قائد القوات الروسية في سوريا يبحث مع "قسد" سبل ردع العملية العسكرية التركية

أفاد مراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن قائد القوات الروسية في سوريا، الفريق ألكسندر تشايكو، أجرى محادثات هي الثانية من نوعها خلال الأيام القليلة الماضية مع قيادات من قوات "قسد" في ظل الجهود الروسية الحثيثة لوقف إطلاق النار والحفاظ على حالة عدم التصعيد على الحدود السورية - التركية.
Sputnik
وتابع المراسل أن قائد القوات الروسية وصل، ظهر الاثنين، إلى القاعدة الروسية ضمن مطار مدينة القامشلي الدولي في محافظة الحسكة، قادماً من قاعدة حميميم في اللاذقية للقاء قيادات من قوات "قسد" وعلى رأسهم مظلوم عبدي في جولة ثانية من المباحثات، بهدف بحث تطورات الشمال والشرق السوري والتهديدات التركية المستمرة بشنّ عملية عسكرية جديدة ضد مواقع قوات "قسد" في أرياف محافظات حلب والرقة والحسكة.

وبينت المصادر أن القوات الروسية تنطلق في مباحثاتها مع "قسد" من نقاط اتفاق "سوتشي" مع الطرف التركي في نهاية عام 2019م، والذي وافقت عليها قوات "قسد" وتنص على انسحابها من الحدود السورية بعمق 30 كم، مع نشر القوات العسكرية السورية (حرس الحدود) على طول الحدود السورية- التركية، وهو ما تعتبره تركيا لم يتم على أرض الواقع، مطالبة بتطبيق الاتفاق وانسحاب "قسد" من كامل مناطق سيطرتها غربي الفرات (تل رفعت - منبج) في ريف حلب إضافة إلى الحدود.

أوضحت المصادر أن الحكومة التركية تطالب بنشر كامل للقوات السورية العسكرية ومؤسساتها المدنية في المناطق الحدودية مع تركيا لوقف إطلاق العملية العسكرية التي تهدد بها منذ أسابيع، بدلاً لجميع تشكيلات قوات "قسد" المدنية والعسكرية منها، رافضة أي انتشار شكلي للقوات السورية في هذه المناطق كشرط لوقف التهديد بشن عملية عسكرية جديدة.
محافظ الحسكة لـ"سبوتنيك": سيتم فك الحصار المفروض على مدينتي الحسكة والقامشلي خلال الساعات القادمة
يشار إلى أن الفريق تشايكو زار نهاية الشهر الماضي مدينتي القامشلي والحسكة والتقى قائد "قسد"، مظلوم عبدي، وبحث معه التهديدات التركية بشأن شنّ عملية برية وسبل اتخاذ إجراءات تمنع وقوع العملية، فيما أعاد تشايكو "طرح فكرة انتشار الفيلق الخامس التابع للجيش العربي السوري على امتداد الشريط الحدودي وبعمق 30 كلم" وهو الذي ما زالت ترفضه "قسد".

بدورها مصادر مقربة من قوات "قسد" قالت لـ"سبوتنيك" إن هذه اللقاءات الحثيثة للقوات الروسية تأتي بناء على طلب من "قسد"، وانطلاقاً من الحفاظ على السيادة السورية وسلامة أراضيها من قبل الروس، حيث كانت الأجواء إيجابية خلال الفترة الماضية خصوصاً بعد انطلاق العملية العسكرية التركية والتي تركزت على القصف عبر الطيران الحربي على المواقع النفطية التي تسيطر عليها "قسد" وتقع تحت النفوذ الأمريكي، والتي جاءت بضوء أخضر أمريكي بشكل مؤكد.

وتابعت المصادر أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت خلال الأيام الماضية إعادة تصحيح موقفها (إذا صح التوصيف) والميول إلى طرف "قسد" نوعاً ما، مع التأكيد على الحقوق التركية في الدفاع عن نفسها، ما جعل قوات "قسد" تتراجع عن الحالة الإيجابية التي أبدتها، خصوصا بعد عودة الدوريات المشتركة مع ما يسمى قوات "التحالف الدولي".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أنّ عملية "المخلب - السيف" ضد مواقع "حزب العمال الكردستاني" ووحدات "حماية الشعب" الكردية في العراق وسوريا، على ألا تقتصر على الضربات الجوية.
مناقشة