سياسيون سوريون يعبرون عن آرائهم بفوز بوتين في الانتخابات

شارك السوريون أصدقاءهم الروس فرحة الاحتفال بفوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بولاية رئاسية جديدة، معبرين عن ثقتهم باستمرار علاقة التحالف الخاصة التي تربط البلدين، وعن قناعتهم بأن دفاع بوتين عن المصالح الروسية في مواجهة الهجمة الغربية، وإنجازاته على الصعيد الداخلي، دفعت الشعب الروسي لتجديد الثقة به خلال الانتخابات التي أعلنت نتائجها قبل يومين.
Sputnik
ورأى الدكتور طارق الأحمد عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، أن فوز الرئيس بوتين يعكس حقائق عديدة مهمة لعل أولها المسألة القيمية، حيث أن الغرب يضغط لكي يسير العالم وفق مقاييسه، فهو الذي يبيح لنفسه إسباغ صفة الديمقراطية على الدول الأخرى، واضعاً مقاييس لذلك تخدم مصالحه. والواقع أن الديموقراطية الحقيقية هي الغائبة حتى ولو كان هناك لعبة ديمقراطية، ونحن نرى التداعيات الكارثية لهذه السياسة على الداخل الأمريكي كما على باقي دول العالم.. والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا تستفيد البشرية من تصدير الديمقراطية الأمريكية إذا كانت واشنطن تحتل معظم الكرة الأرضية عبر ٨٠٠ قاعدة عسكرية، ومن خلال حروب وكالة تديرها في كل بقاع الأرض.
وأضاف الأحمد: لقد نهض الرئيس بوتين بشعبه ودولته ووضع الأسس الفلسفية التي أعادت للأمة الروسية، ولروسيا كدولة، ما هو جدير بهما من هيبة ومكانة على الساحة العالمية. ومن خلال الحفاظ على هيبة الدولة يتم الحفاظ على قيم الإنسان وحقوقه، وهي قيم وحقوق ليست فردية تتعلق بهذا الشخص أو ذاك، كما يحاول الغرب تسويقه، بل هي جماعية ووطنية ترتبط بشعب وبأمة.
ولفت الدكتور الأحمد إلى أن الرئيس بوتين أعاد لروسيا كرامتها وحقق لها نهضتها وأقالها من كبوتها، ووفر لها الحصانة الضرورية، ومكنها أخيراً من الوقوف في وجه أطماع الغرب، ومقارعته، ونحن على يقين أنه لو طاوع الغرب وأمريكا فيما تريدان لكانت روسيا اليوم مفتتة ومقسمة، وهو ما كشفه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وبالتالي فقد جسد بوتين عمليا مصالح بلاده وشعبه.
السيسي يهنئ بوتين بمناسبة إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة
وعن انعكاس هذا الفوز على العلاقات السورية الروسية، أوضح الأحمد أن هناك رباطا جيوسياسيا وتاريخيا بين سورية وروسيا، ونحن إذا بحثنا في التاريخ فسوف نجد كيف كان الروس ينظرون إلى سورية، منذ العصور الأولى للقيصرية، وخاصة من الناحية الميثولوجية والدينية.. كان هناك رباط بين الإسلام والأرثوذكسية، وكانت سورية مرجعية للكنيسة الروسية، كما ترتبط اليوم تدمر وسان بطرسبورغ، مدينة بوتين. وفي أيامنا هذه، ندرك جميعا أهمية التحالف الذي يجدده الرئيسان الأسد وبوتين كما كان بين سورية والاتحاد السوفيتي السابق، ونحن كشعب سوري نتطلع لعلاقات قوية وعميقة تخدم مصالح البلدين، ونبارك لأصدقائنا الروس فوز رئيسهم القوي، ذلك أن هذا الفوز يعكس دعم الروس لسياساته في الداخل والخارج.
من جهته، لفت الدكتور نبيل طعمة، عضو مجلس الشعب السوري، إلى أنه عندما يهنئ الرئيس الأسد الرئيس بوتين بمناسبة انتخابه لولاية رئاسية جديدة، فإن هذه التهنئة تتجاوز صفتها البروتوكولية لتعبر عن عمق علاقات الصداقة السورية الروسية التي تنتصر لقوى الحق والعدالة في العالم، في مواجهة طغيان أمريكا التي تدعم النازيين في أوكرانيا ضد روسيا الاتحادية وحقوقها في الدفاع عن مواطنيها وأراضيها في القرم والدونباس.
وتابع الدكتور طعمة بأن سورية قائداً وحكومة وشعبا تؤكد، من خلال هذه التهنئة، على أهمية تطوير العلاقات السورية الروسية في كل المجالات، وصولا إلى العلاقات الاستراتيجية، وهي تعبر عن جزيل امتنانها للمساعدة الروسية الصادقة والمهمة التي أسهمت إلى حد كبير في دحر الإرهاب الذي استهدف سورية طوال السنوات الماضية، كما تعبر أيضاً عن تقديرها لاستمرار الدعم الروسي في المحافل الدولية، خصوصاً أمام قوى الغرب الغاشمة التي تعمل على حصار سورية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وتحتل أرضا سورية في شرق الفرات والتنف السورية، وتدعم قوى الإرهاب في الشمال السوري، كما تدعم إسرائيل في استمرار احتلالها للجولان العربي السوري. ونحن نتمنى للشعب السوري الصديق المزيد من النجاح والتقدم والمزيد من النجاحات في كسر الحصار تلو الآخر وتحقيق المنجزات التي تقارب المعجزات.
مناقشة