موائد إفطار ووجبات مجانية تسد رمق فاقدي المأوى في تونس خلال شهر رمضان.. صور وفيديو

يتقاسمون المحبة وفعل الخير ويوزعونها على الناس في شكل أطباق من الطعام، أملا في إخماد جوع المئات من التونسيين، ممن أجبرهم ضنك الحياة على العيش في الشوارع.
Sputnik
لا يبغون مقابلا أو مالا، ولكنهم يبحثون في المقابل عن رسم ابتسامة ولو كانت مؤقتة على وجوه المحتاجين. هم شباب جمعية "متحدون من أجل الإنسانية" الذين دأبوا على تقديم الوجبات الغذائية المجانية للأشخاص فاقدي المأوى والسند.
وينتشر في تونس أكثر من 3 آلاف "متشرد" يتمركز 500 منهم في العاصمة ومحافظات تونس الكبرى، تتقاطع قصص معاناتهم ويتشاركون قساوة الظروف وضروبا من الوصم الاجتماعي وحتى العنف.

مطعم المحبة

في قلب العاصمة التونسية وداخل مطعم "المحبة" كما أطلقوا عليه، لا تتوقف حركة الشباب المتطوعين في جمعية "متحدون من أجل الإنسانية" لإعداد مئات الأطباق قبل أن ينطلقوا في توزيعها على المحتاجين في شوارع العاصمة وأزقتها.
يتضاعف نشاطهم خلال شهر رمضان، فيحرصون على تلبية حاجيات كل من ضاقت بهم الحال ويمدون يد العون إليهم بعد أن سحبها منهم أقاربهم وذويهم.
1 / 6
موائد إفطار ووجبات مجانية تسد رمق فاقدي المأوى في تونس خلال شهر رمضان
2 / 6
موائد إفطار ووجبات مجانية تسد رمق فاقدي المأوى في تونس خلال شهر رمضان
3 / 6
موائد إفطار ووجبات مجانية تسد رمق فاقدي المأوى في تونس خلال شهر رمضان
4 / 6
موائد إفطار ووجبات مجانية تسد رمق فاقدي المأوى في تونس خلال شهر رمضان
5 / 6
موائد إفطار ووجبات مجانية تسد رمق فاقدي المأوى في تونس خلال شهر رمضان
6 / 6
موائد إفطار ووجبات مجانية تسد رمق فاقدي المأوى في تونس خلال شهر رمضان
يقول نزار الخذاري وهو رئيس الجمعية لـ"سبوتنيك"، إن مطعم المحبة هو اسم على مسمى، فالمحبة والإنسانية هي ما يجمع بين هؤلاء الشباب الذين اختاروا أن يسلكوا طريق الخير.
وأضاف: "تحوّل هذا المطعم إلى ملاذ للمحتاجين من فاقدي المأوى، حيث يستطيعون الحصول على وجبات مجانية تطرد عنهم شبح الجوع، فأبوابه مفتوحة دائما لأجلهم".
ويشير نزار إلى أن عددا من فاقدي المأوى تعودوا على هذا المكان، وأصبحوا يقصدونه للحصول على وجباته التي يصنعها المتطوعون في الجمعية بلمسات من المحبة والرحمة.
وتابع: "في السابق كنا نعد الطعام في منازلنا، وبفضل هذا المطعم أصبح لنا مكان لإعداد الأطباق وهو أيضا يوفر مواطن عمل لعدد من الشباب".
ويجتهد المتطوعون يوميا في إعداد نحو 300 وجبة، يتولون توزيعها بأنفسهم بعد أن خبروا مكان مكوث فاقدي السند الذين تعودوا بدورهم على وجباته.

فرصة أخرى للحياة

ويؤكد نزار أن نشاطهم لا يقتصر على شهر رمضان، بل يمتد كامل السنة وهو يشمل أيضا توفير الملبس وضرورات الحياة لفاقدي المأوى والمحتاجين.
وأضاف: "نحن نفعل ذلك منذ 10 سنوات، ونسعى إلى مساعدة العائلات المعوزة وخاصة الأيتام خاصة في المناسبات التي تثقل كاهلهم على غرار العودة المدرسية والأعياد".
في ظل غلاء الأسعار وندرة المواد الأساسية.. كيف يقبل التونسيون على شهر رمضان؟.. فيديو وصور
وتستفيد الجمعية من المساعدات التي يقدمها الناس وتتعاون مع المراكز الاجتماعية على غرار مركز الإحاطة والتوجيه الاجتماعي.
ويسعى هؤلاء الشباب إلى اجتثاث ما أمكنهم من الأشخاص من الشارع وإعطائهم فرصة ثانية للحياة، من خلال توفير مأوى يقيهم من مخاطر الشارع وقسوته خاصة بالنسبة للنساء والفتيات.
يقول نزار: "تعمل الجمعية على توفير المأوى لهؤلاء الأشخاص بمساعدة فرق الإسعاف الاجتماعي التي تضم مرشدين وأطباء، كما تسعى إلى إيجاد مواطن عمل لهم".
وتجد هذه المبادرات الإنسانية تفاعلا من المواطنين الذين يمدون يد العون ويسهمون، كل قدر استطاعته، في إسعاد المحتاجين. ويضيف: "يتفاعل الناس مع منشوراتنا من تونس وخارجها وبعضهم يزور مطعمنا ويعرضون المساعدة".

موائد الرحمة

ويتسابق عدد من التونسيين في رمضان إلى فعل الخير في إطار تطبيق تعاليم الإسلام التي تنص على التكاتف والتعاون ومساعدة المساكين والمحتاجين.
وفي مدينة قابس بالجنوب الشرقي للبلاد التونسية، فتح عرفات بن عبد العزيز بيته لاستقبال العشرات من عابري السبيل والمحتاجين ممن عجزوا عن توفير طعام إفطارهم في شهر الصيام.
ويقول عرفات (33 سنة) في حديثه لـ "سبوتنيك"، إنه يتشارك مع خمسة أشخاص من ضمنهم والدته في إعداد مائدة إفطار لنحو 70 شخصا في رمضان، وقد دأب على هذه المبادرة منذ سنتين، مستأنسا بما كان يفعله رجل مسن في مدينته.
بإفطار "شحيح".. تونسيون يتضامنون مع غزة في اليوم الأول من شهر رمضان.. صور وفيديو
يضيف: "كنت أعرف رجلا يعد طعاما للمحتاجين من ماله الخاص ويحرص على ألّا يبقى شخص جوعانا، ومنذ أن فارق الحياة افتقده المحتاجون الذين تعودوا على عونه.. فأخذت الأمر على عاتقي".
في اليوم الأول، استعان عرفات بما جاد به جيرانه لتأثيث مائدة الإفطار، ثم أصبح يطبخ الطعام بنفسه مستعينا بخبرة والدته، وتحوّل بيته إلى مزار للمحتاجين وعابري السبيل الذين باتوا يحصلون على وجبات إفطار دافئة وحتى وجبات للسحور.
وقال عرفات إن هذه المبادرة شجّعت أناسا آخرين على مد يد العون، مشيرا إلى أن بعضهم يعرضون عليه التكفل بمكونات الطعام والبعض الآخر يطبخونه ثم يطلبون منه توزيعه.
ولفت عرفات إلى أنه سعيد بكون مائدته أصبحت تتسع لتسعين شخصا من عابري السبيل سواء التونسيين أو غيرهم من الجنسيات الأخرى. واستحضر لنا قول صديقه المسن "افعل الخير واتركه".
مناقشة