بحسب المصادر فإن الطرابلسي لم يسلم المقرات للعائب حتى الآن، إضافة إلى رفض تسليم الملفات الخاصة بالجهاز، فيما يمارس العائب مهامه من خارج المقرات بعد التكليف الرئاسي له منذ نحو أسبوع.
وبحسب المصادر فإن رفض تسليم السلطة للعائب يشكل أزمة معقدة تتمثل في فرض قرار الميليشيات على قرار المجلس الرئاسي، وأن تلك الخطوة تكشل عقبة كبيرة أمام أي قرارات مستقبلية.
المتحدث باسم المجلس الرئاسي السابق محمد السلاك قال إن الأزمة الراهنة تعكس توغل المليشيات في المؤسسات السيادية منذ فترة، وأنها إشكالية معقدة ومتوارثة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن عملية التفاوض قد تحدث خلال الأيام المقبلة بين مع عماد الطرابلسي ويتم التسليم والتسلم.
وأشار إلى أن جهاز المخابرات يحتاج لبعض المواصفات التي يمكن تنطبق على العائب.
من ناحيته قال عضو المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة، إن الاعتراض دائما موجود وأنه أصبح من المعتاد في كل المؤسسات.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن قرار التكليف من رئاسة المجلس بشأن منصب رئيس المخابرات، من اختصاص المجلس حسب الاتفاق السياسي.
ويرى عضو الأعلى للدولة أنه العائب سيستلم منصبه دون تداعيات، وأن الأمر مجرد وقت.
من ناحيته قال المحلل السياسي فايز العريبي، إن المليشيات في طرابلس ضد تحويل إدارة المؤسسات إلى عناصر مهنية تتولى قيادتها، وأنه أحد أشكال إعاقة توحيد المؤسسات.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الجانب الأمني هو أحد العناصر الأساسية الهامة للاستقرار، وأن السيد عماد الطرابلسي رئيس الجهاز السابق متورط في عدة قضايا، وأن من مصلحته ومصلحة المليشيات عدم تسليم السلطة لرئيس الجهاز الجديد المكلف من الرئاسي.
وأشار إلى أن الأمر يعد إشارة قوية لسيطرة المليشيات ومحاولة عرقلة كافة المسارات التي يقودها المجلس الرئاسي.
حول تداعيات الخطوة يرى العريبي، إنه حال إصرار المجتمع الدولي على إجراء الانتخابات واستكمال الخطوات، ستحجم المليشيات بفعل الضغط الدولي، ومن ثم سيرغم الطرابلسي على عدم القيام بأي دور.
بعض القرارات بدأ العائب باتخاذها ووقع على بعض القرارات، ما يعني فشل محاولة الطرابلسي بشأن عرقلة عمله.
وفي وقت سابق عين المجلس الرئاسي اللواء حسين محمد خليفة العائب رئيسا لجهاز المخابرات الليبية خلفا لعماد الطرابلسي، الذي عينّه رئيس الحكومة السابقة فايز السراج نهاية العام الماضي.
وعقب قرار تعيين العائب، اقتحمت مليشيات في العاصمة طرابلس مقر فندق "كورثينا" وهو أحد مقرات اجتماعات المجلس الرئاسي.
وبحسب المصادر، فإن الاقتحام الذي قامت به مجموعات من الزاوية جاء في إطار الضغط على المجلس الرئاسي والاعتراض على تعيين حسن العائب، رئيسا للمخابرات.
وأكدت المصادر أن الميليشيات التي اقتحمت المقر لديها علاقات قوية مع عماد الطرابلسي، رئيس الجهاز المقال، والذي كلفه فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق السابقة، نهاية العام الماضي.