مفوضية العدالة الشاملة بالسودان لـ"سبوتنيك": حال حقوق الإنسان لن يتغير بتغيير المبعوث الأممي

أكد خليل أحمد دود الرجال، رئيس مفوضية العدالة الشاملة بالسودان، أن قضية حقوق الإنسان في البلاد ليست في شخوص القائمين عليها أو المفوضين وإنما بتطبيق واحترام المواثيق الموقعة عالميا.
Sputnik
وأضاف في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأحد، العبرة في تحسين الأحوال الإنسانية لا يتم بتغيير الشخوص، بل باهتمام الأسرة الدولية بتطبيق وصون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومساعدة محكمة الجنايات الدولية في إنزال قوانينها وتطبيقها على أرض الواقع، وسن قوانين إجرائية جديدة تحتم وتوجب على الدول المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة القبض على منتهكي حقوق الإنسان".
وتابع دود الرجال، "الوضع أو حال حقوق الإنسان لن يتغير في السودان بتغيير مبعوث أممي مكان آخر، هذا الأمر أراه بعيد جدا على الأقل في حالة دولة السودان، التي تعد أكثر الدول انتهاكا لحقوق الإنسان، ويجد المنتهكون استسهال من المجتمع الدولي نفسه، وإلا لما سمحت المنظمة لعبد الفتاح البرهان مخاطبة اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير، في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني مدى تلطخ يد البرهان بدماء ضحايا الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم العدوان التي جرت في دارفور، وكذا فض اعتصام القيادة العامة بالخرطوم".
وأشار رئيس مفوضية العدالة إلى أن "البرهان يعد الضابط المطيع الأول لتوجيهات (الرئيس السوداني المعزول عمر) البشير، المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية، والمنفذ لغالبية تلك الجرائم،لا سيما تلك التي جرت بوسط وغرب دارفور".
ونوه دود الرجال إلى أن "تغيير الوجوه لن يغير الواقع والحالة الأمنية والانتهاكات الإنسانية الجارية بالبلاد بصورة عامة ومناطق النزاع بصورة خاصة".
وأضاف: "هنا أود أن ألفت نظر المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، (العبرة من خلق القوانين هو سموها وسيادة حكمها وتطبيقها بإنصاف الضحايا وزجر المجتمع وردع الجناة، ثم سلامة الأرواح وبث روح السلام والتواد، ولم تكن العبرة بتعيين موظفين يسمون مبعوثين يخصص لهم ميزانيات لا طائل منها سوى إرهاق خزائن الأمم المتحدة، التي تعتمد في ميزانيتها على هبات الدول التي تمرر أجندتها عبر دفعها هذه الميزانيات".
كيف استطاع السودان البقاء لدورة ثانية في مجلس حقوق الإنسان رغم الانتقادات الموجهة له؟
وقال رئيس المفوضية: إن "أكثر هؤلاء المفوضين من الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان يفتقرون لماهية الصراع، ولم يستعن غالبيتهم بأهل الخبرة ليبصرونهم بجذور أزمة السودان، فكان لنا خلال العقود الثلاثة الماضية أن نعايش تعدد وتجدد المبعوثين والحال هو نفس الحال".
ورحب السودان بتعيين مفوضية حقوق الإنسان الأممية رضوان نويصر، خبيرا معنيا بأوضاع حقوق الإنسان بالبلاد، مؤكدا تعاونه معه.
وأعرب وزير العدل رئيس الآلية السودانية لحقوق الإنسان محمد سعيد الحلو، أمس السبت، عن ترحيب بلاده بتعيين نويصر خبيرا معنيا بأوضاع حقوق الإنسان بالسودان، خلفا لأداما دينغ بحسب "العين الإخبارية".
وأكد الحلو تعاون السودان معه من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان بالسودان.
والجمعة، أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر ترك تعيين التونسي رضوان نويصر كخبير له بشأن حالة حقوق الإنسان في السودان، خلفا لأداما دينغ الذي استقال من منصبه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وجرى تعيين دينغ خبيرا للأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في السودان من قبل المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وفقا لقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لمراقبة حالة حقوق الإنسان في السودان عقب أحداث 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
مناقشة