https://sputnikarabic.ae/20220829/بعد-إعلان-الصدر-اعتزال-السياسة-أخطر-السيناريوهات-التي-تنتظر-العراق؟-1066986887.html
بعد إعلان الصدر اعتزال السياسة... أخطر السيناريوهات التي تنتظر العراق؟
بعد إعلان الصدر اعتزال السياسة... أخطر السيناريوهات التي تنتظر العراق؟
سبوتنيك عربي
أطلق زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم الاثنين، مفاجأة جديدة من مفاجآته التي لم يكن أحد يتوقعها، بإعلانه اعتزال العمل السياسي وغلق المقرات، الأمر الذي... 29.08.2022, سبوتنيك عربي
2022-08-29T13:54+0000
2022-08-29T13:54+0000
2022-08-29T13:54+0000
تقارير سبوتنيك
https://cdn1.img.sputnikarabic.ae/img/102022/36/1020223609_0:46:1928:1131_1920x0_80_0_0_5d4a46dbfd40c1f6564a2f6f24ed7168.jpg
فماذا يعني إعلان الصدر اعتزال العمل السياسي وغلق المقرات... هل هي مناورة سياسية أم قرار نهائي.. وتأثير ذلك على الأزمة السياسية في العراق؟وتعليقا على هذا القرار المفاجىء، يقول القيادي في الإطار التنسيقي في العراق، الشيخ محمد التميمي، إن "هذه هي لعبة الديمقراطية في العراق والكل أحرار في اتخاذ القرارات السياسية".حرية القراروأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "وبما أن الصدر هو زعيم لقاعدة شعبية وهو لاعب فاعل بالعراق، فبالتالي هو حر في اختيار قراراته السياسية، ولكن نحذر من أن هناك فئات ربما تسعى لاستغلال هذا القرار وتذهب للتصعيد والفوضى، بكل الأحوال فإن حكومة الكاظمي هي المسؤولة عن ضبط الأمن وحفظ المؤسسات وضمان حياة المواطن من الفوضى".مناورة مؤقتةمن جانبه، يقول عضو الميثاق الوطني للتغيير في العراق، عبد القادر النايل، إن "إعلان الصدر هي مناورة سياسية مؤقتة، وهذا يعكس مدى الضغط الإيراني على إعادة إحياء العملية السياسية، مما يعكس ربما تراجع عن التظاهرات بحجة اعتزال السياسية".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "من جهة أخرى فإن ذلك يعد تطور لافت إذا أصر الصدر على عدم مشاركة الأحزاب والمليشيات التي تصدر أنه يريد حكومة لا تشترك فيها أي شخصية وحزب اشترك منذ 2003، ربما أراد أن يبدأ بنفسه، كل هذه التطورات والانفعالات تعكس حجم الخلاف الداخلي والخارجي وهذه الخطوة جاءت بعد إعلان الحائري" مرجع ديني" الذي يقلده الصدر اعتزال العمل الديني، وأوصى باتباع الخامنئي وهو انقلاب على آل الصدر ومرجعيتهم التي لا تؤمن سابقا بولاية الفقيه التي أسسها الخميني والخامنئي، وإعلان الحائري هي ضربة لمقتدى الصدر وخطوة إيرانية لقطع الطريق أمام سعي الصدر لأخذ المرجعية في النجف، وإعادتها إلى آل الصدر بعد اغتيال والده".وتابع النايل أن "قرار الصدر هو إعلان واضح عن شكل المرجعية القادمة التي يراد منها أن تكون تابعة لإيران وليست منفصلة شكليا، لذلك ما تشهده الآن من إعلان الصدر هو انفعال لن يكون هو القرار النهائي في تقديري وقد عاد الصدر عن كثير من القرارات التي أعلنها مسبقا".