إن فشل الهجوم المضاد في اختراق الدفاعات الروسية وعدم رضا الدول الغربية على نتائج هجوم أوكرانيا المضاد دفع كييف إلى التوجه صوب القرم في محاولة لاستفزاز روسيا من الناحية المعنوية، وعلى الرغم من كل أنواع الأسلحة المختلفة من صواريخ ومقاتلات وحتى دبابات غربية، سواء من بريطانيا وألمانيا وحتى واشنطن، كل ذلك لم يجدِ نفعًا ولم تفلح كييف في تحقيق الأهداف التي أرادها الغرب
الدعم العسكري من أوروبا بإيعاز من الإدارة الأمريكية، وهذا الدعم هو المسبب الرئيس في إطالة أمد الحرب، ولو عاد الأمر إلى زلينسكي وأوكرانيا لكان لجأ إلى الاستسلام وإنهاء هذه الحرب ولكن الإدارة الأمريكية لا تريد لها أن تنتهي لذلك لا نستغرب المزيد من المساعدات العسكرية.
بطبيعة الحال نحن نتحدث عن معسكريي هناك، أحدهما روسي والأخر معسكر الناتو، وهذا يعني بأن كل المواجهات والطرق والوسائل ستستخدم في هذه المواجهة والتي تمثل مواجهة عالمية وليست فقط على مستوى المنطقة والمعسكر الغربي، يستخدم كل الأراضي والطرق والوسائل والأدوات المتاحة لتعزيز قدراته العسكرية، وبولندا هي منطقة موازية للحدود مع بيلاروسيا وخاصة أن مينسك تتحدث بلسان روسيا وتربطها علاقة تاريخية ومصيرية معها، لذلك الناتو يسعى إلى الضغط على روسيا من هذا الجانب.
النفط هو الضامن للأمن القومي الأمريكي والذي يرتكز على مرتكزيين هما أمن الطاقة وأمن الحلفاء، والشرق الأوسط هو مغذٍ حيوي ومهم لأمن الطاقة، أما مايتعلق بالحلفاء فتسعى واشنطن لضمان حلفائها في الخليج وحليفتها إسرائيل أيضا وهي ترى أن هذه المنطقة تمثل جزءا مهما وحيويا يمثل عمقًا استراتيجيًا للولايات المتحدة ويمثل جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي الأمريكي.
لاشك أن أمريكا تسعى في هذه الفترة إلى تعزيز الشراكة مع دول المنطقة عبر مبدأ الشراكة العسكرية، أي ارتباط الناتو مع جيوش المنطقة بطريقة تؤمن فتح أجنحة عسكرية لدول حليفة للولايات المتحدة، تشكل امتدادًا لرؤى وتوجهات وتطلعات الناتو، والغاية من هذا المكتب الذي سيؤسس لعلاقات جديدة على المستوى العسكري وكذلك تحقيق ضمانات الطاقة والتي ستمر عبر الأردن.