دعم تولي الطيبي منصب بالكنيست.. إلى أي مدى قد تصل الخلافات بين الائتلاف الحاكم في إسرائيل؟

رغم اتفاقها من حيث اليمينية والتطرف، لم يستبعد المراقبون أن تشب الخلافات داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو، خاصة أن التجمع الوزاري يعتمد على سياسة المصالح.
Sputnik
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن خلافًا ظهر داخل الائتلاف الحكومي بسبب التوجه نحو اختيار عضو الكنيست العربي عن القائمة المشتركة أحمد الطيبي نائبًا لرئيس البرلمان.
وقال القناة 24 الإسرائيلية، إن "التسوية" المفترضة بين نتنياهو والطيبي، أتت على حساب أعضاء كنيست من كتلة نتنياهو البرلمانية "الليكود"، الذين تضرّروا من حصة الشركاء الكبيرة من الوزارات، ولم يحصلوا هم على حقائب وزارية، طمحوا إليها، على رأسها الوزير السابق داني دنون، الوزير السابق دودي أمسالم، الوزير السابق يولي إدلشتين، ورئيس الائتلاف سابقا دافيد بيتان.

ونقلت عن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بأن هذه الأسماء ظهروا موحدين في مراسم تنصيب الحكومة، ما يزيد من حظوظ تشكيلهم لمعسكر أو تيار سياسي مستقل داخل الحزب، سيكون بمواجهة معسكر نتنياهو ووزرائه.

ونقلت الصحيفة من مصادرها، أن الليكود يعاني من "اضطراب داخلي، قد يعيده إلى عهد الاستقطاب والانقسام السياسي"، حيث إن أولئك الذين خاب أملهم من عدم توزيرهم، قد يُظهرون قريبا قوتهم، ويُصعبون مهمة تمرير ميزانية الدولة.
وطرح البعض تساؤلات بشأن طبيعة هذه الخلافات ومدى دلالتها وإمكانية أن تمثل تهديدًا للائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو في المستقبل أم لا.

خلافات داخلية

استبعد محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن تكون الخلافات داخل حزب الليكود والائتلاف الحكومي الحاكم بسبب تولي النائب أحمد الطيبي منصب نائب رئيس الكنيست، لأنه يحق أن يكون للجماهير العربية نائبا لرئيس الكنيست.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، في النهاية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هو من سيقرر في نهاية الأمر بالتنسيق مع رئيس الكنيست أسماء من سيتولون منصب النائب، وهل سيكون بينهم نائب عربي أم لا.
وأكد أن الخلاف الآن هو شكلي فقط لا جوهري داخل حزب الليكود، وكان بسبب تولي الحقائب الوزارية، حيث هناك عدد من النواب لحزب الليكود غير راضيين على تقسيم الحقائب الوزارية بهذه الطريقة.
وكشف أن بعض نواب الليكود خاصة المقربين لنتنياهو لم يحصلوا على أي حقيبة وزارية أو منصب ما أثار حفيظتهم وغضبهم، مؤكدًا أن هذا الأمر قد يشعل خلافات بين مركبات الائتلاف وداخل حزب الليكود في المستقبل.
قال إن "أناسا سيموتون"... لابيد يدعو نتنياهو لمنع اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
ويرى كنعان أن هذه الخلافات لن تعطي إمكانية لانسحاب هذا العضو أو ذاك من داخل الائتلاف، لأن نتنياهو كان يدرك بضرورة وجود الخلافات داخل الليكود، وحاول منع الانسحاب لمجموعة معينة، فسن قانون قبل 10 أيام يستطيع من خلاله منع انسحاب من حزب لحزب إلا إذا حصل على موافقة ثلث الكتلة، والليكود لديه 32 مقعدًا ومن يريد الانسحاب عليه الحصول على 11 مقعدًا.
وأوضح أن نتنياهو كان متخوفا من ذلك فسن هذا القانون، لذلك هو يضمن بقاء الليكود كما هو دون تفكك، لكن لا يمنع أن يكون هناك خلافات وغيابات في المستقبل عن جلسات معينة في الكنيست.

اعتبارات سياسية

بدوره، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، أن أحمد الطيبي يشغل منصب نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي منذ العام 2006، وأن حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو والتنظيمات الدينية مثل شاس ويعودات هتوراه تدعم ترشحه لهذا المنصب بالعادة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يأتي هذا الدعم من أجل اعتبارات سياسية، في خضم تحالف الأقليات داخل الكنيست الإسرائيلي، حيث أصبح هذا التحالف كمنهج عمل داخل الكنيست منذ سنوات طويلة.
وأوضح أن جزءًا من تحالف نتنياهو المتمثل بالصهيونية الدينية والقوة اليهودية يرفض دعم الطيبي للترشح لهذا المنصب، مؤكدًا أن هذا الانقسام لا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تفكك الائتلاف الحكومي بين هذه المكونات والقائم على المصالح.
ويرى أنه سيكون مجرد معارضة لتسجيل المواقف، خاصة وأن قادة حزب الصهيونية الدينية والقوة اليهودية قد هددوا في السابق بطرد النائب أحمد الطيبي، وباقي النواب العرب من داخل الكنيست.
والخميس الماضي، أدت الحكومة الإسرائيلية التي شكلها بنيامين نتنياهو اليمين الدستورية في الكنيست، بعد الانتخابات التي شهدتها إسرائيل مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويقود زعيم حزب الليكود نتنياهو (73 عاما) إسرائيل على رأس ائتلاف حكومي يضم أحزابا من أقصى اليمين، وسط مخاوف من نهجها فيما يتعلق بملفات عدة لاسيما الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة ومن ضمنها القدس والأقلية العربية في إسرائيل.
مناقشة