المواجهة العسكريةوأكد عضو الميثاق الوطني أن "رهان الصدر سيكون على التصعيد في الشارع كرد طبيعي على ضربة الحائري التي وجهها له، مما سينذر بقرب المواجهة العسكرية، لأن المعلومات التي وصلت أن الإطار التنسيقي أكمل تجهيزات مليشياته للانقاض عسكريا على الصدر وأتباعه بعد خطوة الحائري".تغيير قواعد اللعبةبدوره، يرى المحلل السياسي العراقي، عبد الملك الحسيني، أن "هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي، وغلق مقرات تياره السياسي وتجميد عمل الفصائل المسلحة التابعة له، غير أن الاختلاف هذه المرة هو إضافة عبارة بشكل نهائي، إذ أن هذا الأمر يعد جزء من فلسفة يعتمدها السيد مقتدى الصدر في التعاطي مع المشهد السياسي في العراق".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "من وجهة نظري أن هذا الإجراء يعد تغييرا في قواعد اللعبة السياسية بينما ممارسة العمل السياسي لأتباعه سيبقى مستمراً وفق رؤية جديدة".القاعدة الجماهيريةوتابع الحسيني: "هذا بما يخص التعاطي مع العملية السياسية، ولكن هناك شأن آخر لا يمكن إغفاله وهو القاعدة الجماهيرية العريضة التابعة للتيار الصدري والتي تدين بالولاء المطلق لآل الصدر والتي تتحرك ضمن مساحة واسعة جداً في مختلف أنحاء العراق، وهذه تعد قوة ضاربة بيد السيد مقتدى بإمكانها التأثير بشكل كبير على مخرجات العملية السياسية وليس من السهل على السيد مقتدى التخلي عنها أو التفريط بها، أضف إلى ذلك القوة العسكرية المتمثلة بسرايا السلام والمنتشرة في مختلف المحافظات، ولها تواجد نوعي في محافظة صلاح الدين وعلى وجه التحديد قضاء سامراء قرب مرقد الإمام علي الهادي".الظاهرة الصدريةوتعليقا على قرار مقتدى الصدر، يقول مسؤول المكتب السياسي للبديل الثوري للتغيير في العراق، علي عزيز أمين: "لطالما قلنا بأن الظاهرة الصدرية في العراق لا تتعدى كونها ظاهرة غير متزنة بل وفوضوية، ودائما ما سعت للتلاعب بعقول فئة معينة من شريحة مختارة من الشعب".وأضاف أمين في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "الثبات على موقفنا الوطني والقومي فضح هذا التيار بل بات يقينا لشعبنا الأبي العروبي القومي، بأن مقتدى الصدر واتباعه زٌرعوا بالعراق قبل 100 عام تقريبا من قبل بريطانيا لتدمير العراق وحضارته تمهيدا لتصدير الثورة الصدرية إلى بقية أقطار الأمة العربية، تحت غطاء أنها مرجعية عربية، بعد أن قدمها الاعلام الغربي والصهيوني على هذا النحو".الحائري والصدرأما أمين عام الحزب الطليعي الاشتراكي الناصري في العراق، الدكتور عبد الستار الجميلي، فيقول: "من الصعب التكهن بقرارات السيد الصدر، في ظل عدم وجود برنامج سياسي ونظام داخلي محددين ومواقف سياسية ثابتة، لكن في ظني أن السيد الصدر قد استنفذ كل خطوات التصعيد، وما أحدثته من ردود فعل في غالبيتها سلبية، وآخرها موقف السيد الحائري أمس الذي شكك بمتطلبات الاجتهاد والقيادة لدى السيد الصدر شخصيا، لذلك كان موقف الاعتزال تعبيرا عن الإحباط من ردود الفعل السلبية الرسمية والشعبية والدينية، فضلا عن ردود الفعل الأكثر سلبية من أكثر الأطراف الاقليمية والدولية".