قيادي سوداني لـ"سبوتنيك": بيان "إيغاد" لم يكن محايدا... ونهاية الحرب قريبة

أكد ربيع عبد العاطي، القيادي في مبادرة الوفاق الوطني "نداء السودان"، أن الأوضاع الآن في السودان لها طبيعة أمنية في المقام الأول، بعد تواري العمليات العسكرية بين الجيش والميليشيات المتمردة "الدعم السريع"، على حد وصفه، مشيرًا إلى أن البيان الختامي لقمة إيغاد كان منحازا للتمرد ولهذا رفضته الخرطوم.
Sputnik
وقال، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، إن "اعتراض السودان على البيان الختامي لقمة إيغاد، التي عقدت خلال الأيام الماضية، في جيبوتي، جاء نتيجة لما حمله البيان من فبركة وتزوير ومخالفة لما دار في النقاشات وما تم الاتفاق عليه".
وتابع عبد العاطي أن "تلك الفبركات طالت العديد من الفقرات، خاصة ما يتعلق بموافقة البرهان بمقابلة قائد التمرد (حميدتي)"، مضيفا: "شدد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على ضرورة خروج تلك الميليشيا من منازل المواطنين والأعيان المدنية والشوارع، وتجميع من تبقى منها في أماكن محددة لكي يتم اتخاذ قرار بشأنها".
حرب السودان… البرهان يعلن لأول مرة استعداده للجلوس والحوار مع حميدتي
واستطرد: "هذا هو ما تم الاتفاق عليه في الأصل، وهو ما لم يرد في البيان الختامي لقمة الإيغاد في جيبوتي".
وأشار القيادي في نداء السودان، إلى أن صياغة غالبية فقرات البيان الختامي لم تكن سليمة وبها الكثير من الجوانب والنقاط التي لم يتم الاتفاق عليها، ولم تكن ضمن الفقرات التي تمت مناقشتها لكي يتضمنها البيان الختامي، مشيرا إلى أن البيان فيه الكثير من الانحياز للتمرد والميليشيا من خلال العبارات والمضامين التي حملها، علاوة على ما ورد به من تضليل.
ولفت عبد العاطي إلى أن السيناريوهات المقبلة هى أن العمليات العسكرية والمواجهات الكبيرة لم تعد متواجدة من قبل المتمردين (الدعم السريع)، والذين بدؤوا يتسربون من هنا وهناك، في شكل عصابات في ناحية الجنوب والشرق، ويقومون بغزو القرى الآمنة بدلا من المعسكرات.
وأوضح القيادي في "نداء السودان"، أن المسألة اليوم هى مسألة أمنية، وهذا الأمر يمكن السيطرة عليه بصورة كبيرة خلال الأيام المقبلة، والجيش السوداني يسير بخطة للسيطرة الكاملة على ما خلفته عملية التمرد من جيوب وعصابات للنهب والسرقة.
واختتم بقوله: "لا توجد اليوم آليات أو تنظيمات عسكرية في مواجهة الجيش السوداني، والترتيبات الأمنية تجري اليوم على قدم وساق، وتلك هى النهاية التي نتوقعها لتلك الحرب التي أكلت الأخضر واليابس في السودان، والسؤال الأهم الآن هو ماذا بعد الحرب؟".
السودان... تجدد الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في الخرطوم وأم درمان
ونفت وزارة الخارجية السودانية ما ورد في مسودة البيان الختامي لقمة الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، بشأن موافقة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، على لقاء قائد "قوات الدعم السريع"، محمد ‏حمدان دقلو "حميدتي".‏
وأكدت في بيان لها، أمس الأحد، أن "البرهان اشترط إقرار وقف دائم لإطلاق النار في السودان، وخروج "قوات الدعم السريع" من الخرطوم، قبل لقاء حميدتي"، وفقا لوكالة الأنباء السودانية "سونا".
وعقدت قمة الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" في جيبوتي، يوم السبت الماضي، وبحثت الحرب الدائرة في السودان.
وعبرت وزارة الخارجية السودانية في بيانها كذلك، عن تحفظها على مسودة البيان الختامي لقمة قادة ورؤساء حكومات "إيغاد"، مشيرة إلى أن "السودان أبلغ سكرتارية "إيغاد" أن لديه ملاحظات وتحفظات جوهرية على مسودة البيان الختامي، وهو أن وفد السودان لاحظ وجود فقرات تم إقحامها في المسودة دون مسوغ، فضلا عن الصياغة المعيبة لما اتفق عليه في بعض المسائل المهمة".
الأمم المتحدة: نحو نصف سكان السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية
وأصدرت "إيغاد"، أمس الأحد، البيان الختامي لقمة جيبوتي، والذي أشارت فيه إلى موافقة عبد الفتاح البرهان، ومحمد حمدان حميدتي، على عقد لقاء ثنائي بينهما، وذلك بعد 7 أشهر تقريبا على اندلاع الصراع بين الطرفين في السودان.
وأضاف البيان الختامي لقمة "إيغاد" أن "البرهان أكد التزامه غير المشروط بوقف إطلاق النار وحل النزاع من خلال الحوار السياسي".
وتتواصل، منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة واسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة في السودان، وكان الطرفان قد اتفقا مرات عدة على وقف إطلاق النار، لكن لم يتم الالتزام به.
وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في ديسمبر/ كانون الثاني من العام الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
مناقشة