إسرائيل تستغل شهر رمضان للتضييق على فلسطينيي الضفة الغربية... صوروفيديو

مع بدء الحرب على قطاع غزة، بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شهدت الضفة الغربية تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق، وكثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية اليومية التي أصبحت تستهدف تدمير البنية التحتية والممتلكات العامة، وارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 5577 فلسطينيا وقُتل نحو 450 آخرين في الضفة الغربية.
Sputnik
ويغلق الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية، منذ بدء الحرب على قطاع غزة، ويفصل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها بحواجز وبوابات عسكرية وسواتر ترابية، ما يعرقل حركة التنقل بين المدن والقرى بالنسبة إلى للفلسطينيين الذين يمضون ساعات لقطع مسافات قصيرة.
ومع حلول شهر رمضان، ازداد الوجود العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتم نشر المزيد من القوات والحواجز، التي جعلت حياة الفلسطنينين صعبة للغاية، وباتت حركة التنقل بين مدينة وأخرى مغامرة محفوفة بالمخاطر تمتد لساعات عدة، كما يعبر عنها الشاب محمد مهنا، الذي ينتظر في سيارته لأكثر من ساعتين على حاجز بين مدينتي نابلس وطولكرم، ويقول مهنا لوكالة "سبوتنيك"، عن معاناته خلال شهر رمضان:
إسرائيل تستغل رمضان للنيل من فلسطينيي الضفة الغربية وتكثيف الحواجز والبوابات العسكرية
"الجندي الإسرائيلي الذي يقف على الحاجز لا يعمل شيء، سوى منع السيارات من المرور، هذه الحياة أصبحت عذاب، والانتظار على الحواجز يستغرق وقتًا أكثر من وقت العمل، وما نراه هي سياسة تهجير متعمدة من قبل الاحتلال، ولكننا بإذن الله صامدون فوق أرضنا".
ويضيف الشاب هشام فزعة، وقد نال منه التعب وهو ينتظر عبور الحاجز:" أينما ننتجه نجد حواجز مغلقة، هذه أرضنا وكل الممارسات الاحتلالية لن تخرجنا منها".

استنفار كبير

وبالرغم من أن سياسة الحصار والعزل ليست جديدة، فإن إسرائيل صعَّدت بشكل كبير ولافت من سياسة حصار وعزل المدن والبلدات في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بعد الحرب على قطاع غزة.
إسرائيل تستغل رمضان للنيل من فلسطينيي الضفة الغربية وتكثيف الحواجز والبوابات العسكرية
ونشر الجيش الإسرائيلي، وفق ما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية 23 وحدة في الضفة، وقطَّع أواصر الضفة عبر نحو 700 حاجز عسكري متعددة الشكل والنوع، ثابت ومتحرك، وسواتر حجرية وترابية خاصة داخل وبين القرى ذاتها، لتحكم حصارها أكثر بنصبها 132 بوابة عسكرية.
ويقول الباحث في الشؤون الإسرائيلية محمد عمارة، لوكالة "سبوتنيك":
"القيود في الضفة الغربية، تشل الحركة التجارية، وحركة الطلاب والمدرسين والعمال وتعرض الاقتصاد والوضع الإنساني لخطر ومزيد من التدهور وهذه السياسات الاسرائيلية ممنهجة ومتعمدة لتضيق الخناق على الشعب الفلسطيني".
إسرائيل تستغل رمضان للنيل من فلسطينيي الضفة الغربية وتكثيف الحواجز والبوابات العسكرية
ويضيف عمارة: "ما يجري في الضفة الغربية، هو نموذج مصغر عما يجري في قطاع غزة، وهدفه الاستراتيجي تهجير الشعب الفلسطيني طوعًا وقسرًا إلى خارج حدود وطنه، وليس فقد خارج حدود المدينة إلى مدينة أخرى".
وفي موقف النقل العام في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، ينتظر المواطنون لوقت طويل قبل أن تتحرك مركبة نحو مدينتي نابلس ورام الله، وذلك بسبب قلة الركاب، فوجود عشرات البوابات العسكرية والحواجز على الطرق، جعلت المواطنين محاصرين في مدنهم وقراهم، ويقول تيسير عبد الله، وهو سائق عمومي، لوكالة "سبوتنيك" عن صعوبة التنقل:
"كنا نأمل في شهر رمضان تسهيل التنقل والحركة، لكن الإجراءات الإسرائيلية جاءت معاكسة وزادت صعوبة، ومع كثرة الحواجز بتنا نسلك طرقا التفافية وعرة، ونمضي وقتًا طويلًا حتى نصل".
ويضيف: "الناس يعانون من هذه الإجراءات الاحتلالية، وهذه سياسة تهجير واضحة، ولكن يجب أن نكون ثابتين في وطننا".
إسرائيل تستغل رمضان للنيل من فلسطينيي الضفة الغربية وتكثيف الحواجز والبوابات العسكرية
وفي إحدى المركبات تنتظر نسمة خاروف، وابنتها منذ الصباح، على أمل الذهاب إلى زيارة عائلتها في مدينة رام الله، وقد نال التعب من طفلتها من طول الانتظار، وتقول نسمة لـ"سبوتنيك":
" كل الظروف الحالية صعبة وتزداد صعوبتها مع مرور الوقت، وفي شهر رمضان لا نستطيع زيارة أقاربنا بسبب الحواجز العسكرية والبوابات المنشرة على الطرق".
وتضيف: "أنتظر منذ وقت داخل هذه المركبة، على أمل الوصول إلى عائلتي وزيارتهم خلال شهر رمضان، ولا أعلم هل ستتحرك المركبة أم لا، وهل سنصل قبل موعد الإفطار أم لا".
وتسعى إسرائيل في كل رمضان إلى استخدام سياسة التهويل، والعمل على فكرة تصوير شهر رمضان على أنه "شهر التصعيد"، وترويج هذه الفكرة يترافق مع إجراءات على الأرض بتقييد حرية العبادة والحركة، وإقامة عشرات الحواجز والبوابات العسكرية على مستوى الضفة والقدس، والسيطرة على حدود الضفة الغربية ومحاصرتها والتحكم في مواردها.
"إكرام الكرام" مبادرة لإطعام 1000 فقير شمال الضفة الغربية خلال شهر رمضان... صور وفيديو
مناقشة