مع زيادة حدة المعارك في اليمن، وعدم وصول أطراف الأزمة إلى حل مبدئي للجلوس على طاولت المفاوضات، رجحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن تتجاوز الإصابات بوباء الكوليرا 300 ألف حالة في اليمن، بنهاية أغسطس المقبل من 193 ألف حالة في الوقت الحالي.
هذا الوباء الذي تفشى في معظم أرجاء البلاد، خاصة لدى الأطفال سبب الكثير من المعاناة لليمنيين، وبحسب المتحدثة باسم اليونيسيف، فقد وصلت أعداد الوفيات 1265 شخصا، منذ إعلان تفشي الوباء في أبريل الماضي. وذكرت المتحدثة بأن ربع المتوفين بالكوليرا هم من الأطفال، وأن نصف الحالات المشتبهِ بها هي بين الصغار، وأن عدد الحالات يواصل الارتفاع، لافتة إلى أن الوباء طال محافظات اليمن كلها.
وكشف وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية، عبدالسلام المَداني، عن 200420 حالة هي أعداد الإصابات بمرض الكوليرا في اليمن، مبينا أن الأسباب التي أدت إلى زيادة الأعداد تكمن في "تدمير البنية التحتية، سواء للصحة العامة أو مؤسسة المياه والمجاري من قبل العدوان"، وعدم القدرة على مقاومة الوباء، وعدم قدرة مؤسسة المياه والمجاري والصرف الصحي على مواجهة الدمار الذي حدث للآبار، وتناول المواطنين المياه الغير صالحة للشرب.
وقال المَداني إن عمليات التوعية والتكثيف الصحي مستمرة، لكن لا توجد إمكانات أكثر من ذلك، بسبب الانهيار التام للبنية التحتية، منوها "أن هذا الأمر لو انتشر في منطقة أخرى من العالم ربما لرأيت جميع العالم ومنظمات العالم يستجيبون للدولة في محاصرة الوباء"، لكن في اليمن لا توجد سوي ثلاث منظمات على الأكثر للمساعدة، وليست بالقدر المطلوب.
المحلل السياسي، محمود الطاهر، فقد تمنى أن يحرك وباء الكوليرا المتفشي في اليمن العالم إنسانيا ويحل الأزمة السياسية في اليمن، مؤكدا أنه بمجرد حل الأزمة السياسية في البلاد سيكون هناك حلول جذرية لهذا المرض وأي أشياء أخرى تؤرق اليمنيين.
وأشار أن في ظل الحالي حتى وإن كان هناك مساعدات إنسانية أو مساعدات إغاثية للقاء على هذا المرض، لن ينتهي المرض في ظل الحصار البري والجوي على اليمن، مشيرا أن الأموال التي تقدمها السعودية والمنظمات الإغاثية لا تصل إلى التخفيف عن اليمنيين، بل تصل إلى جيوب المسؤولين المتواجدين في فنادق الرياض، فهذه الأموال لن تقايض المرض.
وأشار أن إعلان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان عن تقديمه ما يقرب 60 مليون دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن أنه مجرد دعاية إعلامية فقط وتهدئة للنفوس في اليمن، وتستخدم في الحرب وفي شراء ذمم القبائل للمشاركة في الحرب.