وأضاف الجميلي في حديثه لـ"سبوتنيك": :كل ما سبق وضع السيد الصدر والتيار بشكل عام في موقف حرج، خصوصا ما تعلق برفع سقف المطالب الخاصة المعلنة دون تحقيق أي منها على أرض الواقع، وبالتالي أثر الاعتزال حتى لو كان بشكل مؤقت أو مناورة لتلافي الإحباط من الفشل في تحقيق المطالب وتراجع سقف التوقعات التي تم البناء عليها حتى من حلفاء الصدر المفترضين، وفي ظني أن رد الفعل القادم للسيد الصدر من هذا الإحباط، قد يتخذ موقفا مضادا للمعلن والعودة إلى الكتلة ذات اللون الطائفي الواحد على غرار انتخابات 2010 وما قبلها".الحالة السياسيةمن جانبها تقول المسؤولة في مركز بابل للدراسات المستقبلية وبناء الاستراتيجيات في العراق، الدكتورة آلاء طارق عبد اللطيف: "في كل مرة تتعقد الحالة السياسية في البلاد بسبب التنافس غير الشريف على تقاسم الغنائم والمناصب وسرقة ثروات العراق بين أطراف النظام السياسي التي نصبها الاحتلال منذ عام 2003 ، وإلى الآن ما بين الفينة والأخرى يطلع علينا الصدر باسطوانة الاعتزال أو غلق المكاتب وغير ذلك، والذي هو عبارة عن تنفيذ لأوامر خارجية في لعبة تبادل الأدوار بين التيار الفاسد والإطار متعدد الولاءات، دون أي اعتبار لمصالح العراق وشعبه الذين يعانون أسوأ الظروف المعاشية والاقتصادية والحرمان من أبسط الحقوق الحياتية كالماء والكهرباء والأمن والأمان".وأضافت عبد اللطيف في حديثها لـ"سبوتنيك" أن "كل الذي يحصل في عراقنا العزيز هو نتيجة حتمية للسياسات الأميركية والصهيونية الحاقدة ليعيثوا ببلاد الرافدين ومنبع الحضارة الإنسانية فسادا ودمارا وخرابا، ليتذكر الجميع أن هذا التيار كان طوق النجاة للنظام أثناء ذروة أحداث أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019".خذلان وإحباطأما المحلل السياسي العراقي، الدكتور رياض الإسماعيلي، فيرى أن "الآليات الديمقراطية التي اتبعها الصدر للضغط على المنظومة السياسية لم تثمر ولن تؤتي أوكلها، وذلك لاتباع الإطار السياسة الفارسية بالمحاولة والمناورة، وأن السيد الصدر غير قادر على المناورة بالمقابل والخداع المحترف، وآخر خطوة أراد اتباعها حسب التسريبات هي صفحة العصيان المدني، وأولها إيقاف عمل المؤسسات النفطية الإنتاجية، لكن يبدو أن الأمر ما يشكله من خطورة قصوى لاصحاب الإرادة بالعراق، وفي ظل الوضع الدولي الراهن وأزمة الوقود نتيجة العملية العسكرية الروسية الخاصة،كما أن قدوم فصل الشتاء جعل الضغوط التي تمارس على الصدر عائقا أمام ما يريده، إضافة لعدم استجابة قطاعات الشعب الأخرى رغم الدعوات المتكررة، ما أصابه ببعض الإحباط والخذلان".مناورات جديدةوأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "هناك أمر هام تزامن كذلك هو موقف المرجع الأعلى للتيار وهو استقالة الحائري، وربط مرجعيته بعلي خامنئي وهى إشارة واضحة لتغييب دور النجف بالقيادة، وإعطاء الدور لـ"قم وطهران" بلعب الأدوار الدينية والفقهية مستقبلا ونزع الشرعية عن ثورة عاشوراء الصدرية، ولكن المرجح ان الصدر بدأ صفحة جديدة، وهي إعطاء الإشارة لاتباعه بمناورات جديدة من داخل الخضراء وأوامر خفية من مكتبه حتى تتحول التظاهرة إلى شعبية، وليست صدرية لتكتسب شرعيتها من المجتمع الدولي ولزج الإطار بارتكاب حماقات أخرى لإشعال الفتيل".