راديو

غزة... هل وصلت مفاوضات القاهرة إلى طريق مسدود؟

أكد مصدر مصري رفيع المستوى، اليوم الخميس، أن وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية غادر القاهرة للتشاور حول الهدنة، لافتًا إلى أنه سيتم استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل.
Sputnik
وكشف المصدر الرفيع المستوى عن أن المشاورات مستمرة بين الأطراف كافة للوصول إلى الهدنة قبل حلول شهر رمضان.
يأتي ذلك في إطار الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومواصلة إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية للفسطينيين.
وتهدف القاهرة إلى وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة لحماية المدنيين، وتحقيق إنجاز في صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وإدخال عدد كبير من القوافل الإنسانية والمساعدات والوقود إلى قطاع غزة.

في هذا السياق، قال مردخاي كيدار، الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي، إن الوفد الإسرائيلي لم يذهب لمفاوضات القاهرة، بسبب تمسك حركة حماس بأشياء غير مقبولة إسرائيليًا، وبالتالي فلا فائدة من الذهاب للقاهرة لأن ذلك سيكون مضيعة للوقت.

وأشار إلى أن حركة حماس لم تكشف عن أي معلومات عن الأسرى الأحياء منهم والأموات، وهو سؤال إسرائيل الجوهري في تلك المفاوضات، متسائلا علام ستتفاوض إسرائيل إذن.
وأضاف مردخاي أن اتهامات "حماس" لإسرائيل أو لنتنياهو بأنه هو الذي يعرقل المفاوضات كلام خزعبلات، فمستقبل إسرائيل ليس مرهونا بشخص اسمه نتنياهو، منوهًا بأن إسرائيل ماضية في طريقها لاجتثاث حماس من على وجه الأرض، على حد زعمه.

من جهته، قال بشير عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تعثر المفاوضات كان متوقعا لأن موجبات التوصل لاتفاق أو هدنة هو أن يكون لدى الطرفين استعداد للاتفاق.

ولفت إلى أن نتنياهو منذ بداية الحرب مسكون بهاجس تحقيق نصر على "حماس" واستعادة الأسرى بالحرب، وهو ما لم يتحقق، ومن ثم فتوقف الحرب معناه أنه فشل في تحقيق أهدافه، فضلا عما لحقه من فشل استخباراتي في عملية طوفان الأقصى.
وأشار عبد الفتاح إلى أن واشنطن تحتفظ بمساحة من الضغط على إسرائيل حمايةً لمصالحها الاستراتيجية وحمايةً لإسرائيل من نفسها، لكن ما نشهده الآن هو أننا بإزاء إدارة ضعيفة تتكون من رئيس طاعن في السن مشكوك في قواه العقلية، ومن مستشار للأمن القومي بلا خبرة، ومن وزير خارجية شخصيته ضعيفة بلا خبرة، ولم يحقق أي إنجاز عقب خمس جولات، ونائبة الرئيس لا تظهر حتى تختفي، ومن ثم فهي إدارة لم تستطع أن تكبح جماح إسرائيل الذي سيضر بإسرائيل وأمريكا معا.

إلى ذلك، قال مراد حرفوش، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن نتنياهو يضع مزيدا من الشروط والعراقيل أمام هذه المفاوضات لأنه يعتقد أن ما يفعله من إبادة جماعية هو الذي سيجبر "حماس" على الرضوخ لشروطه، وهو ما لم يتحقق.

وأضاف حرفوش أن السيناريوهات المتوقعة في حال فشل التوصل لاتفاق هو مزيد من الوضع الإنساني السيئ واجتياح رفح بما يعنيه من كارثة إقليمية.
مناقشة