الدولة الكردية حلم أم كابوس

إقامة دولة كردية وسط العالم العربي والإسلامي، هل هو حلم مشروع قابل للتنفيذ على الأرض ليعزز التقسيم المدعوم من الغرب خفاء تحت دعوى الديمقراطية، أم هو كابوس يجب على المتحدثين عنه والمتشدقين به كل حين، أن يفيقوا من سباتهم ويعلموا جيدا أن القوى العظمى في العالم تسعى إلى الاتحاد، وليس كما تسير بعض الدول العربية ولهم في غيرهم عبرة. حديثنا عن شبح التقسيم الذي يهدد الشرق الأوسط في حلقة اليوم من البعد الآخر جاء لبحث الخطوة التي وصل إليها إقليم كردستان، صباح يوم الثلاثاء 28 من مارس/ آذار، عندما صوت مجلس محافظة كركوك بأغلبية الأصوات، بقبول رفع علم إقليم كردستان على دوائر المحافظة ومؤسساتها الحكومية إلى جانب العلم العراقي، وما لها من تداعيات، حيث قال الخبير الأمني العراقي دكتور أحمد الشريفي في حديثه لنا، إنه لا شك أن هناك جناح من أجنحة الأخوة الكرد السياسية ترغب في الانفصال وتعلنه بشكل رسمي وتحديدا من يتبعون السيد مسعود البارزاني، ولا يعني أن كل الأكراد في إقليم كردستان يرغبون في الانفصال، ومسألة رفع علم الإقليم بجانب العلم العراقي ليس بالضرورة أن تفسر على أنها إعلان عن بداية التقسيم، لأن الدستور العراقي أخذ بالنظام الفيدرالي، ويحق وفقا لذلك أن يرفع الإقليم علمه في المناطق المتنازع عليها حتى أن له دستورا فرعيا غير الدستور الأصلي للبلاد شريطة ألا يتعارض معه كما أنه قبل ذلك رفع علم إقليم كردستان منفردا، ولم يحدث تقسيم رغم المخاوف من تلك الخطوة وقتها.

وأكد الشريفي أن المشكلة الرئيسية في إقليم كردستان هي قضية كركوك التي لم تحسم دستوريا وسياسيا، وتحديدا المادة 140، التي تتحدث عن المناطق المتنازع عليها وهي التي أبقت بؤرة الأزمة متحركة وتحدث اضطرابا كل فترة.

وصرح الشريفي أن رغبة التقسيم غير حاضرة في سوريا والعراق، ولكن في سوريا ربما يحدث هناك نظام فيدرالي رغم أنه لم تتبلور هناك حتى الآن فكرة إقامة دولة كردية مستقلة.

وعبر الشريفي عن تلك المخاوف، قائلا: إن في مقدمة الجهات التي أبدت مخاوفها من التقسيم أسامة النجيفي،  وفي الحقيقة ارتباط النجيفي بتركيا واضح ولا يمكن إخفاؤه ويعلمه الرأي العام العراقي البسيط،  وهذه القضية بشكل أو بآخر يغازلون بها تركيا على اعتبار أن تركيا كانت لديها مطالبة بضم الموصل واستحقاقات مالية في كركوك ومن هنا كان رفع العلم ليس صدفة.

وعن خطة الغرب لتقسيم الشرق الأوسط إلى شرق أوسط جديد، قال الشريفي إن الدور الروسي أحبط هذا المخطط وأصبح من الصعب تقسيم المنطقة جغرافيا.

إعداد وتقديم: يوسف عابدين