في العديد من نواحي الجزائر تنتشر مطاعم الرحمة، تلك التي تخصص للفقراء وللمارة أثناء الإفطار وأهل المنطقة، وعادة ما تستهدف تقديم مئات الوجبات يوميا.
تأتي المبادرة في إطار التكافل الذي يعم معظم الدول العربية والإسلامية في شهر رمضان، يقتصر بعضها على الداخل، ويمتد البعض منها إلى خارج حدود الوطن.
يقول محمد قاضي مسؤول جمعية "الإرشاد والإصلاح" الخيرية بالجزائر، إن المبادرة هذا العام تأتي تحت شعار" تراحم بعطائكم يتم الخير".
يوضح في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الجمعية تنفذ عدة مشروعات على مدار العام، فيما تخص رمضان بمشروعات من شأنها إرسال السلات الغذائية إلى المنازل، لمساعدة الفقراء والمحتاجين، وكذلك الوصول إلى مئات الآلاف خارج حدود الوطن.
وفق المسؤول فإن المبادرة تهم بتوزيع السلات الغذائية على مراحل منها ما هو قبل رمصان، ومع بداية الشهر، وكذلك نهاية الشهر.
ولفت إلى أن الجمعية تسعى لتوزيع نحو 100ألف سلة غذائية تحتوي على احتياجات الأسر الجزائرية خلال الشهر.
لا يقتصر عمل الجمعية على توزيع السلات الغذائية، بل تقوم بإعداد الوجبات الساخنة داخل "مطاعم الرحمة"، حيث بلغت العام الماضي نحو 381 ألف وجبة، فيما تسعى العام الحالي للوصول إلى 500 ألف وجبة بنهاية الشهر، توزع في 100 مركز بمختلف ولايات الجزائر.
كما يوضح المسؤول أن الجمعية قدمت العام الماضي نحو 77 ألف وجبة، وتسعى في العام الحالي إلى توزيع 100 ألف وجبة، توزع مع الإفطار.
موائد الأيتام
تستهدف الجمعية الوصول إلى 6 آلاف يتيم خلال شهر رمضان الحالي، حيث تحرص كل عام على مشاركتهم في إفطار جماعي، كما تستهدف الجمعية التكلفل بتكاليف ختان نحو 2000 طفل، بالإضافة إلى كسوة العيد.
في العام الماضي حرصت الجمعية على توفير "كسوة العيد" لنحو 24 ألف طفل، فيما تعمل في العام الحالي لتوفير كسوة العيد لـ "30 ألف " طفل يتيم.
يوضح قاضي أن الجمعية قامت بإرسال مساعدات إلى قطاع غزة، وكذك القدس الشريف والضفة الغربية، وشمال سوريا واليمن، والسودان ولبنان.
وتنشط الجمعيات الخيرية في شهر رمضان بالعديد من الدول الإسلامية والعربية، حيث تقوم بتوزيع مساعدات غذائية على مدار الشهر، من أجل الوصول إلى الأسر الأكثر احتياجا.
في بعض الدول اضطرت جمعيات إلى خفض عدد "الطرود" التي كانت توزعها كل عام، بسبب ارتفاع الأسعار من ناحية، وتراجع عدد المتبرعين من ناحية أخرى.
وتحظى مؤسسات المجتمع المدني في الجزائر بمكانة خاصة، نظرا للجهود الخيرية التي تقدمها على مدار العام، للدخل الجزائري أو الخارج، خاصة المقدمة منها لفلسطين وسوريا والعديد من الدول الأخرى.
وتنتشر المبادرات الخيرية في عموم البلاد الإسلامية، كما ظهرت خلال السنوات الأخيرة مبادرات فردية، يدشنها الأفراد لمساعدة المتعففين من الأحياء والمناطق التي يقطنون بها.
وفرضت التوترات السياسية حول العالم هذا العام المزيد من الأعباء الاقتصادية التي ترتبت على جائحة كورونا في السنوات السابقة، الأمر الذي ضاعف من أعداد الأسر الفقيرة حول العالم.
وتقدم العديد من الجمعيات الكبرى والمؤسسات حول العالم، مساعدات غذائية وعينية خلال شهر رمضان للعديد من المناطق، خاصة في الدول التي تعاني النزاعات والفقر.