ما دلالات كلمة زعيم "حزب الله" وما تأثيرها على الحرب في غزة

مع القلق الإسرائيلي والأمريكي الذي سبق كلمة زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، طرح البعض تساؤلات بشأن دلالات التصريحات وقوتها وكيف يمكن أن تؤثر على الوضع في غزة.
Sputnik
وجاءت الكلمة في وقت لا تزال تستهدف فيه قوات "حزب الله" المواقع الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، والتي قصفت، اليوم السبت، مواقع جديدة في "جبل العلام" عند حدود بلدة الناقورة، وموقع "الجرداح" في بلدة الظهيرة.

قلق إسرائيلي

اعتبر نبيه عواضة، الباحث اللبناني في الشؤون الإسرائيلية، أن حديث زعيم "حزب الله"، حسن نصرالله، أضاف قلقًا من نوع آخر على قلق إسرائيل، حيث فرض على إسرائيل ضبط إيقاع النار في غزة ولبنان، وهو ما يعد محاصرة لأهداف العدوان الإسرائيلي على القطاع.
سياسي فلسطيني لـ "سبوتنيك": 3 سيناريوهات تسعى واشنطن لتطبيقها في قطاع غزة
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، كانت إسرائيل تنتظر أن تؤتي الضغوط الأمريكية والتهويل الذي تعرض له لبنان، ثمارها، وأن يؤدي ذلك إلى لجم "حزب الله" ومنعه من توسيع دائرة المعركة.
وتابع: "لكن خطاب نصر الله، نسف كل هذا التهويل وحصر التطورات بميدان غزة، وكذلك التهديدات العسكرية المباشرة الأمريكية وتهديدات بعض الدول، كما نسف التهديدات باستقدام قطع حربية لمنع الحزب ومنع الحلفاء في اليمن والعراق من الدخول في المعركة".
وأوضح أن نصر الله تقدم في الميدان عبر الإشارة إلى عدم الحفاظ على محدودية المواجهة القائمة في الجنوب اللبناني، وأن الأمور قابلة للتوسيع سياسيا من خلال تبني شعار منع إسقاط حماس، وهذا الأمر كفيل بالقول إن المواجهة أصبحت اليوم واسعة وشاملة ومتعددة وتبقى الأمور رهن التفاصيل الميدانية.

نقاط مهمة

بدوره، اعتبر المحلل السياسي اللبناني، سركيس أبو زيد، أن خطاب زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، تعلق في مجمله بإسرائيل ودورها التاريخي، وتحركاتها في الحاضر والمستقبل، وركز على بعض النقاط المهمة التي تكشف سيناريوهات المرحلة المقبلة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فقد حمّل الخطاب إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الوضع في غزة، باعتبار أن الحصار والممارسات والتنكيل بالبشر والأماكن المقدسة وكل هذه الظروف التي فرضتها على القطاع، كانت السبب الأساسي لردة الفعل وتعبئة الشارع والعملية التي قامت بها حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، فإسرائيل هي المسؤولة عن الوضع الذي نتج عنه هذه العملية التي قامت بها حماس.
وتابع: "تحدث كذلك عن النكسة التي قامت بها إسرائيل بإنشاء دولتها، وربط بين وعد بلفور وإنشاء هذه الدولة، والتي نتج عنها المجازر والتنكيل بالفلسطينيين وتهجيرهم، ما انعكس سلبا على مصر والأردن وسوريا ولبنان، وحذر من خطورة تكرار هذه النكسة في غزة".
وأوضح أن خطاب نصر الله ربط بشكل عضوي بين إسرائيل وأمريكا واعتبر أن هذا الرابط تاريخي منذ قيام إسرائيل، وأن أمريكا وبريطانيا وراء إسرائيل ودعمها في كل الحروب، وهي تنفذ المخططات الغربية في المنطقة، مشيرا إلى أن هذا الترابط موجود الآن وكان السبب في تصعيد الموقف الحالي، حيث حمل أمريكا مسؤولية دعمها المنحاز لإسرائيل.
وبيّن أن العملية التي قامت بها "حماس" كشفت نقاط الضعف داخل الكيان الإسرائيلي، فاضطر الغرب وأمريكا لدعمها بالمال والسلاح والأساطيل، معتبرًا أن إسرائيل هي المسؤولة عن التصعيد، وإذا لم تتوقف المجازر ضد غزة سيؤدي إلى توسيع المعركة وفتح معارك جديدة ربما يضطر الحزب المشاركة فيها من أجل نصرة غزة وحماس ووقف المجازر التي تقوم بها إسرائيل.
خبيران: واشنطن تؤسس لقانون "القوة" في غزة.. وموجات العنف والإرهاب ستطالها
وفي أول رد فعل له منذ عملية "طوفان الأقصى"، أطلق أمين عام "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، خلال الاحتفال التكريمي الذي نظّمه الحزب لـ"الشهداء الذين ارتقوا في المواجهات العسكرية الدائرة على الحدود جنوب لبنان".
وبدأ نصر الله كلمته، أمس الجمعة، جازمًا بأن عملية "طوفان الأقصى" كان "قرارها وتنفيذها فلسطينيًا، ولا علاقة لها بأي ملف دولي أو إقليمي، وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة، فضلًا عن بقية دول وحركات محور المقاومة، وهذا ضمَن سريتها المطلقة"، منوّهًا بتلك السرية التي "ضمنت نجاح العملية"، ولم تزعج وفق نصر الله أحدا في "محور المقاومة".
وبعد شرح مسهب لمعنى العملية، وما يترتب عليها، انتقل نصر الله ليتحدث عن الساحة اللبنانية، محذرًا الحكومة الإسرائيلية من "التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان، وهذا سيعيدنا إلى المدني مقابل المدني". وتوجه إليها بالتالي: "أقول بوضوح وغموض أن كل الاحتمالات والخيارات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت، ويجب أن نكون جميعا جاهزين لكل الفرضيات".
وإلى الأمريكيين، وجّه رسالة حاسمة بقوله: "أساطيلكم في البحر المتوسط لن تخيفنا، في يوم من الأيام، ولقد أعددنا لها عدّتها أيضًا".
مناقشة