نوع من الفوضىأما الأكاديمي والباحث العراقي، الدكتور شاكر كتاب، فيقول: "من المؤكد أن الجميع كان يتوقع خطوة من هذا القبيل يقوم بها الصدر، وأنا لا استبعد نوعا من الفوضى ستقع في شوارع بغداد ومناطق التواجد الشيعي".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "علينا أن نكون على يقين من أن الاطار التنسيقي سيتحرك فورا لملء الفراغ وإحلال قواته وجماهيره محل التيار الصدري، وبالتالي ستخلو الساحة لهم وسيقومون بتشكيل الحكومة التي يريدونها بعد ان يدعون لجلسة سريعة طارئة لمجلس النواب، لكن المشكلة أن السياق الدستوري يقتضي أولا حسم قضية المرشح لمنصب رئاسة الجمهورية الذي ينبغي على الكرد الاتفاق عليه أولا، وهكذا سنبقى فترة أخرى غير معلومة الأمد بدون مؤسسات دولة مستقرة، من جانب آخر ترك الجماهير المحتجة في حالة غير طبيعية بدون قيادة يعني تعرضها لما قد يعرضها للأذى ومواجهات مع أطراف ترغب في الانتقام".ثورة تشرينوتقول عضو الأمانة العامة لتجمع وحدة العراق، الدكتورة رنا علوان، لـ"سبوتنيك": "يجب على ناشطي حراك تشرين تسمية قيادة وطنية موثوقة تأخذ على عاتقها رسم خارطة طريق وطنية جديدة بعد اعتزال التيار الصدري، وتأخذ بعين الاعتبار تنفيذ شعارات وأهداف الثورة رفعها الثوار عام 2019 وكذلك متطلبات المرحلة الحرجة التي يمر فيها العراق".واقتحم العشرات من أنصار رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، المنطقة الخضراء في بغداد، اليوم الاثنين بعد وقت قصير من إعلانه اعتزال السياسة، واستخدمت الشرطة خراطيم المياه ضد المتظاهرين الذين اقتحموا المنطقة الخضراء حيث يقع المبنى الحكومي والسفارات الأجنبية.وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أعلن زعيم التيار الصدري العراقي، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي نهائيا، وإغلاق جميع المؤسسات الصدرية إلا "المرقد الشريف" وهيئة تراث آل الصدر.وقال الصدر في بيان نشره على "تويتر": "يظن الكثيرون بما فيهم السيد الحائري أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم، كلا، إن ذلك بفضل ربي أولا ومن فيوضات السيد الوالد قدس سره، الذي لم يتخل عن العراق وشعبه".وتابع: "أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر والكلُّ في حِلٍ منّي، وإن مت أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء".وجاء بيان اعتزال الصدر بعد أن انتهت مهلة الـ72 ساعة التي منحها يوم الجمعة الماضي، إلى المحكمة العليا لحل البرلمان، وبعد تقديم رئيس الكتلة النيابية الصدرية طلبا رسميا بهذا الشأن.ويستبق إعلان الصدر اعتزاله السياسة، قرارا مهما من القضاء العراقي، ينتظر غدا الثلاثاء، بشأن إمكانية حل البرلمان.وكان التيار الصدري طالب خلال خطبة الجمعة الماضية، وللمرة الثانية على التوالي في أقل من شهر من القضاء العراقي حل البرلمان، للتمهيد إلى إجراء انتخابات نيابية جديدة تسهل الطريق لحل الأزمة التي استعرت منذ يوليو/تموز الماضي، بين الصدر وخصومه في الإطار التنسيقي.
https://sputnikarabic.ae/20220829/مقتدى-الصدر-يعلن-اعتزاله-العمل-السياسي-بشكل-نهائي-1066971309.html
https://sputnikarabic.ae/20220829/قيادة-العمليات-المشتركة-العراقية-تعلن-حظر-التجول-الشامل-في-بغداد-1066979053.html
https://sputnikarabic.ae/20220829/العراق-أنصار-الصدر-يقاومون-لهيب-الحر-بالقفز-داخل-مسبح-القصر-الجمهوري-فيديو-1066983537.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
https://cdn1.img.sputnikarabic.ae/img/102022/36/1020223609_215:0:1928:1285_1920x0_80_0_0_e8db8aa7d117f5f972786e2fd7bbc314.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
تقارير سبوتنيك
بعد إعلان الصدر اعتزال السياسة... أخطر السيناريوهات التي تنتظر العراق؟
أطلق زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم الاثنين، مفاجأة جديدة من مفاجآته التي لم يكن أحد يتوقعها، بإعلانه اعتزال العمل السياسي وغلق المقرات، الأمر الذي يعني دخول البلاد في سيناريوهات سياسية جديدة، وربما لا يكون قرار الصدر آخر خطواته في المشهد الراهن، كما حدث عقب الانسحاب من البرلمان.
فماذا يعني إعلان الصدر اعتزال العمل السياسي وغلق المقرات... هل هي مناورة سياسية أم قرار نهائي.. وتأثير ذلك على الأزمة السياسية في العراق؟
وتعليقا على هذا القرار المفاجىء، يقول القيادي في الإطار التنسيقي في العراق، الشيخ محمد التميمي، إن "هذه هي لعبة الديمقراطية في العراق والكل أحرار في اتخاذ القرارات السياسية".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "وبما أن الصدر هو زعيم لقاعدة شعبية وهو لاعب فاعل بالعراق، فبالتالي هو حر في اختيار قراراته السياسية، ولكن نحذر من أن هناك فئات ربما تسعى لاستغلال هذا القرار وتذهب للتصعيد والفوضى، بكل الأحوال فإن حكومة الكاظمي هي المسؤولة عن ضبط الأمن وحفظ المؤسسات وضمان حياة المواطن من الفوضى".
من جانبه، يقول عضو الميثاق الوطني للتغيير في العراق، عبد القادر النايل، إن "إعلان الصدر هي مناورة سياسية مؤقتة، وهذا يعكس مدى الضغط الإيراني على إعادة إحياء العملية السياسية، مما يعكس ربما تراجع عن التظاهرات بحجة اعتزال السياسية".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "من جهة أخرى فإن ذلك يعد تطور لافت إذا أصر الصدر على عدم مشاركة الأحزاب والمليشيات التي تصدر أنه يريد حكومة لا تشترك فيها أي شخصية وحزب اشترك منذ 2003، ربما أراد أن يبدأ بنفسه، كل هذه التطورات والانفعالات تعكس حجم الخلاف الداخلي والخارجي وهذه الخطوة جاءت بعد إعلان الحائري" مرجع ديني" الذي يقلده الصدر اعتزال العمل الديني، وأوصى باتباع الخامنئي وهو انقلاب على آل الصدر ومرجعيتهم التي لا تؤمن سابقا بولاية الفقيه التي أسسها الخميني والخامنئي، وإعلان الحائري هي ضربة لمقتدى الصدر وخطوة إيرانية لقطع الطريق أمام سعي الصدر لأخذ المرجعية في النجف، وإعادتها إلى آل الصدر بعد اغتيال والده".
وتابع النايل أن "قرار الصدر هو إعلان واضح عن شكل المرجعية القادمة التي يراد منها أن تكون تابعة لإيران وليست منفصلة شكليا، لذلك ما تشهده الآن من إعلان الصدر هو انفعال لن يكون هو القرار النهائي في تقديري وقد عاد الصدر عن كثير من القرارات التي أعلنها مسبقا".
وأكد عضو الميثاق الوطني أن "رهان الصدر سيكون على التصعيد في الشارع كرد طبيعي على ضربة الحائري التي وجهها له، مما سينذر بقرب المواجهة العسكرية، لأن المعلومات التي وصلت أن الإطار التنسيقي أكمل تجهيزات مليشياته للانقاض عسكريا على الصدر وأتباعه بعد خطوة الحائري".
