بطولة كأس العالم 2022

"مونديال الغلابة"..التاريخ لا يشفع للأبطال

السعودية تحرج الأرجنتين واليابان تطيح بألمانيا والمغرب تسحب البساط من وصيف كأس العالم السابق كرواتيا، وترسل دي بروين ورفاقهم على متن الخطوط الجوية البلجيكية إلى ديارهم من دوري المجموعات.
Sputnik
أحداث شهدها الدور الأول من دوري المجموعات جرت للمرة الأولى ولم يكن بها "حصان أسود" واحد في هذه المرة، بحسب ما يطلق هذا المصطلح على الفرق أو المنتخبات التي تحقق أكثر مما هو مرجو أو متأمل منها، كما ولم يكن فيها "مجموعة موت" كما يتداول في عالم المستديرة، لتكون جميها "مميتة" لأصحاب التاريخ تحديدا.
وقبل نهاية هذا الدور في يومه الختامي على أمل مشاهدة الكاميرون وهي تفجر مفاجأة بفوز على "السامبا البرازيلية" المرشح الأقوى للبطولة، وبغض النظر عن نتيجة اللقاء الذي حسمت فيه البرازيل تأهلها للدور الثاني، فقد نشاهد مفاجأة إفريقية جديدة.

قبل الخوض في غمار هذا الدور وحتى لا يفهم مصطلح " الغلابة" بأي نوع من أنواع التجريح أو التقليل، فالمقصود هنا المنتخبات التي لا تملك سجلا حافلا في بطولات كأس العالم، والتي زينت وأبهرت العالم بإنجازاتها في هذه النسخة.

بداية القصة كانت السعودية بفوزها على المنتخب الأرجنتيني المرصع بالنجوم والمزين بـ"لؤلؤة" كرة القدم العصرية ليونيل ميسي، الذي لم يشفع وجوده من الخسارة، تألق المنتخب السعودي فتح الباب على مصراعيه لجميع المنتخبات غير المرشحة لتقديم عروض كبيرة والذهاب بعيدا في المونديال وليصبح الحلم حقيقة واقعية للجميع.
ليعيد المنتخب المغربي هذه المغامرة محققا تعادلا ثمينا مع وصيف كأس العالم بنسخته السابقة المنتخب الكرواتي، ولم يكاد يصحو عشاق الكرة من هذا الإنجاز ليفجر منتخب "الساموراي" الياباني مفاجأة من العيار الثقيل بتغلبه على نظيره الألماني بهدفين لهدف بعد الصورة الشهيرة التي ظهر فيها لاعبو "المانشافت" واضعين أيديهم على أفواههم قبل اللقاء في رسالة لقمع الحريات لترتد عليهم وليصبحوا "ترند" لجميع المشجعين الساخرين من المنتخب الألماني.
ولم تكد شمس منتخب "أسود الأطلس "تغيب عن إنجازهم أمام كرواتيا ليقولوا مرة جديدة للعالم نحن هنا مفجرين مفاجأة بتغلبهم على منتخب بلجيكا، الذي يحتل المركز الثاني بتصنيف "فيفا" على صعيد المنتخبات العالمية، لـ"يحجز" البلجيكيون مقاعدهم على متن الخطوط الجوية البلجيكية إلى بلادهم، وليثبتوا حجزهم بعد تعادلهم مع كرواتيا مودعين للبطولة في حين تصدر المنتخب المغربي مجموعته وخلفهم كرواتيا.
لتعود اليابان ولتنتفض بعد تأخرها أمام إسبانيا بهدف نظيف مقتنصة صدارة مجموعتها، بعد فوزها على الإسبان لتطيح بآخر آمال الألمان في البطولة ليخرجوا للمرة الثانية على التوالي من دوري المجموعات.
وعلى أمل حدوث مفاجأة في آخر أيام هذا الدور والذي يختتم اليوم فقد تفعلها الكاميرون وتتأهل على حساب سويسرا وصربيا في حال تعادلهما وقد تكون غانا هي آخر فريق أفريقي يحجز لنفسه مكانا في الدور الثاني، مطيحة بذلك بالأورغواي التي تعتبر أول فائز ومستضيف لهذه البطولة بالتاريخ.
دور أول أو كما يعرف بدوري المجموعات أثبت للجميع أن الملعب هو الحكم والفاصل وأن التاريخ لا يشفع للأبطال، في نسخة وصفت بالاستثنائية لزمانها ومكانها، في بلد سخر كل إمكاناته لتقديم هذه البطولة بأجمل حلة، وهو ما نجح به مع نهاية هذا الدور.
مناقشة