دبلوماسي عراقي سابق يكشف لـ"سبوتنيك" سلسلة الأكاذيب الأمريكية ضد نظام صدام حسين

قال دبلوماسي عراقي سابق، إن أمريكا قامت في 5 فبراير/ شباط 2003 بمحاولة تضليل وخداع يائسة لإقناع أعضاء مجلس الأمن بشن حرب كونية على العراق بادعاء كاذب حول أسلحة دمار شامل.
Sputnik
وأضاف الدبلوماسي السابق، الذي رفض نشر اسمه، في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأحد، في اجتماع مجلس الأمن الوزاري الذي انعقد في نيويورك بتاريخ 5 فبراير/ شباط عام 2003، قام وزير الخارجية الأمريكي كولن باول آنذاك بمحاولة تضليل وخداع يائسة لإقناع أعضاء مجلس الأمن بشن حرب كونية على العراق، وابتكار ذرائع وهمية لا أساس لها من الصحة، باتهام العراق بامتلاكه أسلحة دمار شامل، وقام وبشكل مسرحي بعرض قنينة صغيرة تحتوي على سائل شفاف مدعيا أنها عناصر جرثومية يمتلكها العراق يمكن أن تقضي على الحياة في مدينة بحجم مدينة لندن وأن العراق يمتلك كميات كبيرة منها.
وتابع الدبلوماسي السابق، "لقد أثارت هذة الكذبة قلقا كبيرا في المنطقة والعالم وبالأخص لدى دول الخليج حتى المعتدلة منها، فقد قال السيد علوي بن عبد الله وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عمان لنائب رئيس وزراء العراق الراحل طارق عزيز، بأن بلاده قلقة من إمكانية استخدام العراق السلاح الجرثومي الذي يمكن أن يؤثر على الحياة في بلاده".
الغزو الأمريكي للعراق عام 2003
20 عاما على غزو أمريكا للعراق... تسلسل زمني وبيان حجم الخسائر
وأشار إلى أن كذبة كولن باول في مجلس الأمن بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل لم تكن سوى بداية لسلسلة من الأكاذيب لخداع العالم، وقد ندم باول عليها لاحقا واستقال من منصبه بسببها بعد أن شعر بالإهانة لتوريطه بمعلومات مضللة قدمتها له وكالة المخابرات الأمريكية الـ (CIA) باعتبارها مضرة بسمعته وشرفه العسكري، لقد كانت هذه الكذبة حلقة من سلسلة طويلة من الأكاذيب التي استخدمتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة بقصد النيل من العراق وقيادته الوطنية.
وبحسب الدبلوماسي العراقي، عندما زار دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي العراق في ديسمبر/ كانون أول 1983 والتقى بنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الراحل طارق عزيز كمبعوث شخصي من الرئيس رونالد ريغان، نقل خلال الزيارة رسالة من الرئيس ريغان للقيادة العراقية، مفادها بأن الرئيس ريغان لا يرى ما يمنع الولايات المتحدة من إقامة علاقات طبيعية مع العراق، فلا توجد مشكلات ثنائية تمنع من القيام بذلك وأن الاختلافات على القضايا الإقليمية وبالأخص قضية فلسطين مسألة يمكن أن تكون موضع نقاش بين الطرفين وأنهم مهتمون بمعرفة آراء العراق بهذا الشأن، وكانت تلك الكذبة الأولى.
وأوضح أنه في عام 1985 ظهرت للعلن فضيحة (إيران غيت)، التي كشفت قيام الولايات المتحدة بتزويد إيران بـ 3000 صاروخ (تاو) المضادة للدروع، وصواريخ هوك أرض جو مضادة للطائرات عن طريق إسرائيل، من أجل القضاء على تفوق العراق في سلاح الدبابات وسلاح الجو.
واستطرد المصدر قائلا "في نهاية عام 1989 وبعد الانتصار الحاسم للجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية وإجبار إيران على القبول بقرار مجلس الأمن 598 الملزم بوقف الحرب، شنت الولايات المتحدة الأمريكية حملة دبلوماسية مكثفة لتخويف دول مجلس التعاون الخليجي نشر ادعاء كاذب آخر بأن العراق المنتصر عسكريا والذي اكتسب جيشه الجرار خبرة واسعة في الحروب أصبح يشكل خطرا كبيرا عليهم، ما أدى إلى قبول تلك الدول ببناء وتوسيع قواعد أمريكا العسكرية واستقبال قوات أمريكية، بالإضافة إلى حث تلك الدول على التآمر على العراق وخنقه اقتصاديا.
وأوضح المصدر الدبلوماسي أن أحداث الكويت في التسعينات وقيام مجلس الأمن بإصدار سلسلة من القرارات الجائرة ضد العراق، كان مندوب الولايات المتحدة الأمريكية في المجلس يعلن ويصر على إدراج فقرة في مقدمة تلك القرارات على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار سيادة واستقلال العراق وسلامة أراضيه الإقليمية أثناء تنفيذ تلك القرارات، لكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت تبعث بطائرات اليوتو التجسسية التي تجوب سماء العراق من جنوبه إلى شماله أسبوعيا في خرق واضح وغير شرعي لسيادة العراق واستقلاله.
ولفت الدبلوماسي العراقي إلى أن خطاب كولن باول سيئ الصيت في مجلس الأمن الذي تمر ذكراه العشرين، لم يكن خاتمة تلك الأكاذيب والافتراءات التي استخدمتها الإدارات الأمريكية للقضاء على نظام وطني، كانت مواقفه الوطنية قد أزعجتها، واعتبرت وجوده تهديدا خطيرا على ربيبتها إسرائيل، وهذا كان كافيا للقيام بجريمتها الشنيعة بغزو العراق وإنهاء قيادته الوطنية.
مناقشة