بدوره، يرى المحلل السياسي العراقي، عبد الملك الحسيني، أن "هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي، وغلق مقرات تياره السياسي وتجميد عمل الفصائل المسلحة التابعة له، غير أن الاختلاف هذه المرة هو إضافة عبارة بشكل نهائي، إذ أن هذا الأمر يعد جزء من فلسفة يعتمدها السيد مقتدى الصدر في التعاطي مع المشهد السياسي في العراق".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "من وجهة نظري أن هذا الإجراء يعد تغييرا في قواعد اللعبة السياسية بينما ممارسة العمل السياسي لأتباعه سيبقى مستمراً وفق رؤية جديدة".
وتابع الحسيني: "هذا بما يخص التعاطي مع العملية السياسية، ولكن هناك شأن آخر لا يمكن إغفاله وهو القاعدة الجماهيرية العريضة التابعة للتيار الصدري والتي تدين بالولاء المطلق لآل الصدر والتي تتحرك ضمن مساحة واسعة جداً في مختلف أنحاء العراق، وهذه تعد قوة ضاربة بيد السيد مقتدى بإمكانها التأثير بشكل كبير على مخرجات العملية السياسية وليس من السهل على السيد مقتدى التخلي عنها أو التفريط بها، أضف إلى ذلك القوة العسكرية المتمثلة بسرايا السلام والمنتشرة في مختلف المحافظات، ولها تواجد نوعي في محافظة صلاح الدين وعلى وجه التحديد قضاء سامراء قرب مرقد الإمام علي الهادي".
واستطرد: "ما ينتظره العراقيون من تداعيات إعلان مقتدى الصدر انسحابه من العملية السياسية بشكل نهائي، سيكون من خلال رد جماهير التيار وربما سيكون هناك ارتداد عكسي وتصعيد جماهيري خطير".
وتعليقا على قرار مقتدى الصدر، يقول مسؤول المكتب السياسي للبديل الثوري للتغيير في العراق، علي عزيز أمين: "لطالما قلنا بأن الظاهرة الصدرية في العراق لا تتعدى كونها ظاهرة غير متزنة بل وفوضوية، ودائما ما سعت للتلاعب بعقول فئة معينة من شريحة مختارة من الشعب".
وأضاف أمين في حديثه لـ"
سبوتنيك" أن "الثبات على موقفنا الوطني والقومي فضح هذا التيار بل بات يقينا لشعبنا الأبي العروبي القومي، بأن مقتدى الصدر واتباعه زٌرعوا بالعراق قبل 100 عام تقريبا من قبل بريطانيا لتدمير العراق وحضارته تمهيدا لتصدير الثورة الصدرية إلى بقية أقطار الأمة العربية، تحت غطاء أنها مرجعية عربية، بعد أن قدمها الاعلام الغربي والصهيوني على هذا النحو".
أما أمين عام الحزب الطليعي الاشتراكي الناصري في العراق، الدكتور عبد الستار الجميلي، فيقول: "من الصعب التكهن بقرارات السيد الصدر، في ظل عدم وجود برنامج سياسي ونظام داخلي محددين ومواقف سياسية ثابتة، لكن في ظني أن السيد الصدر قد استنفذ كل خطوات التصعيد، وما أحدثته من ردود فعل في غالبيتها سلبية، وآخرها موقف السيد الحائري أمس الذي شكك بمتطلبات الاجتهاد والقيادة لدى السيد الصدر شخصيا، لذلك كان موقف الاعتزال تعبيرا عن الإحباط من ردود الفعل السلبية الرسمية والشعبية والدينية، فضلا عن ردود الفعل الأكثر سلبية من أكثر الأطراف الاقليمية والدولية".
