل مؤشر خطير لطبيعة المواقف والسياسة التي ينتهجها بن غفير، وهو ما يدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي الذي يغرق في سياسة الكيل بمكيالين ويوفر الحماية للاحتلال".
وحملت الوزارة "المجتمع الدولي المسؤولية عن نتائج صمته إزاء هذه الجريمة، وحذرت من مخاطرها على ساحة الصراع، خاصة أنها ستشجع غلاة المتطرفين على ارتكاب المزيد من الاعتداءات والجرائم بحق المواطنين".
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن "صمت المجتمع الدولي على هذه الجريمة البشعة يؤشر على فشله أمام اختبار بن غفير وعصابات المستوطنين، بما يفتح الباب على مصراعيه أمامهم لإشعال المزيد من الحرائق في ساحة الصراع".
وكانت الرئاسة الفلسطينية رفضت إدعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتنياهو، بأن الجانب الفلسطيني غير راغب في إحلال السلام، وشددت على أن تلك التصريحات تكشف نوايا نتنياهو الحقيقية في التهرب من أي عملية سياسية تقود لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في بيان، اليوم الأحد، إن "تصريحات نتنياهو أمام أعضاء مؤتمر (التحالف الجمهوري اليهودي) في الولايات المتحدة، التي قال فيها إن "الفلسطينيين غير معنيين بإحلال السلام، ولا يرغبون في دولة تعيش إلى جانب إسرائيل"، محاولة مكشوفة لخداع الرأي العام العالمي وتضليله، وتكشف نواياه الحقيقية بالتهرب من أي عملية سياسية تقود لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية".

وأضاف أن "حكومة نتنياهو التي ستضم إيتمار بن غفير الذي قاد بالأمس اعتداءات المستوطنين على المواطنين في مدينة الخليل مؤشر على ما ستكون عليها المرحلة المقبلة بوجود حكومة يمينية إسرائيلية متطرفة".

وحذر أبو ردينة من استمرار اقتحام المسجد الأقصى وخطورة أي محاولة لتغيير الوضع التاريخي القائم في الحرم الشريف، مؤكدا أن "مثل هذه المحاولات ستؤدي إلى تفجير الأوضاع وخروجها عن السيطرة، وهذا ما تتحمل مسؤوليته الحكومة الإسرائيلية وحدها".
يذكر أن محادثات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني متوقفة منذ عام 2014، وتعقدت مساعي استئنافها بسبب الرفض الفلسطيني لخطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا بصفقة القرن، والتي تتضمن سيطرة إسرائيل على نحو 30 في المئة من الأراضي المخصصة لإقامة الدولة الفلسطينية، وإبقاء مدينة القدس بكاملها (بما فيها القدس الشرقية المحتلة) تحت سيطرة إسرائيل.
مناقشة