من بينها ارتفاع الأسعار.. أسباب تأثر صناعة الذهب في مصر؟ فيديو وصور

ووضع المصريون القدماء خرائط مفصلة تشمل معلومات عن مناجم الذهب وأفضل الأماكن التي يتركز فيها هذا المعدن النفيس.

وكان المصريون القدماء سابقين في العديد من الأنشطة المرتبطة بمعدن الذهب وشمل ذلك:

وحول وضع الذهب في الوقت الحالي في ظل الارتفاع المستمر في الأسعار التي تضاعفت خلال نحو عام واحد فقط، يقول بعض العاملين في هذه الصناعة إنهم توارثوها من أجدادهم.

يقول تامر عبدالهادي، مالك متجر ذهب: "كأي سلعة استراتيجية في العالم، يتأثر الذهب بالأزمات الاقتصادية العالمية ويرتبط سعره بسعر الدولار"، مضيفا: "سعر الذهب عيار 21 قفز إلى ما يقارب 3 آلاف جنيه للغرام الواحد خلال الفترة الماضية".

واستكمل تامر، في حديثه لـ "سبوتنيك": "الوضع كان صعب جدا، ففي هذه الفترة كنت أشعر بقلق شديد حين أشتري الذهب من أي عميل، وأفكر كثيرا في مصير سعر الذهب بعد دقائق".

وأوضح: "تقلبات الأسعار بالنسبة لتجار الذهب، شيء مدمر… كنت أبيع الذهب وأحقق مكسب، لكن مع نهاية اليوم وارتفاع سعر الذهب أجد نفسي أحقق خسائر".

وأضاف تامر عبد الهادي: "من ناحية أخرى، كانت الخسائر تلاحق العملاء إذا انخفض سعر الذهب بعد أن يشتريه".

أما يعقوب عيد، فني مشغولات ذهبية، فيقول لـ "سبوتنيك": "أنا لا أتعامل مع الجمهور بطريقة مباشرة، بل أتعامل مع محال البيع للجمهور، لكن ارتفاع أسعار الذهب أثر على عملنا بشكل كبير، لأنه أدى إلى تراجع نسبة التشغيل في الورش، كما أن اتجاه الزبائن لشراء السبائك تسبب في ركود في عمل ورش المشغولات الذهبية، لأننا نعتمد على تعديل المشغولات".

وعلق عمرو عبد الهادي ، مالك متجر ذهب، قائلا: "نحن موزعون للمشغولات الذهبية التي أصبحنا نواجه صعوبة في ترويجها بسبب رواج بيع السبائك والجنيهات الذهب، التي لا تحقق أرباحا لنا مقارنة بأرباح المشغولات"، مضيفا: "الجميع توجه في الفترة الأخيرة لشراء السبائك وتجميد السيولة المالية إلى ذهب".

وعلق تامر عبد الهادي، على ذلك بالقول إن "الحكومة المصرية قامت بمبادرة جيدة جدا حلت مشكلات كبيرة بالنسبة لنا، حيث فتحت باب استيراد الذهب من الخارج، وهو ما تسبب في انخفاض سعر الذهب من 2950 جنيه إلى 2200 جنيه".

وهناك تصريحات من مدير البنك المركزي أن تلك المبادرة سيتم تمديدها لستة أشهر أخرى وهو ما سيتسبب في انخفاض سعر الذهب بشكل أكبر، وستكون حل جذري لارتفاع سعر الذهب في السوق الداخلي.

وتابع عبد الهادي لـ "سبوتنيك": "مع انخفاض سعر الذهب اتجه الناس مرة أخرى لشراء المشغولات، سواء شراء الشبكة أو بيع وتبديل الذهب القديم مما أدى إلى تحريك السوق".

أما عمرو عبد الهادي، فيقول: "أنصح التجار بالحد من بيع السبائك والجنيهات الذهبية، وأن يتجهوا للمشغولات، بحيث تعود مصانع وورش المشغولات للتصنيع والعمل مرة أخرى".

وتابع: "كما أنصح ربات المنزل للتوقف عن شراء السبائك والعودة للمثل المصري الذي يقول أن الذهب (زينة وخزينة)".

