مسؤول بحكومة صنعاء يكشف حقيقة إعلان المبعوث الأممي التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في اليمن

أكد توفيق الحميري، مستشار وزارة الإعلام اليمنية في صنعاء، أن ما أعلن عنه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، هانس غرونبرغ، بشأن التوصل لهدنة وخارطة طريق جديدة، "بعيد تمامًا عن الواقع وقد يكون خيالي".
Sputnik
وقال في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأحد، إن ما تحدث عنه المبعوث الأممي لا علاقة له بالواقع تمامًا، كل ما جرى هو طرح النقاط للنقاش ولم يتم التوصل إلى الآن لأي اتفاق ولم توقع الحكومة على أي شىء، وما جرى الحديث عنه من جانب المبعوث الأممي هو "شىء من الخيال".
وأضاف الحميري، أنهم "هم أوجدوا لأنفسهم خارطة طريق لا تتحدث عن خروج المحتل، وبالتالي الخارطة التي أعلنوا عنها لا قيمة لها، وأعتقد أن حديث المبعوث الأممي بالأمس هو محاولة لخلط الأوراق بالتزامن مع محاولات الضغوط على الجمهورية اليمنية وعلى وفدها التفاوضي، في ظل موقفها المساند للقضية الفلسطينية والمقاومة في غزة".
القوى المدنية الجنوبية لـ"سبوتنيك": تحركات المبعوث الأممي للسلام في اليمن إيجابية
وتابع مستشار وزارة الإعلام أن المبعوث الأممي يحاول التشويش على الموقف اليمني من الحرب في غزة من خلال تلك التصريحات، أما أن هناك تقدم حقيقي في المفاوضات وأن هناك اتفاق ملزم (لا يوجد)، كل ما في الأمر هي وعود مطروحة وكلمات فضفاضة لا قيمة لها على أرض الواقع حتى الآن، ما يفرض على الواقع هو قوة السلاح وصمود الشعب اليمني.
وأكد الحميري أن الجمهورية اليمنية هى الأمن القومي للوطن العربي، وسيادة الجمهورية اليمنية هي من سيادة فلسطين والعكس صحيح، نحن وفلسطين شيئان يلتقيان على مستوى الميدان وأيضا بالنسبة للمفاوضات.
وأشار مستشار وزارة الإعلام إلى أن المبعوث الأممي لا دور له ويفترض أن تتم مساءلته من جانب الجهة التي كلفته عما فعله أو نفذه خلال الأشهر الماضية، وبالتالي أرى أن هذا التصريح الذي أدلى به لا علاقة له بما يجري في اليمن، ويتعلق بما يحصل عليه المبعوث الأممي وفريقه من مكافآت وغيرها من المنظمة الدولية وربما جهات أخرى.
خبير عسكري يمني يكشف لـ"سبوتنيك" جاهزية واستعداد "أنصار الله" للمشاركة المباشرة في حرب غزة
وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمس السبت، توصل أطراف الصراع في اليمن إلى الاتفاق على مجموعة من التدابير، تشمل التزامهم بتنفيذ وقف لإطلاق النار في عموم اليمن، والاستعداد لاستئناف العملية السياسية.
وجاء في بيان للبعثة الأممية لليمن: "بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط، بما في ذلك مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، وكبير مفاوضي جماعة "أنصار الله" اليمنية، محمد عبد السلام، رحب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، هانس غرونبرغ، بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة".
وأضاف البيان: "سيعمل المبعوث الأممي مع الأطراف في المرحلة الراهنة، لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها".
المجلس الانتقالي الجنوبي: تصعيد "أنصار الله" بالبحر الأحمر يقوض فرص وقف الحرب في اليمن
ونقل البيان عن المبعوث الأممي، هانس غرونبرغ: "30 مليون يمني يراقبون وينتظرون أن تقود هذه الفرصة الجديدة لتحقيق نتائج ملموسة وللتقدم نحو سلام دائم، لقد اتخذت الأطراف خطوة مهمة، إن التزامهم هو، أولا وقبل كل شيء، هو التزام تجاه الشعب اليمني بالتقدم نحو مستقبل يلبي التطلعات المشروعة لجميع اليمنيين، ونحن على استعداد لمرافقتهم في كل خطوة على الطريق".
واختتم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غرونبرغ، زيارة إلى سلطنة عُمان، وخلال اجتماعه مع مجموعة من كبار المسؤولين العمانيين، أعرب غرونبرغ، عن تقديره للدعم القوي الذي تقدمه سلطنة عُمان لجهود الوساطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في اليمن، بحسب صحف يمنية.
ويشهد اليمن تهدئة هشة، منذ إعلان الأمم المتحدة عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت لمدة 6 أشهر.
الخارجية اليمنية: نرحب بإعلان المبعوث الأممي لخارطة طريق لوضع حد للحرب
يشار إلى أن اليمن يشهد، للعام التاسع تواليا، صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله"، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، بحياة الآلاف، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة