راديو

السودان بين مبادرات وقف الحرب وتمسك طرفي الصراع بمحاولات تحقيق انتصار على الأرض

جدّد الاتحاد الأفريقي مساعيه من أجل وقف القتال في السودان، وأجرى وفد الآلية الأفريقية رفيعة المستوى الخاصة بالسودان، التابعة للاتحاد الأفريقي، مباحثات جديدة مع عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، وسط تقارير عن إيصال رسالة صارمة للدفع في اتجاه إنهاء الحرب.
Sputnik
وجاءت زيارة وفد الآلية الأفريقية لبورتسودان مقر إقامة البرهان بعد تبلور رؤية لدى المنظمة ترى أن الحل الوحيد المتاح للأزمة السودانية هو الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى المفاوضات والرضوخ لمقررات قمتي "إيغاد" في ديسمبر ويناير والتي تضمنت حلولا تبدأ بعقد لقاء مباشر بين البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي برعاية إقليمية ودولية لإنهاء الحرب.
وذلك وفق آلية تقوم على الفصل بين القوتين المتحاربتين وإخراج قواتهما خارج جميع المدن وتجميعها في معسكرات محددة والتمهيد لعملية سياسية خلال شهر من الانتهاء من عملية التجميع وإعادة اعتقال كافة عناصر النظام السابق المطلوبين للمحكمة الجنائية.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب مبادرة لعقد اتفاق يجعل قادة الجيش والدعم السريع جزءا من تسوية سياسية ويمنحهم حصانة ضد الملاحقة القانونية في جرائم سابقة .
وقال وزير الخارجية السوداني علي الصادق، في بيان لمجلس السيادة الانتقالي إن "رئيس الآلية الأفريقية عقد لقاءات خلال الفترة الماضية مع قادة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، حيث وقف على الرؤى والأفكار بشأن وقف الحرب وإعادة السلام والاستقرار في السودان".
وقال توم بيريلو، المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، إن الولايات المتحدة تتطلع إلى استئناف محادثات السلام بشأن السودان في السعودية يوم 18 إبريل/نيسان في إطار سعيها إلى حل الصراع الذي أدى إلى نزوح ملايين، وتسبب في أكبر أزمة إنسانية بالعالم.
وقال بيريلو للصحفيين إن واشنطن أوضحت صراحة أن المحادثات بين الأطراف المتحاربة ينبغي أن تكون شاملة، وأن تضم الإمارات ومصر والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) والاتحاد الأفريقي.
كانت السعودية والولايات المتحدة قد قادتا محادثات في جدة العام الماضي، في محاولة للتوصل إلى هدنة لكنها لم تكلل بالنجاح.
وتمخض الصراع عن أكبر أزمة نزوح في العالم، ودفع قطاعات من السكان البالغ عددهم 49 مليون نسمة إلى شفا المجاعة، وفجر موجات من القتل والعنف الجنسي المدفوع بأسباب عرقية في إقليم دارفور بغرب البلاد.
في حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، قال مستشار قائد قوات الدعم السريع مصطفى إبراهيم، إن عملية السلام في السودان أصبحت شبه مستحيلة، متهما الجيش بعدم الحرص على اتفاق سلام ينهي معاناة الشعب.
ووصف الوضع في السودان بأنه مأساوي، في ظل استمرار الحرب وعدم الرغبة في تحقيق السلام، مبينا أن قوات الدعم السريع مدت يدها للسلام، إلا أن الجيش لا يرغب في ذلك بسبب اختطاف قراره من قبل الإسلاميين.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع وافقت على هدنة أقرها مجلس الأمن الدولي خلال شهر رمضان إلا أن الجيش رفضها.
وذكر أنه لا توجد أي خطة لوقف الحرب من جانب النظام القديم إلا بالعودة للحكم مجددا، مما يؤثر على مسار الحرب في السودان.
ولفت مستشار قائد قوات الدعم السريع، إلى أن الجيش هو من بدأ الحرب، لذلك لا يمكن أن يندم قادة الدعم السريع على أي قرار تم اتخاذه منذ بداية المعارك.

وقال وزير التجارة والصناعة السوداني السابق، مدني عباس، لـ"لقاء سبوتنيك"، إن الحرب أثرت على كافة مناحي الحياة في السودان في الاقتصاد والبنية التحتية والتجارة والزراعة.

كما أكد على أن الوضع الإنساني تأثر بشكل كبير "وبدأنا نتحدث عن نذر مجاعة، بعد مضي عام من الحرب، ونزوح أكثر من تسعة ملايين مواطن من مناطقهم." وذكر أن البلاد وصلت إلى أوضاع سياسية بالغة التعقيد، وتم التضييق على الفضاء المدني لصالح عسكرة الفضاء العام بسبب اشتعال الحرب.
وشدد على أن هذه الحالة في ظل حالة الانقسام الاجتماعي والإثني تشي بمخاطر عميقة تهدد وحدة البلاد ووجود الدولة ومؤسساتها، مما يتطلب إرادة وطنية من أجل العمل على إيقاف الحرب، ودور من المجتمع الدولي والإقليمي للضغط على طرفي الصراع من أجل إيقاف هذا الوضع الكارثي.
مناقشة