لماذا من المستبعد خوض "حركة الجهاد" حربا جديدة ضد إسرائيل؟

مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية لقيادات المقاومة في غزة، خاصة تلك التي وجهها وزير الأمن القومي الإسرائيلي المرتقب، عضو الكنيست المتشدد إيتمار بن غفير، لحركة "الجهاد"، تزداد المخاوف من اندلاع حرب جديدة في القطاع.
Sputnik
هذه المخاوف تصاعدت بقوة، بعد اغتيال إسرائيل لاثنين من حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، لا سيما وأن الحرب الأخيرة كانت بين تل أبيب والحركة ذاتها من دون مشاركة "حماس".
ونعت حركة الجهاد الإسلامي وذراعها المسلح "سرايا القدس"، أبرز قادتها الميدانيين الذين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية في جنين شمالي الضفة الغربية، مؤكدين أن العدو سيدفع ثمن جريمته. وقالت الحركة في بيان، إن "أبرز القادة الشهيد محمد أيمن السعدي (26 عاماً) قائد كتيبة جنين، والشهيد نعيم جمال زبيدي (27 عاماً)، ارتقيا إثر عملية اغتيال جبانة نفذتها قوات الاحتلال في مخيم جنين".
وكان بن غفير قد توعد بـ "سحق" حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بعدما هددته بملاقاة مصير وزير إسرائيلي قتله مسلحون فلسطينيون عام 2001.
حركة الجهاد الإسلامي تعلن مقتل إثنين من أبرز قادتها الميدانيين في جنين وتؤكد أن العدو سيدفع الثمن
حرب مفتوحة
استبعد ثائر نوفل أبو عطيوي، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن تدخل حركة الجهاد الإسلامي في ساحة حرب مفتوحة مع إسرائيل خلال الفترة القليلة القادمة، وهذا نظرًا لعدة اعتبارات، ومن أهمها التي جاءت على لسان القيادي بالحركة خالد البطش الذي أوضح أن الحركة في عملية مشاغلة متواصلة مع إسرائيل، ولا استراحة أبدًا من ساحات الاشتباك.
وقال حديثه لـ "سبوتنيك"، من جهة أخرى، أرسل الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، برقية تعزية إلى أهالي ضحايا الحركة، أوضح خلالها أن المعركة لا تزال طويلة مع إسرائيل، وهذا يؤكد أن الحركة غير معنية بالمواجهة الآن لدرجة تصل إلى حرب مفتوحة.
ولفت عطيوي إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت أن السفير القطري محمد العمادي الذي غادر قطاع غزة منذ أيام قليلة نقل رسالة لقيادة حركة "حماس" بضرورة الحفاظ على الهدوء حتى نهاية كأس العالم التي تستضيفه قطر، وأن قطر تسعى للحديث مع حركة الجهاد من أجل تخفيف حدة التوتر والتصعيد مع إسرائيل، والتي بلغت ذروتها أمس الأول بعد اغتيال اثنين من قادة حركة الجهاد في جنين.
وأوضح أن حالة التأهب كاملة ومستمرة في إسرائيل، بحسب وسائل إعلامها، عبر نشر أنظمة القبة الحديدية مع قطاع غزة لاحتمال إطلاق قذائف صاروخية من غزة، ردًا على الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية، لكن الأوضاع بشكل عام لا توحي بأنها قد تذهب لمواجهة شاملة ومفتوحة بين حركة الجهاد والاحتلال.
بعدما هددته بمصير "رحبعام زئيفي"... بن غفير يتوعد بـ "سحق" الجهاد الإسلامي
الالتزام بالعمل الجمعي
من جانبه، استبعد مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن تدخل حركة الجهاد الإسلامي في مواجهة مع إسرائيل منفردة بعد استهداف عدد من قيادتها، مؤكدًا أن العمل الجمعي والتوافق مع قوى المقاومة في قطاع غزة عبر غرفة العمليات سيبقى مستمرًا.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يبدو أن الساحة الآن مفتوحة لقوى المقاومة الفلسطينية في الضفة، حتى تنفذ ما تريد، متوقعًا أن يكون الرد على تنفيذ إسرائيل للإعدامات الميدانية من الضفة وليس من قطاع غزة.
ولفت إلى أن حركة الجهاد الإسلامي، تؤمن بالعمل الجمعي وستلزم به مع الكل الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، الذي يتجهز حاليًا لمعركة مع الاحتلال في ظل التهديدات الإسرائيلية، حيث يراكم القطاع القوة للتجهيز لتلك المعركة القادمة.
ويرى الصواف أن حركة الجهاد لن تنجر إلى ما تخطط له إسرائيل، للاستفراد بقوى المقاومة في قطاع خاصة، حيث سيظل العمل الجماعي هو الأساس والسائد، والمعتمد لدى كافة قوى المقاومة في عزة.
وقتل شابان، وأصيب ثالث، واعتقل أربعة آخرون، الخميس الماضي، خلال اقتحام القوات الإسرائيلية، مدينة ومخيم جنين. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا، بأن "الشابين نعيم جمال الزبيدي (27 عاما)، ومحمد أيمن السعدي (26 عاما)، استشهدا برصاص الاحتلال، وإصابة آخر بشظايا بالوجه، وحالته مستقرة".
وكانت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت مخيم جنين ومنطقة الهدف، ونشرت قناصة على أسطح عدد من المنازل والبنايات، ودارت مواجهات واشتباكات عنيفة، حسب الوكالة الفلسطينية.
ويعكف رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو على تشكيل حكومته، التي تضم وفق الاتفاق الموقع حتى الآن، شخصيات من أقصى يمين الخارطة السياسية الإسرائيلية، سوف تشغل بما في ذلك مناصب أمنية حساسة، تنعكس بشكل مباشر على الصراع مع الفلسطينيين.
وسبق أن تعهد بن غفير بأن يعمل على تخفيف إجراءات إطلاق النار على الفلسطينيين عندما يتولى منصبه في حكومة نتنياهو.
وفي شهر أغسطس/آب الماضي، نجحت القاهرة في توقيع هدنة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، بعد جولة من التصعيد دامت لمدة 3 أيام أسفرت عن مقتل 43 فلسطينيًا وإصابة العشرات، فيما قصفت الحركة مناطق جنوبي ووسط إسرائيل.
مناقشة