سيدة ليبية أبدعت في دعم إنشاء المشاريع الصغيرة في بنغازي.. صور

نجحت سيدة ليبية في إقامة تدريبات مجانية للسيدات في مدينة بنغازي في ليبيا، لخلق فرص لإنشاء مشاريع صُغرى في مجال صناعة الحلويات والمخبوزات الليبية.
Sputnik
تمكنت هذه السيدة من فتح عدة بيوت، وكانت سببا في اعتماد هؤلاء السيدات على أنفسهم وفتح مشاريعهم الخاصة لإنتاج الحلويات والمخبوزات، بعد كورسات تدريبية مجانية مُكثقفة أقيمت لهن.
تقول الدكتورة نعيمة الحاسي، رئيس منظمة الطموح للمرأة والطفل والأعمال الخيرية، صاحبة مشروع من المشروعات الصُغرى يختص بصناعة الحلويات، حيثُ يعتبر هذا المشروع من المشروعات الصُغرى التي تقوم على مساعدة الغير، وخلق فرص التعليم والتدريب والتأهيل.

وأضافت الحاسي في حديثها مع "سبوتنيك"، بأنها تعيش في مدينة بنغازي شرق ليبيا مع زوجها وعائلتها وهي أم لـ"ولد وأربعة بنات"، بأنها استطاعت أن توفق بين حياتها اليومية وبين مشاريعها وأعمالها التطوعية التي تقوم بها، بالإضافة إلى مبادراتها التي ساهمت بها في صقل الكثير من السيدات في بنغازي.

دخلت الحاسي في العمل التطوعي وفي مجال المرأة والطفل بعد أن كانت معلمة ومديرة إحدى المدارس في المدينة لمدة 20 عاما، ثم أصيبت بإعاقة لم تتمكن بعدها من مواصلة عملها في المجال التربوي، غيرت مسارها ودخلت للعمل الخيري قامت بإعداد والإشراف على العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية.

بداية القصة

كانت بداية مشروعها عندما دخلت في مسابقة من إشراف UNDP وفازت بها وحصلت على منحة لفتح مشروع صغير لدعم المرأة في ليبيا، وخصص الدعم لفئة الأرامل والمطلقات وذوات الدخل المحدود.
استهدفت الحاسي في مشروعها الشابات اللواتي لم يتم تعيينهن في الدولة ولم يحصلن على فرصة للعمل، حيثُ تعمل الحاسي على تدريبهم وتأهيلهم، مع العلم بأن هذه التدريبات تقدم بشكل مجاني لكل الفئات، وذلك في محاولة للحد من الفقر والبطالة وظاهرة التسول في الشوارع هذه الظواهر التي انتشرت في ليبيا، بسبب ارتفاع معدلات الفقر وذلك للظروف التي تمر بها البلاد منذ سنوات.
سيدة ليبية تساهم في فتح مشاريع صُغرى في بنغازي
تحاول الحاسي أن تصنع من النساء المتدربات نساء قادرات على فتح مشروعات صغرى تكفيها العيش الكريم، بعيدا عن اعتمادها على أي شخص، والاعتماد على النفس والقدرة على العيش في هذا المجتمع.

