ليبيا... هل يتوافق "الأعلى" و"البرلمان" على جولة مفاوضات جديدة

ليبيا
مشهد متكرر تعيشه الأزمة الليبية، مجددا، بشأن الانتخابات البرلمانية ‏والرئاسية، التي لم يحدد موعدها بعد، وسط توقعات بالعودة إلى "نقطة ‏الصفر" مرة أخرى.
Sputnik
وبالتزامن مع دعوة المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، للقاء بين قادة الأطراف في ليبيا، أجرى رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، جولة في العديد من الدول، كان آخرها في المغرب، هذا الأسبوع.
ووفق مصادر في المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، فإن تكالة يرى أن هناك ضرورة للنقاش حول القوانين الانتخابية الصادرة عن المجلس، في وقت سابق، الأمر الذي يراه بعض النواب من البرلمان يعيد المشهد للوراء.
في ذات الإطار، شكلت دعوة المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، قادة البلاد إلى التوصل إلى حل نهائي للقضايا الخلافية العالقة، من أجل تمكين الليبيين من إجراء انتخابات، عقبة أخرى، بسبب عدم توجيه دعوة لرئيس الحكومة المكلفة من البرلمان أسامة حماد، الأمر الذي رفضه البرلمان الليبي.
وبين جولة تكالة ودعوة المبعوث الأممي، تبرز مشاهد الانقسام مجددا، والابتعاد بخطوات عن مسار الانتخابات، الذي كان قد اقترب بعد توافق المجلس الأعلى للدولة والبرلمان على القوانين الانتخابية، خلال فترة رئاسة، خالد المشري، للمجلس.
بين رفض وقبول... ما مصير "مبادرة" باتيلي في ليبيا؟
وتستبعد مصادر من البرلمان في حديثها لـ"سبوتنيك"، موافقة المجلس على جولة مفاوضات جديدة، من شأنها النقاش حول القوانين التي صدرت، في وقت سابق.
يقول عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد معزب، إن "جولة رئيس المجلس الجديد، محمد تكالة، في العديد من الدول تأتي في إطار انغماس دول الجوار وغيرها من الدول في الملف الليبي، وأنها تستهدف التواصل المباشر مع هذه الدول".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "التواصل المباشر مع هذه الدول يهدف لتوضيح الرؤية الجديدة للمجلس، والتي ترتكز على أساس القبول الكامل لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، بقوانين توافقية، تقبل من كل الأطراف كما تقبل نتائجها الانتخابية".

وأوضح، بقوله: "هذه الرؤية ليست نسفا لما تحقق، ولا تعني البدء من الصفر، وإنما معالجة الخلل في كيفية إصدار القوانين وفي القوانين ذاتها، مما يعرضها للطعن، الأمر الذي يستلزم الحوار معالجة بعض الجوانب قبل الانخراط في العملية الانتخابية".
ليبيا.. الحكومة المنبثقة عن البرلمان تتهم المبعوث الأممي بأنه لا يصلح لإدارة الأزمة الليبية
في المقابل، يقول البرلماني الليبي، ميلاد الأسود، إن "رئيس المجلس الأعلى للدولة الجديد، محمد تكالة، قوّض التوافق الذي وُقع بعد جولات من الحوار بين المجلسين".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "رئيس المجلس الجديد كان من دعاة التوافق، في فترة سابقة، لكن موقفه تغيّر في الوقت الراهن، وكل الجهود التي يقوم بها تأتي في إطار تقويض التوافق الحاصل بين المجلسين".

وتابع، بقوله إن "وصول تكالة، لرئاسة مجلس الدولة قوّض التوافق وأعادنا خطوات كثيرة للوراء، لنبتعد مجددا عن الانتخابات".
واستطرد، قائلا: "أعتبر جولاته ما إلا مساعي لإفشال الانتخابات، وربما عروض لتنازلات يقدمها من أجل بقاء من يسانده".
وقبل نحو أسبوعين، وجّه المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، دعوة إلى الأطراف السياسية الرئيسية في ليبيا، للمشاركة في طاولة حوار ستُعقد، خلال الفترة المقبلة، من أجل مناقشة القضايا الخلافية والوصول إلى توافق ينهي المراحل الانتقالية، وينقل البلاد إلى مرحلة الانتخابات.
مناقشة