ضيف برنامج "أين الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور عماد علو، نائب مدير المركز الجمهوري للبحوث الأمنية والاستراتيجية، يقول حول الموضوع:
"هناك حراك تحت قبة البرلمان من قبل قوى سياسية، نشط هذاك الحراك بعد زيارة الرئيس ترامب لقاعدة "عين الأسد" في محافظة الأنبار، التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية، وهذا الحراك يدعو إلى إلغاء اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية التي وقعت بين الجانبين العراقي والأمريكي، ويكون هذا الإلغاء بتشريع بقانون، وإذا مرر هذا القانون، فإنه سيؤدي إلى حصول توترات ينجم عنها خلل أمني، علما أن الحكومة العراقية تستمر بصمتها إزاء التواجد الأمريكي، حيث يوجد تباين بين الموقف الحكومي والموقف تحت قبة البرلمان، فلم توضح الحكومة موقفها بشكل واضح ودقيق من جدوى بقاء القوات الأمريكية بعد الانتصار على تنظيم "داعش"، في الوقت الذي تحاول فيه كل من واشنطن وطهران أن يجعلا من العراق ساحة للصراع."
وفيما إذا كان إعلان ترامب ببقاء قوات بلاده في العراق بمثابة استعداد تلك القوات للمواجهة المسلحة، يقول علو:
"هذا الموضوع وارد، على الرغم من رغبة الحكومة العراقية ببقاء مستشارين ومدربين أجانب للقوات العراقية، وهذه الرغبة انطلقت بعد أن تغيرت العقيدة العسكرية العراقية من شرقية إلى غربية، بعد اعتماد الجيش العراقي سابقا على الأسلحة الشرقية، في ظل وجود محورين، أحدهما تابع لإيران يرى في هذا الوجود احتلالا عسكريا، وآخر يرى أن الوضع الأمني يحتاج إلى بقاء قوات أجنبية، وهو محور أصدقاء الدول الخليجية والغربية. لذلك فإن أي مشروع لإخراج القوات الأجنبية من العراق، سوف يواجه جدلا كبيرا داخل البرلمان العراقي."
اقرأ أيضا — هل يشهد هذا العام إلغاء اتفاق 2008 بين بغداد وواشنطن
وفيما إذا كان الانتشار الأمريكي في العراق يأتي من أجل مراقبة إيران، كما صرح الرئيس الأمريكي بذلك، يقول علو:
"لا شك أن الحكومة العراقية محرجة أمام إيران من هذا التواجد، لأن هناك ارتباط قوي يجمع العراق بإيران، لذلك تجد أن الحكومة العراقية، التي تشكلت من قوى سياسية مختلفة، بعضها مرتبط بإيران، غير مرتاحة لتصريحات ترامب، لذلك أتوقع ردود فعل سلبية، تقترب من العنف، وهو موضوع سيحرج الحكومة العراقية بشكل أكبر، سيما وأن الدستور العراقي يمنع أن يكون العراق منطلقا للعدوان على دول الجوار، وحتى موضوع المراقبة، فإنه يعد ضمن الفعاليات العسكرية، علما أن الولايات المتحدة بقدراتها التكنولوجية غير محتاجة للأراضي العراقية لمراقبة إيران، فهي تنتشر في مناطق محيطة بإيران، وقد يكون موضوع بقاء القوات الأمريكية في العراق مرتبط بإعداد الساحة العراقية لعمليات عسكرية أمريكية ضد إيران."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون