إفطارات جماعية في الغوطة الشرقية لدمشق تعيد إحياء أجواء رمضان قبل الحرب

دأبت المدن السورية خلال شهر رمضان في فترة ما قبل الحرب، على إعداد مبادرات الإفطار الجماعي للمجتمعات المحلية والأهالي، حيث لم يخل حي أو شارع من مثل هذه المبادرات في شهر الخير والبركة والتقرب إلى الله.
Sputnik
وكانت موائد الإفطار الجماعي تقليدا سوريا يعكس تلاقي جميع شرائح المجتمع كبارا وصغارا فقراء وميسورين، على مائدة واحدة، لتغيب هذه الظاهرة مع بدء الحرب منذ أكثر من 13 عاماً.
وسيطرت المجموعات الإرهابية المسلحة على مناطق عديدة من المدن السورية، وهجّرت الأهالي عنها لسنوات طويلة، فيما أصبحت المناطق الآمنة مهددة بالقذائف وعمليات التفجير.
إفطارات جماعية في الغوطة الشرقية لدمشق تعيد إحياء أجواء رمضان قبل الحرب
اليوم بدأت موائد الإفطار الجماعي الجوالة تعود من جديد إلى مختلف بلدات الغوطة مع عودة الحياة تدريجياً إلى المناطق المحررة، في سياق تعزيز الآواصر والتماسك بين أبناء المجتمع المحلي.
إفطارات جماعية في الغوطة الشرقية لدمشق تعيد إحياء أجواء رمضان قبل الحرب
"كفربطنا" في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، إحدى البلدات التي كان يسيطر عليها مسلحو تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي قبل تحريرها عام 2018، دشنت خلال شهر رمضان من هذا العام، عودة هذا التقليد بدعم من متطوعي مؤسسة "نور" للإغاثة والتنمية ومصرف الإبداع للتمويل، بالتعاون مع مؤسسة "شهد" التنموية وبمشاركة عدد من الجمعيات الأخرى.
إفطارات جماعية في الغوطة الشرقية لدمشق تعيد إحياء أجواء رمضان قبل الحرب
تؤكد منسقة مبادرة "إفطارات رمضان" في مؤسسة "نور"، مجدولين فقعة لـ "سبوتنيك"، أن الدعوة إلى الإفطار شملت أكثر من 500 شخص من أهالي البلدة، كما تضمن الإفطار عرضاً لفرقة مولوية، وأنشطة تفاعلية متعددة للأطفال.
إفطارات جماعية في الغوطة الشرقية لدمشق تعيد إحياء أجواء رمضان قبل الحرب
وتضيف فقعة: "تم تخصيص حملات الإفطار الجماعي في الغوطة الشرقية للعوائل الأشد فقرا، وأقيمت هذه الفعالية في العديد من البلدات كـ (حمورية) و(زملكا) والآن في (كفربطنا)".
إفطارات جماعية في الغوطة الشرقية لدمشق تعيد إحياء أجواء رمضان قبل الحرب
رغم مشاهد الدمار في زوايا (كفربطنا)، كشاهد على ضراوة المعارك التي درات في هذه المنطقة، إلا أن ملامح الحياة تطوف في البلدة التي بدأت تنبض مثل خلية نحل، خاصة مع اقتراب موعد الإفطار حيث تمتلئ الشوارع بروائح الطعام وتزداد حركة السوق، فتمتزج أصوات الباعة والمتسوقين مع أصوات الأطفال الذين يلعبون في الحارات الجانبية.
إفطارات جماعية في الغوطة الشرقية لدمشق تعيد إحياء أجواء رمضان قبل الحرب
يوضح الرئيس التنفيذي لمصرف الإبداع للتمويل الأصغر، أديب شرف، لـ "سبوتنيك": "تأتي المبادرة في إطار مسؤوليتنا الاجتماعية، ونسعى خلال شهر رمضان الكريم لدعم المجتمعات المحلية في مختلف المناطق وبشكل خاص الريفية، حيث تحتاج اهتمامًا خاصًا".
إفطارات جماعية في الغوطة الشرقية لدمشق تعيد إحياء أجواء رمضان قبل الحرب
وشهدت "كفر بطنا" عودة تدريجية للأهالي منذ تحريرها، حيث تضافرت جهود السكان مع محافظة ريف دمشق لإعادة ترميم البنى التحتية والخدمات الأساسية داخل البلدة الأمر الذي أدى إلى ازدياد متسارع للعائدين إلى المدينة.
إفطارات جماعية في الغوطة الشرقية لدمشق تعيد إحياء أجواء رمضان قبل الحرب
واعتبر الرئيس التنفيذي لمصرف التمويل الأصغر بأن "مبادرات الإفطار الجماعي تساعد على فهم الاحتياجات التنموية للمجتمع المحلي في الغوطة الشرقية، تمهيدا لتقديم الخدمات المالية المختلفة من قبل المصرف، وتمويل مشاريع سكان المنطقة ودعمها بكافة الوسائل لتحقيق نجاحات أكبر".
مناقشة