وأضاف الجميلي في حديثه لـ"
سبوتنيك": :كل ما سبق وضع السيد الصدر والتيار بشكل عام في موقف حرج، خصوصا ما تعلق برفع سقف المطالب الخاصة المعلنة دون تحقيق أي منها على أرض الواقع، وبالتالي أثر الاعتزال حتى لو كان بشكل مؤقت أو مناورة لتلافي الإحباط من الفشل في تحقيق المطالب وتراجع سقف التوقعات التي تم البناء عليها حتى من حلفاء الصدر المفترضين، وفي ظني أن رد الفعل القادم للسيد الصدر من هذا الإحباط، قد يتخذ موقفا مضادا للمعلن والعودة إلى الكتلة ذات اللون الطائفي الواحد على غرار انتخابات 2010 وما قبلها".
من جانبها تقول المسؤولة في مركز بابل للدراسات المستقبلية وبناء الاستراتيجيات في العراق، الدكتورة آلاء طارق عبد اللطيف: "في كل مرة تتعقد الحالة السياسية في البلاد بسبب التنافس غير الشريف على تقاسم الغنائم والمناصب وسرقة ثروات العراق بين أطراف النظام السياسي التي نصبها الاحتلال منذ عام 2003 ، وإلى الآن ما بين الفينة والأخرى يطلع علينا الصدر باسطوانة الاعتزال أو غلق المكاتب وغير ذلك، والذي هو عبارة عن تنفيذ لأوامر خارجية في لعبة تبادل الأدوار بين التيار الفاسد والإطار متعدد الولاءات، دون أي اعتبار لمصالح العراق وشعبه الذين يعانون أسوأ الظروف المعاشية والاقتصادية والحرمان من أبسط الحقوق الحياتية كالماء والكهرباء والأمن والأمان".
وأضافت عبد اللطيف في حديثها لـ"
سبوتنيك" أن "كل الذي يحصل في عراقنا العزيز هو نتيجة حتمية للسياسات الأميركية والصهيونية الحاقدة ليعيثوا ببلاد الرافدين ومنبع الحضارة الإنسانية فسادا ودمارا وخرابا، ليتذكر الجميع أن هذا التيار كان طوق النجاة للنظام أثناء ذروة أحداث أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019".
أما المحلل السياسي العراقي، الدكتور رياض الإسماعيلي، فيرى أن "الآليات الديمقراطية التي اتبعها الصدر للضغط على المنظومة السياسية لم تثمر ولن تؤتي أوكلها، وذلك لاتباع الإطار السياسة الفارسية بالمحاولة والمناورة، وأن السيد الصدر غير قادر على المناورة بالمقابل والخداع المحترف، وآخر خطوة أراد اتباعها حسب التسريبات هي صفحة العصيان المدني، وأولها إيقاف عمل المؤسسات النفطية الإنتاجية، لكن يبدو أن الأمر ما يشكله من خطورة قصوى لاصحاب الإرادة بالعراق، وفي ظل الوضع الدولي الراهن وأزمة الوقود نتيجة العملية العسكرية الروسية الخاصة،كما أن قدوم فصل الشتاء جعل الضغوط التي تمارس على الصدر عائقا أمام ما يريده، إضافة لعدم استجابة قطاعات الشعب الأخرى رغم الدعوات المتكررة، ما أصابه ببعض الإحباط والخذلان".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "هناك أمر هام تزامن كذلك هو موقف المرجع الأعلى للتيار وهو استقالة الحائري، وربط مرجعيته بعلي خامنئي وهى إشارة واضحة لتغييب دور النجف بالقيادة، وإعطاء الدور لـ"قم وطهران" بلعب الأدوار الدينية والفقهية مستقبلا ونزع الشرعية عن ثورة عاشوراء الصدرية، ولكن المرجح ان الصدر بدأ صفحة جديدة، وهي إعطاء الإشارة لاتباعه بمناورات جديدة من داخل الخضراء وأوامر خفية من مكتبه حتى تتحول التظاهرة إلى شعبية، وليست صدرية لتكتسب شرعيتها من المجتمع الدولي ولزج الإطار بارتكاب حماقات أخرى لإشعال الفتيل".