أما يعقوب عيد فيقول إن "الفترة الماضية شهدت ركودا في سوق الذهب، أما في المستقبل، ففي مجال الذهب لا شيء مضمون لكننا نتمنى أن يعود حراك السوق لسابق عهده"، فيما أكد عمرو عبدالهادي أنه إذا تم الحد من عملية بيع السبائك، ستعمل المصانع مرة أخرى، مضيفا: "أتوقع أن يرتفع سعر الذهب مطلع العام المقبل ليصل إلى 3 آلاف جنيه".

تمر صناعة المشغولات الذهبية بعدة مراحل حتى تصل إلى شكلها النهائي الذي يتم عرضه في محال المجوهرات ويشمل ذلك عمليات الصهر والتشكيل.

تبدأ عملية صناعة الذهب بجمع الذهب الخام ويشمل ذلك الذهب الذي يتم الحصول عليه من مصادر طبيعة أو الذي يعاد تصنيعه من مشغولات ذهبية سبق استخدامها.

ويستخدم صانعي الذهب أوعية من مواد خاصة لا تتفاعل مع الذهب، كما هو الحال بالنسبة للأوعية المصنوعة من معادن أخرى.

تبدأ المرحلة الأولى لصناعة الذهب بعملية الصب والصهر للمسحوق الخام عيار 24 قيراطا، ويكون على شكل حبيبات رمل ذات لون ذهبي، يتم تحويلها لاحقا إلى قطع ذهب صغيرة.

وفي المرحلة التالية، يتم إضافة معادن أخرى للذهب الخام تشمل الفضة والنحاس والزنك، ويتم على أساس نسبتها تحديد عيار الذهب ويشمل ذلك (18 و21 و22 فبراطا)، وبعد ذلك يتم استخدام كل نوع من المشغولات المطلوبة لمحال المجوهرات.

وبعد ذلك يتم تسخين الذهب داخل فرن لإذابته حيث يتحول داخل فرن إلى الحالة السائلة ووضعه في قوالب سواء على شكل سبيكة أو عملة أو مشغولات للزينة، على أن يتم إزالة الشوائب منها لاحقا مع تجنب إهدار أي نسبة من الذهب خلال تلك العملية، التي تليها عملية الوزن للتأكيد لأن كل قالب يكون له وزن معروف مسبقا.

يوجد في مصر نحو 270 موقعا لإنتاج الذهب بينها نحو 120 موقعا معروفا منذ زمن طويل، وتتم عملية الاستخراج بطريقتين:

وتعتمد الطريقة الثانية على استخدام آلات ضخمة تقوم بعمل حفر عميقة في المناطق التي يتم استكشافها، حيث تجمع الخام آليا ثم يتم تنقيته من الشوائب واستخلاص الذهب والمعادن الأخرى منه.

ويعد منجم السكري أكبر منجم ذهب في مصر، إضافة إلى منجم حمش، الذي يعد منجما قديما يرجع إلى عهد الفراعنة.

وتشير تقديرات إلى أن إجمالي إنتاج منجم السكري منذ بدء العمل فيه عام 2009 حتى فبراير/ شباط الماضي وصل إلى نحو 5.2 مليون أوقية.

ويقدر حجم إيراداته منذ 2009 بنحو 7.5 مليارات دولار، كما ساهم في إضافة نحو مليوني أوقية للاحتياطي المعدني، وفقا لوسائل إعلام مصرية.

وأدى استخدام تقنيات حديثة في منجم السكري إلى توقعات بتحقيقه إنتاج يتراوح بين 450 و480 ألف أوقية خلال العام الحالي.

تسعى مصر لدعم منظومة صناعة الدعم عن طريق إنشاء مدينة جديدة خاصة بهذه الصناعة في منطقة العبور، ومن المخطط أن تشمل 400 ورشة إنتاجية و150 ورشة تعليمية إضافة إلى مدرسة تعليمية خاصة بهذه الصناعة، حسبما ذكر وزير التموين المصري علي المصيلحي، في تصريحات سابقة.

وبحسب الخطة التي تسعى مصر لتنفيذها فإن مدينة صناعة الذهب ستشمل معرضا دائما للمنتجات الذهبية.

وأقرت شعبة صناعة الذهب والمجوهرات والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات خطة لتطوير صناعة الذهب والمجوهرات في خلال العام المالي المقبل (2023 / 2024)، حتى يمكنها وضع إسم مصر ضمن قائمة أكبر 30 دولة مصدرة للمشغولات الذهبية والمصوغات بحلول نهاية العام الحالي، إضافة إلى تخطيطها لجعل مصر ضمن الـ 10 الأوائل بنهاية 2024.