الخيارات السياسية المطروحة ما بعد هذه الحرب العدوانية على قطاع غزة ليست واضحة بما فيه الكفاية، فهناك الكثير من الكلام المتبجح من جانب إسرائيل، وراعيتها الرئيسية الولايات المتحدة بأنها تريد مسارا سياسيا لا يكون فيه أي دور للمقاومة الفلسطينية، لذلك أي مستقبل سياسي لقطاع غزة بعد أن تنتهي هذه الحرب لن يكون مرهونا فقط برغبة إسرائيل، إنما سيكون هناك دور أيضا للمقاومة الفلسطينية، وتحديدا لحركة حماس.
إسرائيل ترغب بوقف إطلاق النار، لكنها تريد أن تحقق ربحا ولو جزئيا حتى تحفظ ماء وجهها، إلا أن مصيرها الغرق في رمال غزة، أما بالنسبة لحماس فهي دائما مع وقف إطلاق النار وأنا أرجح أن هناك حوارا تمثله قطر ومصر والولايات المتحدة والمخابرات الإسرائيلية، لبحث صيغة لوقف إطلاق النار، بالنسبة لأمريكا فهي متضررة، ولا سيما أن قواعدها ستكون ميادين قتال لحركات المقاومة في العراق وغيره.
هناك أزمة بنيوية في منظومة شركات الأسلحة الأمريكية ومستودعات الجيش الأمريكي، وتصاعد كبير في مستوى التصنيع العسكري الروسي وبعض أنواع الأسلحة وصلت إلى 7 أضعاف. من مؤشرات تراجع الأداء الأوكراني هو ازدياد عدد المستسلمين في المعركة. أوكرانيا أصبحت فاشلة ولم يعُد فيها مقومات الاستمرار والبقاء كدولة. المعركة الأخيرة بالنسبة للأمريكيين هي معركة مع الصين. أمريكا ليس في ذهنها انتصار أوكرانيا، لكن الهدف الأساسي هو الحد من قدرات روسيا، وإيصالها إلى مرحلة من الانهيار الاقتصادي.