نجاح وكفاح

قامت الحاسي بشراء المعدات بعد الأموال التي تحصلت عليها من المنحة التي حصلت عليها في المسابقة لاستكمال مشروعها، وجهزت المبنى الذي قدمها لها زوجها دعما لنجاح هذا المشروع الذي يتكون من معدات مطبخ صغير لتجهيز وتصنيع الحلويات ولتدريب النساء على صنع الحلويات والحلويات الشعبية المعروفة في ليبيا كالكعك الليبي، المقروض والغريبة وغيرها.
سيدة ليبية تساهم في فتح مشاريع صُغرى في بنغازي
كان هذا المقر عاملا كبيرا في مساعدة الكثير من العائلات التي قامت بفتح مشروعاتها بعد حصول الأمهات على التدريب المكثف، الذي وصل في بعض الأحيان لأكثر من 60 ساعة تدريبية.
بدأت الدورات المجانية وبدأت السيدات تتردد على المعمل للتدريب والعمل على صنع الحلويات في ذات الوقت، وكان هناك تنسيق مع بعض الجمعيات الخيرية لشراء هذه الحلويات بسعر مغري، وذلك لاستفادة الطرفين الجمعيات التي تقوم بتوزيعها مجانا، والمنظمة تقوم بتقديم مكافأة رمزية للسيدات اللواتي يعملن في المعمل الخاص بالمنظمة.
سيدة ليبية تساهم في فتح مشاريع صُغرى في بنغازي
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار في السوق الليبي، إلا أن المعمل لا يزال يعمل، ويقوم بالبيع بأسعار رمزية بسيطة في محاولة لعدم توقف المشروع سعيا للخير وهذا هو العامل المساعد.
طاقات شبابية
قالت الحاسي هناك طاقة شبابية كبيرة لهذه الفئة من النساء اللواتي يعملن بكل شغف، وهناك إصرار كبير على التعلم وفهم كل شيء، وهذه علامات النجاح.
سيدة ليبية تساهم في فتح مشاريع صُغرى في بنغازي
عملت مع عدة منظمات أخرى حول إنشاء مشروعات متعددة أبرزها مشروع "كوني قادرة" الذي استهدف تدريب 24 سيدة ليبية، من عدة فئات لمدة 60 ساعة، على صنع المعجنات والحلويات، وكان الأداء جميل جدا، وكانت الاستفادة كبيرة جدا في إطار دعم للمشروعات الصغرى.
سيدة ليبية تساهم في فتح مشاريع صُغرى في بنغازي
وتابعت تم منح كل سيدة معدات مطبخ تأتي في إطار هدية عينية، كانت عبارة عن أداة من أدوات المطبخ من باب الدعم والمساعدة على الاستمرار في العمل، وعلى أحياء المشروعات الصغرى، وذلك بعد مرحلة التدريب الذي تحصلنا عليه وتجاوزها بنجاح.
جني الثمار
وقالت الحاسي، "بدأت هذه النساء اللواتي حصلن على التدريب في إرسال أعمالها من خلال الصور التي وصلت لها والتي أثبتت أن هذه الفئة أصبحت جاهزة وقادرة على العمل وإنشاء مشاريع صُغرى فتحت عدة بيوت".
سيدة ليبية تساهم في فتح مشاريع صُغرى في بنغازي
الاستمرار للهدف
وأوضحت الحاسي بأنها تعمل على التجهيز لعدة دورات أخرى بعد شهر رمضان سوف تستهدف أكثر من 50 سيدة من مختلف الفئات، وذلك لاستهداف أكبر قدر منهن.
1 / 8
سيدة ليبية تساهم في فتح مشاريع صُغرى في بنغازي
2 / 8
سيدة ليبية تساهم في فتح مشاريع صُغرى في بنغازي
3 / 8
سيدة ليبية تساهم في فتح مشاريع صُغرى في بنغازي
4 / 8
سيدة ليبية تساهم في فتح مشاريع صُغرى في بنغازي
5 / 8
سيدة ليبية تساهم في فتح مشاريع صُغرى في بنغازي
6 / 8
7 / 8
8 / 8
وأشارت إلى أن شهر رمضان كان شهرا مميزا من حيث العمل اليومي والإقبال على الطلبات التي وردت للمنظمة في طلب الحلويات الشعبية.
وجهت الحاسي رسالة لكل سيدة تريد تأهيل وتكوين نفسها عليها خوض التدريب والعمل في بيتها أو خارج بيتها، وأكدت بأن المنظمة مستمرة في الدورات المجانية.
جمعية نسائية تؤمن ملابس العيد للفقراء والمحتاجين في العاصمة الليبية طرابلس... صور
وأشارت بأن هناك العديد من المنظمات التي تعمل في التدريب في مجالات أخرى كالخياطة وصنع الإكسسوارات، يجب على المرأة أن تثبت نفسها بعيدا على الاعتماد على الرجل، وتقليل معدلات الفقر، لأن أغلب من يطلب يد العون والمساندة هي السيدات القادرات على عكس هذه النظرية والاعتماد على النفس من خلال اكتساب خبرة في مجال معين، حيث قامت بدعوة هذه السيدات للالتحاق بهذه الدورات من أجل التدريب وخلق فرص العمل لهن حسب قولها.
كما قامت الحاسي بدعم الأسر الفقيرة والمساكين بأطباق من منتجات المعمل، بالإضافة إلى القيم المالية التي تقوم بتوفيرها لهم كنوع من الدعم والمسؤولية الاجتماعية حيالهم.
مناقشة