يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوءعلى نجاحات المرأة المسلمة وإبراز دورها ومساهمتها في التنمية، والرد على الشبهات والمغالطات التي تنتقص من حقوق المرأة في الإسلام، والتأكيد على أنَ التعاليم الإسلامية لطالما أنصفت المرأة.
وحول أهداف المؤتمر ودور الإعلام الإسلامي والعربي في ترسيخ تلك المفاهيم، أكد المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، محمد بن عبدربه اليامي، في تصريح لـ"سبوتنيك"، أن الإعلام يضطلع في التعريف بقضايا المرأة والمشكلات التي تواجهها، والمعيقات التي تواجه تمكينها، مع العمل في الوقت نفسه على تغيير المفاهيم والأسبقيات الاجتماعية بشأن المرأة وتوجيهها نحو الأفضل، وبما يدعم جهود تعزيز دورها في المجتمع وتمكينها من نيل حقوقها كاملة غير منقوصة.
وأضاف: يعد الإعلام محورياً في التصدي للشبهات والمفاهيم المغلوطة التي تسعى إلى تشويه صورة المرأة في الإسلام والانتقاص من حقوقها التي كفلتها الشريعة الإسلامية، إما عن جهل بمقاصد الشريعة، أو سوء تأويل لها، أو نتيجة لأهداف مشبوهة ومغرضة.
وأشار اليامي، إلى أن الاتحاد حرص على إيلاء القضايا المتعلقة بالمرأة ما تستحقه من اهتمام سواء من حيث النشر الصحفي والعمل على إفراد مساحات واسعة في وكالات الأنباء الأعضاء لتغطية موضوعات المرأة، أو من حيث البرامج التدريبية المخصصة للتعاطي الإعلامي مع مسائل المرأة والأسرة وتمكين مؤسسة الزواج.
وأشاد اليامي، بمبادرة المملكة العربية السعودية لاستضافة هذا المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام، تبيانا لحقوقها التي كفلتها الشريعة، وتأكيدا لدورها الفاعل، وهو الإعلان الذي يأتي في إطار حرص دولة المقر للاتحاد ومنظمة التعاون الإسلامي على النهوض بالمرأة في العالم الإسلامي وتعزيز حقوقها في مختلف المجالات.
وفي مستهل الجلسة العامة المخصَّصة لبيانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، "اليوم الثاني"، أكدت رئيس هيئة حقوق الإنسان في السعودية الدكتورة هلا بنت مزيد التويجري، وفق البيان الذي تلقت سبوتنيك"، نسخة منه، أنّ المرأة المسلمة تواجه اليوم العديد من التحديات في سبيل ممارسة حقوقها التي كفلها الإسلام لها ومنها حرمانها من بعض حقوقها في بعض المجتمعات، وما تواجهه بسبب التغاضي عن معالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا، ونشر خطاب الكراهية مما يضيف تحديا أكبر على المرأة المسلمة في تمسكها بعقيدتها الدينية.
وأشارت إلى ما تعيشه اليوم المرأة الفلسطينية الصابرة المناضلة، وخاصة في قطاع غزة، من ظروف مأساوية وغير إنسانية ناجمة عما تشنّه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين من حرب وعدوان جل ضحاياهما الأبرياء العزّل من النساء والأطفال وكبار السن.
بعد ذلك تتالت بيانات الدول الأعضاء في المنظمة التي أكدت على مكانة المرأة في الإسلام وعبرت عن التضامن مع المرأة الفلسطينية والشعب الفلسطيني عموما في ظل ما يتعرض له من احتلال وعدوان إسرائيلي غاشم.
من جانبه، استعرض عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الدكتور سامي بن محمد الصقير الأسس القرآنية والحديثية لمكانة المرأة في الإسلام وملامح التشريع الإسلامي والأسس التي قامت عليها كافة التشريعات الإسلامية في قضايا المرأة، مؤكداً أن الإسلام كرَّم المرأة وأعلى من شأنها، وهو تكريم ينبئ بمكانة هذا الدين وأسبقيته في تكريم الإنسان وخصوصا المرأة بين الأمم.
بدورها استعرضت مستشارة شيخ الأزهر الدكتورة نهلة الصعيدي دور الفتوى في تأكيد مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام، مشددة على أن الفتاوى الشرعية اضطلعت بدور مهم في تمكين المرأة المسلمة المعاصرة من الحصول على حقوقها في العلم والتعليم والتملُّك ما جعلها تستعيد دورها المحوري الذي لعبته في قرون الإسلام الأولى.
ويستكمل المؤتمر أعماله غدا الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بجلسة عمل ثالثة بعنوان المرأة المسلمة في الإطار الخليجي والعربي والإسلامي، وجلسة عمل رابعة بعنوان المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة الفرص والتحديات، وجلسة خامسة بعنوان آفاق تمكين المرأة المسلمة في التعليم والعمل.