عمرو موسى: نتائج تدخل الناتو في ليبيا كارثية... وأتوقع امتداد آثار أزمة أوكرانيا

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق عمر موسى، أن نتائج تدخل "الناتو" عسكريا في ليبيا كانت كارثية وسيئة، وأنه الجامعة لم تطلب - كما أشيع - تدخل حلف الأطلسي في ليبيا في العام 2011.
Sputnik
وأضاف موسى في مقابلة لـ"سبوتنيك" على هامش منتدى تحالف الحضارات في المغرب، أن نتائج تدخل الناتو في ليبيا 2011، كان بها مساسا بالسيادة الليبية، وترتب عليها صعوبة في عودة الحياة لطبيعتها، وأن الوضع في ليبيا كان سيئا في ظل حالة الغضب والثورة، وهو ما فتح الباب للعديد من الأقاويل والروايات حينها.
ويرى موسى أن ما وقع في العام 2011 في المنطقة، بسبب إهمال التعليم وغياب منظومة الوعي إلى جانب الإهمال الشديد الذي شهدته معظم مناحي الحياة، لافتا إلى أنه لم يكن هناك الإصلاح اللازم في العديد من الدول لمدة تجاوزت 70 عاما.
إيران تتهم إسرائيل ومخابرات غربية بالتدبير لـ"حرب أهلية" وتقول إنها ليست ليبيا أو السودان
وأوضح موسى أن التدخلات والمؤامرات التي حيكت ضد المنطقة كانت إلى جانب الأخطاء الكثيرة التي وقعت فيها معظم دول المنطقة، وهو ما أثر على الأوضاع في معظم الدول، معتبرا أن عدم الاهتمام الداخلي في العديد من الدول بالإصلاح ساهم في التفاعل مع المؤامرات التي حيكت من الخارج.
ويرى موسى ضرورة وضع تصورات حقيقية لما يجري في العالم العربي وما يحيط به من متغيرات خارجية للحفاظ على الأمن القومي الشامل للمنطقة، مشيرا إلى أن العالم أصبح أمام تعدد أقطاب واضح. واقترح حوارا مع الدول المحيطة بالعالم العربي من أجل النقاش حول مستقبل المنطقة للحفاظ الأمن القومي العربي ووجود موقف موحد من القضايا التي تهم المنطقة.
وفيما يتعلق بتداعيات الأزمة في أوكرانيا قال موسى، إن أثار الأزمة كبيرة على دول العالم ولا يمكن تجاهلها، خاصة فيما يتعلق بالتنمية والاستقرار، متوقعا امتداد أثار الأزمة لفترة طويلة على مختلف أنحاء العالم.
ولفت إلى أن "شلل" مجلس الأمن في مواجهة الأزمة يؤثر على دول العالم، خاصة الدول الصغيرة التي تسعى للجوء إليه لحماية مصالحها وأمنها، إلى جانب تأثيره على العلاقات الدولية والنظام متعدد الأطراف.
وشدد على أن العالم يتجه بشكل واقعي إلى تعدد الأقطاب، لكن هذا العالم سيكون متباينا من حيث قوة الأقطاب التي تدخل فيها العديد من الدول من حيث القوة الاقتصادية والتكنولوجية، ومنها الصين والولايات المتحدة والهند والبرازيل والصين، وأن بعض الدول قد تخرج من هذه الأقطاب.
وحول موقف الجامعة العربية في العام 2011 التي كان يتولى فيها عمر موسى منصب الأمين العام، وما أثير حول دعوة الجامعة حينها لتدخل "الناتو" في ليبيا، قال موسى: "ما يتردد في هذا الشأن يجافي الحقيقة، وهناك الكثير من عدم الفهم بخصوصه، ولو كانت الجامعة العربية تستطيع تحريك حلف الأطلنطي بهذا الشكل لأصبح الأمر".
أمير قطر: لا علاقة لنا بـ"الإخوان المسلمين" وقد تتكرر أحداث "الربيع العربي"
وأشار إلى عدم معقولية ما يتردد بهذا الشأن وأن من يرغب الإطلاع على الوثائق المتاحة في الأمم المتحدة والنقاشات التي جرت بهذا الخصوص وعدم الاعتماد على ما ينشر من أهواء فقط.
كما أشار إلى إمكانية الإطلاع على كتاب وزير خارجية ليبيا في هذا التوقيت وما تضمنه من خشيته بشأن تدخل عمر موسى في نقاشات مجلس الأمن، واعتراض الأمين العام على تدخل "الناتو" في ليبيا، منوها بأن ما تردد غير قائم على حقائق.
وتابع موسى أنه حاول تخفيف الأمور بشكل شخصي، وأن الأمين العام لا يستطيع وقف قرار لمجلس الأمن، وأن قرار مجلس الأمن جاء بناء على طلب ليبيا التي طلبت انعقاد جلسة لمجلس الأمن وليس الجامعة العربية.
مناقشة