الجزائر تعتمد التكنولوجيا الروسية في برنامجها النووي.. ما التفاصيل والأسباب؟

قال نائب رئيس البرلمان الجزائري موسى خرفي، إن اعتماد الجزائر التكنولوجيا الروسية في برنامجها النووي، تحدده مجموعة من العوامل.
Sputnik
ووقعت وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية، والشركة الحكومية الروسية للطاقة النووية "روساتوم"، قبل أيام قليلة، في مدينة سوتشي الروسية، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، حسبما أفاد به بيان للوزارة.
وتتضمن مذكرة التفاهم خارطة طريق لأنشطة التعاون المشتركة لسنتي 2024 و2025، والتي تشمل استخدام التطبيقات النووية في مجال الصحة، والعلاج الإشعاعي والمفاعلات المستخدمة في الأبحاث، والمستحضرات النووية الصيدلانية، وتكوين الإطارات العلمية والتقنية، بالإضافة إلى تطوير التقنيات والتطبيقات النووية للأغراض السلمية، وفق البيان.
مدفيديف: روسيا على استعداد للمساهمة في صناعة نووية وطنية بالجزائر
يضيف خرفي، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن العلاقات بين روسيا والجزائر استراتيجية على كافة المستويات، واعتماد الجزائر على روسيا في برنامجها النووي يأتي نتيجة أن روسيا "حليف موثوق" على عكس الغرب تماما.
وتابع: "روسيا بالنسبة للجزائر هي حليف استراتيجي مؤتمن، حيث تعتبر الجزائر الحليف الأول وتتعامل معه بندية".
وشدد على أن المواقف الروسية كانت دائما عند مستوى الحليف، في الوقت الذي اتضحت فيه مواقف الغرب التابع لإسرائيل والذي ساند قتل الفلسطينيين في الوقت الذي ساندت فيه روسيا الموقف العربي من أجل حق الشعب الفلسطيني.

قال خبير الطاقة الجزائري، أحمد طرطار، إن مذكرة التفاهم الموقعة تأتي في إطار تثمين وتعميق التعاون بين الجزائر وروسيا.

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الجزائر تستفيد من الخبرات الروسية في مجال الطاقة النووية، في إطار الاستراتيجيات المتبعة والصداقة المستدامة بين البلدين.
وشدد على أن التكنولوجيا الروسية تتميز بالدقة المتناهية عن الدول الأخرى في هذا المجال، بالإضافة للعلاقة التاريخية بين البلدين، وهي متكاملة، ما يعني أن روسيا لن تبخل على الجزائر في التكنولوجيا المستخدمة لديها.
وقبل نحو عام، زار وفد من شركة "روساتوم" الروسية الجزائر، وناقش مسارات التعاون في تطوير الطاقة النووية، واستعمالاتها للأغراض السلمية، وكذلك تطوير استعمال التكنولوجيا النووية طبيا، وفي مجال التصوير التشخيصي، وإنتاج النظائر المشعة.
وفد من شركة "روساتوم" الروسية للطاقة النووية يزور الجزائر
تجدر الإشارة إلى أن التوقيع على المذكرة جاء على هامش النسخة الـ13 للمنتدى الدولي "أتوم إكسبو"، الذي جرت فعالياته في حديقة "سيريوس" للعلوم والفنون بمنتجع سوتشي في روسيا، يومي 25 و26 مارس/ آذار الجاري.
وقال محمد عرقاب، وزير الطاقة الجزائري في وقت سابق، إن بلاده تعمل حاليا على "تطوير كفاءات وطنية للتوصل إلى بناء في المستقبل أول محطة جزائرية لتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة النووية،" ناهيك عن الاستعمالات الأخرى لهذه الطاقة، وخاصة في المجال الطبي والصيدلاني".
وأوضح عرقاب أن إنتاج الطاقة الكهربائية عبر العالم يعتمد بنسبة تتراوح بين 6 و 8 % على الطاقة النووية، مضيفا أن بلاده التي تحوز أربعة مراكز للبحث في مجال الطاقة النووية لأهداف سلمية، تسعى إلى تحقيق هذا الهدف.
"كومينا" و"روساتوم" تناقشان حلول الطاقة النووية في السوق الجزائرية
وفي يوليو/ تموز 2023، بحث وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، مع المدير العام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالشركة الحكومية الروسية للطاقة النووية "روساتوم" ألكسندر فورونكوف، سبل تعزيز التعاون بين الطرفين في مجال الطاقة النووية، واستخداماتها لأغراض توليد الطاقة أو للأغراض السلمية وآفاق تطويرها"، وفق البيان الرسمي.
وفي مارس 2019، أكد مصطفى قيطوني، وزير الطاقة الجزائري، في ذلك الوقت، أن استغلال الطاقة النووية المدنية لأغراض سلمية يمثل "خيارا استراتيجيا" للجزائر يهدف الى تنويع مصادر الطاقة ويكفل مستقبل الأجيال القادمة، لأن الطاقة النووية تمثل أحد "الخيارات المهمة" المتوفرة لدى الجزائر إلى جانب الطاقات المتجددة التي يمكن الاعتماد عليها".
مناقشة