حُفرت الأراضي الفلسطينية المقدسة عميقا في وجدان الشعب الروسي، وتعلّقوا بها منذ قرون، فالعلاقة بينهما ليست وليدة اللحظة ولا حتّى الأمس القريب، بل امتدت جذورها إلى فترة طويلة سبقت اعتناق روسيا المسيحية قبل قرون عديدة.
يحيي الفلسطينيون الذكرى الـ 47 ليوم الأرض الفلسطيني، اليوم الخميس، الموافق لـ 30 مارس/ آذار من كل عام، المناسبة التي أصبحت عيدا للأرض والدفاع عنها منذ عام 1976.
فلسطين جنة الله على الأرض
قال الباحث في الشؤون الاقتصادية والجيوسياسية الدكتور محمد دياب، والمحاضر في الجامعة اللبنانية وصاحب كتاب "فلسطين في مرآة الثقافة الروسية" لبرنامجنا "صدى الحياة"، حول أهمية إحياء ذكرى يوم الأرض الفلسطيني:
"إن إحياء يوم الأرض له أهمية كبيرة جدا بالنسبة للشعب الفلسطيني، إنه عنوان تمسك هذا الشعب بأرضه، وبوطنه وأهميته الكبرى أنه يعيد إحياء هذه التقاليد في نفوس الأجيال الجديدة من الفلسطينيين، ونحن نرى أن الجيل الجديد وبأعمار العشرينات يكافح ويناضل من أجل حقه ويتمسك بهذه الأرض".
وعن مدى تأثير فلسطين في الوعي الروسي وانعكاسات نتاجات الأدب والفن والفكر السياسي في روسيا، قال لنا:
"منذ القرن الثاني عشر توافدت قوافل الحجاج إلى فلسطين، أتوا إليها رغم الصعوبات ومخاطر الطريق، وكان في ذهن كل واحد منهم صورة متخيّلة عن هذه الأرض، كما يقولون "فلسطين هي جنة الله على الأرض وبلاد الخيرات"، ورغم اختلاف الصورة الواقعية عما تخيلوه كانوا متمسكين بتلك الصورة الأولى".
وعن العلاقة الروحية الوجدانية بين الروس بالأراضي المقدسة الفلسطينية، قال لنا الدكتور محمد دياب:
"إن هذه العلاقة الوجدانية والروحية العاطفية بين الروس وفلسطين تاريخية ومتجذرة منذ القديم، عندما اعتنقت روسيا المسيحية وأصبحت هذه العقيدة الجديدة بمثابة الرابط الروحي التي تشد الإنسان الروسي إلى هذه الأرض المقدسة الموعودة، ونحن نلاحظ ذلك في كتابات أدباء روس كبار".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق...