راديو

برنامج الغذاء العالمي: 18 مليون سوداني يواجهون الجوع الحاد

حذر برنامج الغذاء العالمي، من الوضع الكارثي في السودان، حيث يواجه نحو 18 مليون شخص الجوع الحاد.
Sputnik
وقال البرنامج التابع للأمم المتحدة، في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، إن عدد الجياع ارتفع إلى ما يزيد على الضعف مقارنة بالعام الماضي.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال المحلل السياسي، عمار العركي، إن ما نشره البرنامج "نتائج متوقعة، وقد سبقه نشرات من الأمم المتحدة، بعضها قبل الحرب، تشير إلى احتمال تأثر السودان بالتغيرات المناخية، إضافة إلى النزاعات، والحروب، والنزوح، وشح الموارد، وسبق أن قدم السودان للأمم المتحدة قبل سنوات تصورا لحل مشكلة الغذاء على مستوى الإقليم، وتقدم بمقترح قائم على منح السودان مساعدات ومنح في مقدمتها التكنولوجيا والبنية التحتية اللازمة لإنتاج الغذاء، مشيرا إلى أن "السودان يتمتع بكل العوامل التي لا يمكن معها تخيل أنه يعاني من الجوع".
وأكد العركي أن "هناك بعض الحلول السياسية والاستحقاقات التي يمكن منحها للسودان، ومنها حل مشكلات الديون، وتقديم المنح والتنمية المستدامة الي يستحقها السودان من المنظمات الدولية، لكن هذا الأمر يظل مرتبطا باشتراطات سياسية، وقد تحدث تقرير برنامج الغذاء عن الأرقام والنتائج لكنه أغفل الحديث عن الأسباب التي أدت إلى هذه الأرقام المخيفة".

واعتبر المحلل السياسي أن "أن أعداد الجوعى تمثل ضغطا على القيادة السياسية، ما أدي إلى تقديم الجيش تنازلات والجلوس إلى طاولة مفاوضات في مسعى لإنهاء الأزمة الإنسانية، إلا أن الدعم السريع ينظر إلى الأمر من وجهة نظر سياسية، ويتحدث عن اشتراطات سياسية للحل".

وأشار الباحث في الشؤون الأفريقية إسلام نجم الدين، إلى أن ما نشره برنامج الغذاء العالمي "أمر حقيقي على الأرض لكنه سياسي في فحواه، فهناك حالة حرب شاملة في شمال ووسط وجنوب السودان، وهناك ملايين السودانيين الذين فروا إلى دول الجوار، كما أن موسم الأمطار أثر سلبا على الزراعة فيما تشهد سلاسل الإمداد العالمية مشكلات".
وتابع: "ما نشرة البرنامج يأتي أيضا في سياق الضغط السياسي على أطراف الصراع للوصول إلى حل مؤقت" مشيرا إلى أن "كلا من الدعم السريع والجيش يفرضون قيودا على مرور المساعدات الإنسانية ضمن الاستخدام السياسي للمساعدات الذي أصبح أمرا واقعا في السودان".
وحول مقدرات السودان الاقتصادية، قال الكتب الاقتصادي والسياسي أحمد السالم، إن "السودان الذي أطلق عليه سلة الغذاء العربي لديه موارد طبيعية وثروات كبيرة من بترول، وغاز، وأراضي زراعية هائلة، حتى أنه الأول عالميا في إنتاج الصمغ العربي، وقد شهد أيضا في عام 2008 تدفقات استثمارات أجنبية لإنتاج النفط وبدأ التصدير، ولديه من الاحتياطي ما يضعه في المرتبة العشرين عالميا، لكنه أبتلي بكثير من النزاعات وتضارب المصالح مما أدي إلى نشوب حروب أهلية استمرت لعقود، وأثرت عليه حتى أصبح السودان يعيش في مأزق غذائي، وطبي، وتعليمي".
وتابع: "ما لم يخرج السودان من هذه الصراعات فلن يستفيد من هذه الموارد الكبيرة، التي إن وجدت بيئة مستقرة ستجعل المواطن السوداني في مقدمة الدول من حيث الدخل"، مشيرا إلى أن "بعض السودانيين ينفذون مخططات خارجية، وعليهم أن يبدأوا بالتفكير في المواطن السوداني، والخروج من نطاق المصالح الضيقة، ووضع السودان كوطن في مقدمة أولوياتهم".
وأكد الخبير أنه "لن توجد حلول للأزمة من خارج السودان، وإذا استمرت هذه النزاعات فإن هذا البلد معرض للتفكك، وإذا حدث ذلك فلن يمكن إعادة توحيد السودان".
مناقشة