بعد عامين من "قمة العلا"... هل اقتربت عودة السفراء بين البحرين ‏وقطر؟

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع أمير دولة قطر تميم بن حمد
منذ انعقاد "قمة العلا" في الخامس من يناير/ كانون الثاني 2021، التي جمعت ‏قادة الرباعي العربي (السعودية، مصر، الإمارات، البحرين) مع قطر، ظلت العلاقات بين البحرين وقطر معلقة ‏دون تقدم كما جرى مع دول الرباعي. ‏
Sputnik
من الجانب البحريني، أشار الخبراء مرارا إلى أن الأمر يتوقف على بحث النقاط العالقة بين البحرين من أجل استئناف العلاقات، وفي المقابل كان الخبراء من قطر يتحدثون عن أنه لا توجد نقاط عالقة يمكن بحثها، وأن قمة العلا جبَّت ما قبلها.
ويوم أمس الخميس، جرى اتصال هاتفي بين ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء البحريني، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأكد ولي العهد البحريني خلال الاتصال، على ما يجمع البلدين والشعبين من علاقات أخوية. معربا عن أهمية العمل على حل كافة القضايا والمسائل العالقة بما يحقق التطلعات المشتركة لمواطني البلدين، ويحافظ على تماسك مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأمن المنطقة واستقرارها.
وفتح الاتصال الذي جاء بعد عامين من "قمة العلا"، الباب أمام تساؤلات هامة بشأن إمكانية استئناف العلاقات وعودتها لطبيعتها مرة أخرى، وخاصة فيما يتعلق بالمستوى الدبلوماسي على مستوى السفراء، وما إن كانت هذه الخطوات قابلة للتنفيذ في وقت قريب.
البيان الصادر عن الديوان الملكي في البحرين أشار بشكل صريح إلى جملة "النقاط العالقة"، وهو ما يعول عليه الفترة المقبلة من أجل استئناف العلاقات، بحسب الخبراء.
لماذا تتجاهل قطر مطالب البحرين بشأن بحث "النقاط العالقة" على مدى عام ونصف
في الإطار، قال المحلل السياسي البحريني، الدكتور عبد الله الجنيد، إن "الاتصال الذي جرى بين ولي العهد البحريني وأمير قطر يشير إلى أن الكثير من المسائل ستدرس بشكل أوثق وبشفافية مطلقة".
وأضاف في تصريحاته لـ"سبوتنيك": "نتمنى أن يستمر العمل بنفس المبادئ التي اعتمدت في ميثاق قمة العلا في 2021، وكذلك في القمة التشاورية في أبو ظبي مؤخرا، وأن نرى خطوات ملموسة لحلحلة بعض القضايا العالقة بين البلدين في أقرب وقت".
وأوضح الجنيد أن "الاتصال بين ولي العهد البحريني والأمير القطري ليس الأول، وأنه يمكن البناء على آخر الخطوات لبحث كافة الملفات بين البلدين".
من ناحيته، قال المحلل السياسي الكويتي، الدكتور علي الهيل، إنه "منذ قمة العلا في 5 يناير 2021، يفترض أنها جبَّت ما قبلها على مستوى الدول المشاركة، بما فيها البحرين".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "قطر لا يمكن أن تقبل التحدث عن أي نقاط عالقة بين البلدين، خاصة أنه ليس هناك نقاط عالقة".
وأوضح أنه "يمكن البناء على المكالمة الهاتفية بشأن استئناف العلاقات بين البلدين"، منوها أن "عودة السفيرين في البلدين قد يستغرق بعض الوقت، وأنه قد لا يكون في المدى القريب".
وتم خلال الاتصال الأخير بين ولي العهد البحريني وأمير قطر، أمس الخميس، التأكيد على استمرار الاتصال بين المسؤولين في البلدين الشقيقين، تحقيقا لما فيه الخير للجميع.
الرئاسة المصرية: أمير قطر يعرب للرئيس السيسي عن تقديره لجهود مصر الداعمة للشأن العربي والخليجي
ووقعت دول المقاطعة الأربع وقطر، في مطلع يناير 2021، في مدينة العلا السعودية، اتفاقا تم بموجبه التأسيس لطي الخلافات التي دامت أكثر منذ 3 سنوات.
وبدأت العلاقات تأخذ منحى إيجابيا ملحوظا في مايو/ أيار 2021، عندما سلم وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال زيارته للعاصمة المصرية القاهرة في 25 من ذلك الشهر، دعوة من أمير قطر للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لزيارة الدوحة.
كما توالت اللقاءات بين القيادات في السعودية وقطر والإمارات ومصر على مدار العامين الماضيين، فيما شارك أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، وملك البحرين، الشيخ حمد بن عيسى، في قمة أبو ظبي التشاورية الأخيرة.
وسائط متعددة
أبرز النقاط في بيان قمة "العلا" الخليجية
مناقشة