أما الأكاديمي والباحث العراقي، الدكتور شاكر كتاب، فيقول: "من المؤكد أن الجميع كان يتوقع خطوة من هذا القبيل يقوم بها الصدر، وأنا لا استبعد نوعا من الفوضى ستقع في شوارع بغداد ومناطق التواجد الشيعي".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "علينا أن نكون على يقين من أن الاطار التنسيقي سيتحرك فورا لملء الفراغ وإحلال قواته وجماهيره محل التيار الصدري، وبالتالي ستخلو الساحة لهم وسيقومون بتشكيل الحكومة التي يريدونها بعد ان يدعون لجلسة سريعة طارئة لمجلس النواب، لكن المشكلة أن السياق الدستوري يقتضي أولا حسم قضية المرشح لمنصب رئاسة الجمهورية الذي ينبغي على الكرد الاتفاق عليه أولا، وهكذا سنبقى فترة أخرى غير معلومة الأمد بدون مؤسسات دولة مستقرة، من جانب آخر ترك الجماهير المحتجة في حالة غير طبيعية بدون قيادة يعني تعرضها لما قد يعرضها للأذى ومواجهات مع أطراف ترغب في الانتقام".
وقال كتاب: "جلَّ ما أخشاه أن تتعرض بغداد وبعض المحافظات لفوضى التخريب واللصوصية من قبل ضعاف النفوس المتربصين بالأوضاع لغرض استغلالها".
وتقول عضو الأمانة العامة لتجمع وحدة العراق، الدكتورة رنا علوان، لـ"
سبوتنيك": "يجب على ناشطي حراك تشرين تسمية قيادة وطنية موثوقة تأخذ على عاتقها رسم خارطة طريق وطنية جديدة بعد اعتزال التيار الصدري، وتأخذ بعين الاعتبار تنفيذ شعارات وأهداف الثورة رفعها الثوار عام 2019 وكذلك متطلبات المرحلة الحرجة التي يمر فيها العراق".
واقتحم العشرات من أنصار رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، المنطقة الخضراء في بغداد، اليوم الاثنين بعد وقت قصير من إعلانه اعتزال السياسة، واستخدمت الشرطة خراطيم المياه ضد المتظاهرين الذين اقتحموا المنطقة الخضراء حيث يقع المبنى الحكومي والسفارات الأجنبية.
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أعلن زعيم التيار الصدري العراقي، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي نهائيا، وإغلاق جميع المؤسسات الصدرية إلا "المرقد الشريف" وهيئة تراث آل الصدر.
وقال الصدر في بيان نشره على "تويتر": "يظن الكثيرون بما فيهم السيد الحائري أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم، كلا، إن ذلك بفضل ربي أولا ومن فيوضات السيد الوالد قدس سره، الذي لم يتخل عن العراق وشعبه".
وتابع: "أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر والكلُّ في حِلٍ منّي، وإن مت أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء".
وجاء بيان اعتزال الصدر بعد أن انتهت مهلة الـ72 ساعة التي منحها يوم الجمعة الماضي، إلى المحكمة العليا لحل البرلمان، وبعد تقديم رئيس الكتلة النيابية الصدرية طلبا رسميا بهذا الشأن.
ويستبق إعلان الصدر اعتزاله السياسة، قرارا مهما من القضاء العراقي، ينتظر غدا الثلاثاء، بشأن إمكانية حل البرلمان.
وكان التيار الصدري طالب خلال خطبة الجمعة الماضية، وللمرة الثانية على التوالي في أقل من شهر من القضاء العراقي حل البرلمان، للتمهيد إلى إجراء انتخابات نيابية جديدة تسهل الطريق لحل الأزمة التي استعرت منذ يوليو/تموز الماضي، بين الصدر وخصومه في الإطار التنسيقي.