وسبقت عملية اقتحام "كنسبا" عمليات عسكرية هجومية دامت لعدة أيام على المناطق التي تشرف على البلدة وتعتبر قلعتا شلف وطوبال المحيطتان بالبلدة من أبرز المحاور التي شهدت مواجهات مباشرة حيث يلعب الموقع الجغرافي لها دوراً إستراتيجياً في استماتة المسلحين لمنع سقوطها.
بعد فرض الجيش السوري سيطرته على التلال ومن ثم بلدة "كنسبا" بساعات تعرضت محاور الاشتباك ليلاً إلى هجوم معاكس من المسلحين الذين استخدموا السيارات المفخخة لاسترجاع البلدة وزجوا بأعداد كبيرة من الانتحاريين لتتبدل بعدها السيطرة بين الحين والآخر.
وتتخوف الفصائل المسلحة من حفاظ الجيش السوري على سيطرته على بلدة "كنسبا" التي تعتبر بوابة الدخول لجبل الأكراد والتي تشرف أيضاً على طريق اللاذقية — حلب كما تسهم في تقدم مجموعات المشاة نحو ريف إدلب.
وأوضح مصدر ميداني لـ"سبوتنيك" ما جرى خلال سير العمليات في "كنسبا"، معتبراً أنها معركة كسر عظم وهذا ما يفسر إتباع الفصائل المسلحة أسلوب المفخخات ولكن الحقيقة تقول إن التلال المحيطة بالبلدة هي من يحسم المواجهات والحفاظ على بلدة شلف وقلعتها، إضافة لقلعة طوبال هي من أولويات القوات المتمركزة في المنطقة ولها أهميتها ودورها في تغير مجريات سير المعارك.
وأكمل المصدر: في الأيام القليلة الماضية تبدلت السيطرة ولكن إدارة المعركة كانت دوماً بإشراف القادة العسكريين في الجيش السوري، ففي بعض الأحيان كانت الغاية من التراجع إيقاع المهاجمين في كمائن لحصد أكبر عدد من القتلى، وأن السيطرة على زمام المبادرة لم تتغير، ويعد التنسيق مع سلاح الطيران في غاية الأهمية، وقد أدى لضرب المهاجمين وإيقاع أعداد كبيرة منهم كذلك الوسائط النارية المتوسطة المحمولة على سيارات تم الزج بها في عمليات الاقتحام لتمشط نارياً الأحراش المجاورة للطرقات خوفاً من وجود انتحاريين أو تقدم عربات مفخخة بشكل مفاجئ.
وأضاف المصدر: لن يكتفي الجيش السوري بتحرير بلدة "كنسبا" ومحيطها وستحمل الأيام القادمة مفاجآت ميدانية وخصوصاً بعد رفد جبهات القتال في ريف اللاذقية بمجموعات اقتحام إضافية مجهزة بالعتاد اللوجستي الكاملة.
ويذكر أن قواعد الصواريخ الموجهة التي نشرها الجيش السوري في محور "كنسبا" دمرت دبابات وناقلات جند دخلت من ريف "إدلب" لتقديم المساندة للفصائل المسلحة التي تعاني من تخبط بعد مقتل عدد من قادة "جيش الفتح".