من مصر إلى إيران.. هل تتمكن سلطنة عمان من تحقيق التقارب بين القاهرة وطهران

دبلوماسيون سابقون أوضحوا في حديثهم لـ"سبوتنيك"، أن الزيارة تأتي في إطار الدور الذي تقوم به السلطنة للوساطة بين إيران والدول العربية.

وذكر بيان رسمي لديوان البلاط السلطاني أنه "تعزيزًا لروابط الصداقة بين سلطنة عُمان والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الصديقة، وتوطيدًا للعلاقات المُثمرة وحسن الجوار بينهما وتلبيةً للدّعوة الكريمة الموجّهة إلى السُّلطان هيثم بن طارق، من الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي رئيسِ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، سيقوم عاهلُ البلاد المفدّى بزيارة رسميّة إلى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة لمدّة يومين ابتداءً من يوم الأحد الموافق الثامن والعشرين من شهر مايو/ الجاري".

من ناحيته قال الدبلوماسي العماني السابق، هلال السيابي، إن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى إيران تحمل أبعادا محددة، وذات مدلولات استراتيجية.

وتابع: "نرى بصمات عمان واضحة في أهم الاتفاقيات والمواقف الدولية، ابتداء من التوافق العربي مع مصر أثر القطيعة بعد كامب ديفيد، مرورا بعشرات الانفراجات في الصراع الغربي -الإيراني، وإطلاق العشرات من الموقوفين في إيران، مرورا بالاتفاق الشهير الموقع في عهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما".

منوها إلى الدور المهم للسلطنة في المصالحة السورية العربية، والوفاق بين السعودية واليمن.

وفق الدبلوماسي السابق، فإن "الزيارة الأخيرة للسلطان هيثم لمصر تأتي في إطار المساعي لتصفير الخلافات بين الدول، وقد تتعدى عملية إعادة العلاقات المصرية الإيرانية إلى جوانب أخرى لها أبعادها الاستراتيجية والجيوسياسية".

ويرى أن تحرك السلطنة في إطار إعادة العلاقات بين مصر وإيران، قد يتبعه تحرك آخر بين روسيا وأوكرانيا.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن مكانة عمان لدى القاهرة تؤهلها للعب أي دور إيجابي في المنطقة ومع مصر، وأن هذا الدور يحظى بقبول لدى القاهرة.

ويرى أن التنمية والاستقرار التي تنشدها الدول العربية في الوقت الراهن، ترتبط بشكل وثيق مع الجانب الأمني الضروري في المنطقة، وهو ما يعزز الجهود التي تقودها السلطنة والعواصم الأخرى.

وقال خلفان الطوقي المحلل الاقتصادي العماني، إن مسقط تتحرك منذ فترة في إطار الوساطة بين إيران والدول العربية، وخاصة مصر لمكانتها المحورية.

وتابع أن إيران وقعت مع عمان نحو 8 مذكرات تفاهم، و4 برامج تعاون، قبل نحو عام مع إيران، كما ارتفع التبادل التجاري بين البلدين أخيرا لأكثر من الضعفين، بأكثر من 2 مليار دولار، حيث ارتبع خلال العام 2022 بنسبة 28 %، ما يؤكد تميز العلاقة بين البلدين، وقدرة مسقط على قيادة وساطة بين طهران والعواصم العربية.