ألوان الربيع تمتزج مع احتفالات العام 6773 لرأس السنة السورية

امتزجت ألوان الربيع في الجزيرة السورية، مع فرحة السوريين بعيد "آكيتو"، عيد رأس السنة السريانية الآشورية الذي يصادف الأول من شهر نيسان من كل عام، حيث خرج العشرات من العوائل إلى المناطق الطبيعة والدينية في مدن محافظة الحسكة السورية.
Sputnik
وأفاد مراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا بأنه أقيمت احتفالية رسمية دينية في قرية الوطواطية بريف مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، بمشاركة المكونات "الكرد، والعرب، والسريان"، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين عن الكنائس المسيحية والفعاليات الرسمية والاجتماعية.

وبحسب التقويم السوري السرياني والآشوري، يصادف اليوم مرور 6773 عام على أول احتفال برأس السنة.

وأكد عدد من المشاركين في الاحتفال لــ"سبوتنيك" بأن هذه الأيام ربيعيّة وجميلة للغاية في منطقة الجزيرة، وهي تتزامن مع احتفالات "آكيتو"، الذي يتميز بإحياء التراث والفن القديم والحديث، حيث يرتدي الأطفال والشابات اللباس التراثي الآشوري والسرياني الفلكلوري لجميع ألوان المنطقة، مع تقديم الدبكات "الجزراوية" المتنوّعة، وكل ذلك وسط أحضان الطبيعة الخضراء.
ألوان الربيع تمتزج مع احتفالات العام 6773 لرأس السنة السورية (أكيتو)
وألقى مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس موريس عمسيح ، كلمة هنأ فيها عيد الأكيتو على عموم مكونات المنطقة وسوريا، مشيراً "في عيد الأكيتو الذي ينبثق منه عبق التاريخ وأصالة الحضارات التي عاشت على أرض الجزيرة السورية، وتوارثت هذا الإرث الإنساني العريق".
نجتمع اليوم معاً؛ لنؤكد أننا ما زلنا هنا موجودين، ولم تستطع معاناة الماضي بكل فصول الاضطهاد والمجازر محونا من الحاضر والمستقبل".

"أكيتو".. رأس السنة السورية

"الأكيتو" هو عيد رأس السنة السورية والذي يصادف الأول من نيسان من كل عام، وفي هذا اليوم نكون وصلنا إلى عام 6773 في التقويم السوري.
وتشير آكيتو (بالسومرية: أكيتي سنونم) إلى عيد رأس السنة لدى الآكاديين، البابليين، الآشوريين والكلدانيين، ويبدأ في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثني عشر يوماً، ويعود الاحتفال بهذا العيد إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، ويعتبر أقدم عيد مسجل في تاريخ الشرق الأدنى.

وكان الآكيتو عند السومريين، يقام لإله القمر "نانا"، و كان الاعتقاد السائد أن هذه المناسبة تحمل صفة القداسة، ما يجعلها أفضل فرصة لإقامة شعائر الزواج المقدس.

أما عند البابليين، فقد كان مرتبطاً بمناسبة دينية هامة، وهي انتصار الإله مردوخ، الذي كان يُعتقد بأنه من خلق الحياة والطبيعة، على الآلهة "تيامات"، وكانت الاحتفالات تستمر لمدة اثنتي عشر يوماً.
ألوان الربيع تمتزج مع احتفالات العام 6773 لرأس السنة السورية (أكيتو)
وتخصص الأيام الأربعة الأولى منها لممارسة الطقوس الدينية وتقديم الصلوات والذبائح وقراءة قصة الخلق البابلية "اينوما إيليش" التي تحكي كيف جرت عملية اتحاد الآلهة ليكون مردوخ رئيسهم، بعد أن قام بثورة على الآلهة "تيامات"، أما الأيام المتبقية فكانت تتضمن بعض المظاهر الاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى الطقوس الدينية.

ويشار إلى أن الموقع الرسمي تم تكريسه قديما لإقامة الاحتفالات بمناسبة عيد الأكيتو في محافظة الحسكة هو قرية مغلوجة على سفح جبل عبد العزيز، حيث يقيم أبناء المكون الآشوري والسرياني الاحتفالات والرقصات التراثية.

إلا أن سيطرة الجيش الأمريكي واحتلاله مع المسلحين الموالين له على الموقع منذ سنوات، منع المئات من إقامة احتفالاتهم، وتضاف لها الهجرة الكبيرة التي حدثت في صفوف مكونات الجزيرة السورية نتيجة ظروف الحرب والحصار.
مناقشة