باحث بالشؤون التركية لـ"سبوتنيك": المحادثات السورية الروسية الإيرانية التركية قد تستمر لسنوات

رأى الباحث السوري في الشؤون التركية، غسان يوسف أن المحادثات السورية الروسية الإيرانية التركية قد تكون طويلة وقد تستمر سنوات.
Sputnik
دمشق- سبوتنيك. وقال يوسف، في مقابلة مع "سبوتنيك"، إن "تركيا لن توافق بسهولة على الشروط السورية. هي تريد أن يدفع الجانب السوري مقابل لذلك، فهي تريد أن يقوم الجيش السوري بمحاربة قسد [قوات سوريا الديمقراطية]، وأن يكون هناك صداما بين الجيش السوري وميلشيات قسد".
وأضاف أن "نوايا تركيا ليست سليمة، وأعتقد أن سوريا لن تتخلى أبدا عن شروطها، ولكنها قد تبدأ مفاوضات على أمل أن يكون هناك اتفاقا كاتفاق أضنة أو تعديل اتفاق أضنة لأن الجيش التركي موجود ومحتل ولا يمكن أن يخرج بهذه السهولة".
وقال يوسف إن "تأجيل الاجتماع الرباعي إلى مايو [الشهر المقبل] يعود للخلافات بين الجانبين، وأن هذا الاجتماع من الممكن ألا يعقد في مايو والذي سيأتي بالتزامن مع انشغال التركي بالانتخابات".
وأضاف أن "[الرئيس التركي رجب طيب] أردوغان متعطش لهذا اللقاء ليقول للناخب التركي إنه يحاول التواصل مع الحكومة السورية لإعادة اللاجئين السوريين، وهو الملف الأكثر سخونة في الانتخابات التركية والمعارضة تلعب عليه والحكومة التركية أيضا بدأت تعي أن هذه المسألة مهمة بالنسبة للناخب التركي".

،وأضاف "لكن ربما لن يعقد هذا اللقاء إلا بعد الانتخابات، وسوريا ليست متعجلة فهي ترى أنه سواء أتت معارضة أو حكومة أردوغان ليس هناك فرق باعتبار أن الإثنين أصبحا يريدان عودة اللاجئين وتسوية الوضع مع سوريا".

وقال إن "سوريا ترى أن التفاهم مع أردوغان يكون أفضل باعتباره صديقا لروسيا وإيران في حين أن المعارضة التركية متحالفة مع الغرب وأميركا وهذا ما تخشاه سوريا أن يؤدي تحالف المعارضة التركية مع الغرب إلى إقامة كانتون كردي في شمال شرقي سوريا كون حزب الشعوب الديمقراطي الداعم لحزب العمال الكردستاني اصبح حليفا للطاولة السداسية [تحالف المعارضة التركية]".
موسكو: موعد اجتماع وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا لم يحدد بعد
وقال إن "تركيا لن تتخلى عن جبهة النصرة [الإرهابية المحظورة في روسيا وعدد كبير من الدول]، والمجموعات الإرهابية الأخرى بسهولة خاصة أن هناك مجموعات أجنبية أتت بها من الشيشان وآسيا الوسطى وشرق الصين وغيرها لذلك تركيا اليوم تحاول أن تناور وتوهم الدولة السورية أن الإرهاب فقط في قسد".
وأضاف أن "أردوغان ذكر أكثر من مرة أن النصرة إرهابية، ولكن كان ذلك للتمويه حتى في تركيا يعتبرونها إرهابية لكن أردوغان لن يفكك جبهة النصرة إلا في حال حصل على مقابل أو في حال حصول تحالف لهم مع روسيا للهجوم على قسد أو دعمهم لمحاربة قسد أو التضييق والحصار على قسد".
واعتبر يوسف أن "الوضع غير مستقر وليس هناك تفاهما واضحا بين كل من روسيا وسوريا وإيران وليس هناك خطة واضحة لمحاربة قسد وتفكيك المجموعات الإرهابية في إدلب والعرقلة كلها من تركيا التي تريد أن تأخذ كل شيء دون أن تعطي أي شيء وهذا ما اكتشفه الجانب السوري ولذلك المفاوضات تراوح مكانها".
وقال إن "تركيا تقوم بالمماطلة وفقط الظهور إعلاميا أنه يحاور الدولة السورية، وهذا لن يفلح مع سوريا لأنها لا تريد أن تعطي صكا على بياض لأردوغان قبل الانتخابات".
وأضاف أن "الاجتماعات الرباعية بدأت بالتوافق بين روسيا وسوريا على أن يكون هناك تنازل من تركيا، ولكن لا يوجد ثقة لدى سوريا بالجانب التركي، ومن هنا بدأت الدولة السورية، ولكنها في نفس الوقت بدأت حذرة من أي تراجع تركي".
واستضافت موسكو، بوقت سابق من الشهر الجاري، مشاورات لنواب وزراء خارجية سوريا روسيا وإيران وروسيا، تمهيدا للاجتماع الرباعي على مستوى وزراء خارجية الدول الأربع، في إطار بحث تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وفي وقت سابق، أعرب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، في تصريحات صحافية، عن أمله في أن "الوساطة الروسية الموجهة، لتحقيق هدف استراتيجي مهم للغاية، هو تطبيع العلاقات السورية - التركية؛ ستتكلل بنجاح مشترك".
جاويش أوغلو: اجتماع وزراء خارجية روسيا وتركيا وسوريا وإيران أوائل مايو في موسكو
وعقدت في روسيا، في كانون الأول/ديسمبر 2022، أول محادثات منذ 11 عاما بين وزيري الدفاع التركي خلوصي أكار، والسوري علي محمود عباس، لبحث سبل حل الأزمة السورية، وضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار.
مناقشة