صحفي ميداني لبناني: انحياز "بي بي سي" جعلها صحافة صفراء

رأى كبير الصحفيين الميدانيين، اللبناني حسين عز الدين (الذي عمل منذ العام 1994 حتى اليوم في تغطية الصراع العربي الإسرائيلي لاسيما في جنوب لبنان)، أن النقد الذي أطلقه صحفيون بحق إذاعتهم البريطانية "BBC" بالتحيز لإسرائيل في تغطيتها للحرب على قطاع غزة يُشكل عقبة أمام هذه المؤسسة، لا سيما أن النقد انطلق من داخلها.
Sputnik
وأشار عز الدين إلى أن "الإعلام يجب أن يكون قائمًا على الحيادية والإنصاف، انسجاما مع مبادئه العامة، واليوم نرى أن الـ "BBC" تُحوّل الضحية إلى الجلاد، وتحول الضحية إلى إرهابي، والقاتل إلى إنسان يدافع عن نفسه وهذه سياسة "تعمية الرأي العام".

واعتبر أن ما قامت به الـ "BBC" هي نقطة سوداء في سجلها الحافل من التطرف وغياب الموضوعية، فهي ليست المرة الأولى التي تتعاطى بها هيئة الإذاعة البريطانية بانحياز مع الأحداث أكان في سوريا او العراق أو فلسطين أو لبنان أو حتى أوكرانيا، وكأنها هي طرف في هذا النزاع وليست هي الوسيلة التي تنقل للرأي العام ما يحصل في الحقيقية، لا سيما أنها مارست سياسة "كم الأفواه" للإعلاميين الذين يرون الموضوعية من باب الإنسانية.

وأكد كبير الصحفيين أن وسائل التواصل الاجتماعي فضحت انحياز بعض وسائل الاعلام لا سيما الغربية، التي تفتقد ليس فقط المهنية إنما أيضا تعمل خارج أطر المواثيق الإعلامية، ما يعني أنها تضع نفسها في خانة "الإعلام الفاشل" أو الإعلام الذي يبني قصصه الخبرية على رواية معنيّة ينحاز لها من دون أن يبحث عن الحقيقة، وما فعلته الـ "BBC" أنها فقدت الموضوعية والمهنية وأصبحت عبارة عن "صحافة صفراء" تقودها غرفٌ سوداء.
صحفيو "بي بي سي" يعترفون بالمعايير المزدوجة عند تغطية الحرب في غزة
وكان 8 صحفيين يعملون في "BBC" بعثوا رسالة لقناة الجزيرة الإنجليزية يؤكدون أن "الهيئة البريطانية تتبنى معايير مزدوجة في التعاطي مع ضحايا العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وضحايا الحرب الروسية الأوكرانية"، كما ورد في رسالتهم حرفياً.

وأكد الصحفيون في رسالتهم "غياب التعامل النقدي في تغطيات "BBC" عند التعامل مع الادعاءات الإسرائيلية" بشأن الحرب على غزة، ورأوا أن الهيئة أخفقت في نقل الأحداث بمهنية، و"لم تساعد الرأي العام في فهم ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في غزة".

وتساءل الصحفيون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم خشية التعرض للعقاب من قبل المؤسسة التي يعملون فيها "لقد قتل آلاف الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فكم ينبغي أن يكون الرقم حتى تتغير سياستنا التحريرية؟".

وأكدوا أن استخدام عبارات مثل "المذبحة" و"الفظائع" تستخدم في منصات وقنوات "BBC" فقط عند الحديث في تغطياتها عن "حماس" من دون إسرائيل "مما يصور الحركة بأنها الطرف الوحيد الذي يحرض ويرتكب العنف في المنطقة"، وأوضحوا أن ذلك رغم فقدانه الدقة فإنه يتماشى مع السياسة التي تنتهجها هيئة الإذاعة البريطانية في تغطيتها الحرب الإسرائيلية على غزة.

وطالب الصحفيون "BBC" بإعادة التفكير في سياستها تلك، وأخذ النتائج التي توصلت إليها المنظمات الإنسانية الرسمية والمحايدة بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة بالاعتبار، كما طالبوا هيئة الإذاعة البريطانية بـ"معاملة جميع المدنيين بمساواة في تغطيتها". وأحالت هيئة الإذاعة البريطانية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 6 من صحافييها العرب إلى التحقيق بعدما اعتبرته إشادة من قبلهم بعملية طوفان الأقصى وأوقفتهم لاحقا عن العمل.
مناقشة