أسواق المواشي تشهد تراجعا لافتا مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان

أثرت الأزمة الاقتصادية والمالية المتفاقمة في لبنان، على العادات والتقاليد الاجتماعية المرتبطة بعيد الأضحى لهذا العام.
Sputnik
وتشهد أسواق الأضاحي تراجعًا لافتًا بسبب انخفاض الطلب على المواشي وارتفاع أسعارها، وأصبح من الصعب على الكثير من الأسر في لبنان، خصوصا ممن يعملون في القطاع العام تحمل تكاليف ذبح الأضاحي.
أسواق المواشي تشهد تراجعا لافتا مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان
ويعتبر ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم على الأسر المحتاجة من أهم الشعائر الدينية في عيد الأضحى، إلا أن أغلب الأسر اللبنانية غير قادرة على ممارسة هذه الشعيرة، بسبب انخفاض قيمة الليرة اللبنانية بشكل حاد مقابل الدولار الأمريكي، وارتفاع معدلات التضخم والفقر والبطالة، وانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين.
وقال مربي المواشي فضل الله شحادة، لوكالة "سبوتنيك" إن "الطلب انخفض كثيرًا خلال عيد الأضحى هذا العام، لأن الخروف إذا كان وزنه 40 كيلو سعره حوالي 200 دولار أمريكي وراتب الموظف اليوم يقدر بحوالي 70 دولار، قبل الأزمة كان سعر الخروف 300 ألف ليرة لبنانية وكل الناس كانت تشتري وتضحّي، واليوم أصبح بحوالي ال 20 مليون ليرة لبنانية".
واعتبر أنه "من المفترض أن ترتفع أسعار المواشي خلال العيد إلا أن العرض كان قليلا، والأسعار مرتبطة بالعرض والطلب وإذا كان الطلب كبيرا يرتفع السعر، أما إذا لم يكن هناك طلب فإن الأسعار تبقى كما هي".
ارتفاع حالات الانتحار في لبنان بنسبة 65%
ولفت شحادة إلى أن "الطلب انخفض في هذا العيد حوالي 70% اليوم"، مضيفا: "كان لدينا تصدير إلى الخارج، إلى السعودية وغيره إلا أن التصدير توقف"، مشيرًا إلى أن "مربي المواشي تأثروا كثيرا بالأزمة الاقتصادية بسبب ارتفاع أسعار العلف بشكل كبير، إطعام الخروف يكلف يوميا ما بين الكيلو والنصف كيلو علف، هذا يعني يوميًا 100 ألف ليرة لبنانية والخروف بذلك لم يعد يؤمن كلفته".
من جانبه، يقول رامي عواد، وهو موظف في القطاع العام، إنه وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة لن يستطيع شراء أضحية لهذا العام.
وأضاف في حديث لـ"سبوتنيك": "كنا معتادين كل سنة أن نضحي، وكانت قيمة الخروف بحدود الـ 200 و250 دولارا، بوقت كان الحد الأدنى للأجور قبل الأزمة بين الألف و1500 دولار، وكموظف دولة راتبي لا يساوي بعد الأزمة 3 كيلو من اللحمة، وأصبح من الصعب التضحية بظل هذه الظروف والأوضاع، وأغلبية المواطنين بهذه الظروف".
وأشار عواد إلى أن رواتب ثلاثة أشهر لموظف في القطاع العام مع الإضافات من الممكن أن يشتري له خروف للعيد.
بالمقابل يصر ميسورو الحال في لبنان، على ممارسة شعيرة ذبح الأضاحي وتوزيع اللحمة على الفقراء، لأنها جزء أساسي من الاحتفال بعيد الأضحى.
مناقشة