مصدر عسكري يمني يكشف لـ"سبوتنيك" عن الجهات المستفيدة من قصف القوات البحرينية جنوبي السعودية

أكد مصدر عسكري يمني (صنعاء)، أن عملية قصف القوات البحرينية التابعة للتحالف بطائرات مسيرة لا علاقة لحكومة الإنقاذ بها، وأن الأمر قد يكون مدبرا من جهة ثالثة لا ترغب في المضي قدما في عملية السلام.
Sputnik
وأكد المصدر العسكري اليمني أن صنعاء لا تتردد في الإعلان عن العمليات التي تقوم بتنفيذها.
وقال المصدر في اتصال هاتفي مع وكالة "سبوتنيك"، إن الهدف من تلك العملية هو تخريب المفاوضات الجارية بين صنعاء والرياض، واستهداف القوات البحرينية يأتي لإشراك طرف ثالث وتوتير الأجواء مجددا.
السعودية تصدر بيانا بعد "الهجوم الحوثي الغادر" على القوات البحرينية
وأضاف المصدر أن "الأمريكيين في بعض الحالات يقومون بقصف أنفسهم في مناطق بعينها أو يقومون بعمليات تفجير ضد أهداف تابعة لهم لإلصاق التهم بالآخرين وتبرير للأفعال الغاشمة التي يريدون القيام بها، كما حدث في الجنوب اليمني وأبراج التجارة في نيويورك من أجل احتلال العالم تحت ذريعة (محاربة الإرهاب)".
وأشار المصدر إلى أن "هناك أطرافا إقليمية ودولية ترى أن ما تم من توافق بين صنعاء والرياض يتعارض مع أهدافها وأن استمرار الحرب والحصار يساعدها في الوصول إلى ما تريده، لذا فهؤلاء يريدون زرع الفتن مجددا بين الجانبين السعودي واليمني، فليس معقولا أن يأتي الوفد الوطني لأنصار الله من الرياض منذ أيام في زيارة هي الأولى منذ بداية الحرب، ثم نقوم بعمليات القصف مجددا".
وأعربت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الثلاثاء، عن "إدانة واستنكار المملكة للهجوم الغادر الذي تعرضت له قوة دفاع مملكة البحرين الشقيقة المرابطة على الحدود الجنوبية للمملكة".
وأكدت الخارجية السعودية، في بيان لها، وقوف المملكة وتضامنها التام مع مملكة البحرين، مجددة "موقفها الداعي إلى وقف استمرار تدفق الأسلحة لمليشيا الحوثي الإرهابية ومنع تصديرها للداخل اليمني، وضمان عدم انتهاكها لقرارات الأمم المتحدة".
وأعلنت قوات "التحالف العربي" بقيادة السعودية، أمس الاثنين، عن مقتل ضابط وضابط صف وإصابة عدد آخر من القوات البحرينية المشاركة في العمليات على الحدود الجنوبية للسعودية.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد الركن تركي المالكي، إن "قيادة القوات المشتركة للتحالف تدين الهجوم الغادر صباح اليوم من بعض العناصر التابعة لأنصار الله، باعتباره عمل عدائي غادر في سياق الأعمال العدائية خلال الشهر الماضي"، حسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
"أنصار الله": لا سلام في اليمن دون إنهاء العدوان ورفع الحصار ورحيل القوات الأجنبية
وأضاف المالكي أن "الأعمال العدائية الحوثية الشهر الماضي شملت استهداف محطة كهرباء ومركز شرطة بالمنطقة الحدودية"، مؤكدا أن "مثل هذه الأعمال العدائية والاستفزازية المتكررة لا تنسجم مع الجهود الإيجابية التي يتم بذلها سعياً لإنهاء الأزمة والوصول لحل سياسي شامل"، موضحا "رفض قيادة القوات المشتركة للتحالف للاستفزازات المتكررة واحتفاظها بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين".
وقالت قوة دفاع البحرين، في وقت سابق، إن "ذلك العمل الإرهابي الغادر جرى أثناء قيام جماعة أنصار الله اليمنية بإرسال طائرات مسيرة هجومية على مواقع قوة الواجب البحرينية المرابطة بالحد الجنوبي على أرض السعودية رغم وجود توقف للعمليات العسكرية بين أطراف الحرب في اليمن".
يأتي هذا بعد أيام من عودة الوفد المفاوض لجماعة "أنصار الله" برئاسة محمد عبد السلام، إلى صنعاء، بعد إجرائه مفاوضات مع المسؤولين السعوديين في الرياض، بحضور وفد من المكتب السلطاني العُماني، استمرت 5 أيام.
وكان مصدر سياسي يمني في صنعاء، أفاد لوكالة "سبوتنيك"، بأن "جولة مفاوضات الرياض بين السعودية و"أنصار الله" توصلت إلى توافق في بعض القضايا في الملف الإنساني بينها دفع مرتبات الموظفين الحكوميين في كافة مناطق اليمن، واستئناف تصدير النفط الخام اليمني وتخصيص عائداته لدفعها، وفتح وجهات جديدة للرحلات الجوية عبر مطار صنعاء الدولي، ونقل آلية الأمم المتحدة للتفتيش على السفن المتجهة إلى موانئ سيطرة الجماعة من جيبوتي إلى ميناء الحديدة غرب اليمن، علاوة على فتح عدد من الطرق المغلقة في المحافظات اليمنية على خلفية الصراع".
البحرين: مسيرات قادمة من "أنصار الله" تقتل ضابطا وفردا وتصيب آخرين على الحدود السعودية
وأعلنت السعودية، في آذار/ مارس 2021، مبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن، والوصول لاتفاق سياسي، تشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة، وفتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات، وتخصيص رسوم دخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة لدفع مرتبات الموظفين وفقًا لاتفاق ستوكهولم [توصلت إليه الحكومة اليمنية والجماعة أواخر العام 2018]، تمهيدًا للانتقال إلى مناقشة الحل السياسي في اليمن، إلا أن جماعة "أنصار الله" قللت، حينها، من أهمية المبادرة، معتبرة أن لا جديد فيها.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت في اليمن 6 أشهر.
وتسيطر "أنصار الله"، منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة