بداية انهيار القطاع الصحي في غزة مع خروج 8 مستشفيات من الخدمة ورفض دخول الوقود
بداية إنهيار القطاع الصحي في غزة مع خروج 8 مستشفيات عن الخدمة واستمرار القصف الإسرائيلي ورفض دخول الوقود
تابعنا عبر
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية انهيار القطاع الصحي في غزة، في ظل النقص الكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأكدت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، أن قطاع الصحة منهار تماما، وأدوية السرطان وغسيل الكلى قد نفذت بالكامل، إضافة إلى عدم توفر الوقود للمولدات مع استمرار انقطاع التيار الكهرباء، مشيرة إلى أنه رغم دخول سبع وخمسين شاحنة إغاثية إلى قطاع غزة حتى الآن، لكن تلك المساعدات تُعتبر "قطرة في محيط الحاجات الهائلة في غزة".
وأطلقت الوزيرة صرخة، معلنةً نفاد أدوية مرضى السرطان وغسيل الكلى، مضيفةً: "تمّ تخفيض ساعات الغسيل الى ساعتين بدل أربع، بسبب النقص الكبير في الأدوية".
كما تحدثت الوزيرة عن أعداد هائلة من الجرحى على أبواب المستشفيات وفي الممرات، وأكدت أن الطواقم الطبية مستنفرة ولم تترك المستشفيات، لكنها غير قادرة على تقديم الخدمات اللازمة، مطالبةً بضرورة تأمين ممرات آمنة لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية المفقودة من القطاع، إضافة الى تأمين عبور الوفود الطبية لمساندة الأطباء الموجودين في غزة.
وفي حين أكدت الوزيرة أن الاتصالات قائمة على أكثر من خط مع المؤسسات الأممية والمنظمات الدولية، لفتت إلى أن الضفة الغربية تشهد "مجازر بشرية" على غرار غزة، وإن كانت بوتيرة أدنى، وسط حملات اعتقال بحق الفلسطينيين.
وقال بشار مراد مدير عام الهلال الأحمر من غزة، إن "دولة الاحتلال قسمت غزة إلى جزأين والمساعدات تدخل من معبر رفح إلى جنوب غزة فقط لكن لم تصل أي مساعدات إلى شمال غزة".
وأشار مراد إلى أن هناك عشرات الآلاف من المواطنين نزحوا إلى أقاربهم في الجنوب، إلا أن المساعدات لا تكفي لكي تصل إلى جميع من هاجر الى المناطق الجنوبية.
وأضاف مدير عام الهلال الأحمر أن "هناك تنسيق بين الهلال الأحمر الفلسطيني ونظيره الهلال المصري لكي تصل المساعدات عبر معبر رفح ويتم نقل المواد على شاحنات فلسطينية تابعة لوكالة الأونروا والتي تأخذها إلى المخازن في دير البلح ثم تبدأ في توزيعها، وهناك شحنات تم إرجاعها من دولة الاحتلال ولم تسمح بدخولها القطاع مثل أسطوانات الأكسجين رغم الحاجة الشديدة إلى هذه الأسطوانات".
من جانبها قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، إن ما يقرب من 600 ألف فلسطيني نزحوا داخل غزة ويقيمون في 150 منشأة تابعة لها. وأضافت أن 40 على الأقل من منشآتها تأثرت بسبب الحرب.
وتابعت الوكالة أن ملاجئها تستوعب أربعة أضعاف طاقتها وينام الكثير من الأشخاص في الشوارع نظرا لازدحام المنشآت القائمة حاليا.
وكثف الجيش الإسرائيلي قصفه لجنوب غزة بعد أحد أكثر الأيام دموية للفلسطينيين منذ اندلاع الصراع، فيما دعا قادة العالم إلى وقف القتال للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أنها ستوقف عملياتها في غزة، مساء الأربعاء، بسبب نقص الوقود.
وقالت وكالات الأمم المتحدة إنها تنشد السماح بدخول مساعدات الطوارئ إلى غزة دون عوائق، قائلةً إن هناك حاجة إلى أكثر من 20 مرة من المساعدات الحالية لدعم سكان القطاع الضيق البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وسط دمار واسع النطاق نتيجة ضربات الغارات الجوية الإسرائيلية.
وقالت إيمان الطرابلسي المتحدثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر إن المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة غير كافية حتى الآن، كما أن المساعدات وحدها لا تكفي لأن عمال الإغاثة والجهات الفاعلة يحتاجون إلى توافر الظروف المناسبة لنقل هذه المساعدات إلى المواطنين داخل غزة وذلك يتطلب هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار لأنه لا يمكن لأحد أن يتحرك وسط هذا القصف المستمر دون توقف.
وأضافت الطرابلسي أن زملاءها في الصليب الأحمر يصفون أوضاعا مرعبة في عدم قدرة المواطنين على الحصول على أبسط الاحتياجات من مياه أو طعام من ملجأ آمن أو مواد طبية، والناس يصطفون بالساعات للحصول على بعض الخبر أمام الأفران ومنهم من يعود دون الحصول على بعض الأرغفة لأسرته.
وأكدت الطرابلسي أن قطاع الصحة على مشارف الانهيار التام، البقية التي لا تزال تعمل في ظروف شبه مستحيلة مع غياب الإمدادات الطبية من أدوية ومستلزمات وكل ما تحتاجه الطواقم الطبية، وغرف العمليات لا تغلق أبدا.
على صعيد آخر، علقت وزارة الخارجية الفلسطينية على الهجوم الإسرائيلي على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعد تصريحاته في مجلس الأمن.
وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، إن ذلك "محاولة إسرائيلية جديدة لتحييد دور الأمين العام بصفته القانونية ومهمته المتوافقة مع المعايير الدولية، في التحرك لوقف الحرب وتهجير الشعب الفلسطيني.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في وقت سابق اليوم، إن "حديث غوتيريش مثير للغضب والدهشة ووصمة عار عليه وعلى الأمم المتحدة"، معتبرة أن "كلماته تعكس موقفا متحيزا ومشوها تجاه إسرائيل وتبرر الإرهاب البشع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري".
ورأى البيان الإسرائيلي أن "على غوتيريش التراجع عن كلماته والاعتذار بعد أن ألحق الأذى بملايين الإسرائيليين"، حسب وصفه البيان.
يأتي ذلك بعدما ألغى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، اجتماعا كان مقررا في نيويورك مع غوتيريش.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش انتقد بشدة في وقت سابق الهجمات الانتقامية الإسرائيلية على غزة. وقال غوتيريش، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي في نيويورك، إن "حماية المدنيين لا تعني إصدار الأوامر لأكثر من مليون شخص بإخلاء منازلهم والاتجاه جنوبا، حيث لا يوجد مأوى ولا غذاء ولا مياه ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه".
في السياق نفسه، اعترف المسؤول الأمريكي البارز جوش بول، في مقال نشرته وسائل إعلام أمريكية أن أسباب استقالته من منصبه في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية، الأسبوع الماضي ترجع إلى عدم رغبة الوزارة في مناقشة الأضرار التي تلحقها الأسلحة الأمريكية المقدمة إلى إسرائيل بالمدنيين، وخص بالذكر ذخائر جو – أرض، ولفت إلى أنه "كان هناك توجه واضح بضرورة التحرك بأسرع ما يمكن لتلبية طلبات تل أبيب في ظل ضغط من الكونغرس".
وأكد بول أن عدم وجود رغبة في إجراء مراجعة يدل على التزام الولايات المتحدة بسياسة تؤدي إلى طريق مسدود، واستعدادها للتخلي عن قيمها، وغض الطرف عن معاناة الملايين في غزة.
وقال بول إن الأسلحة الأمريكية المقدمة لإسرائيل، وخاصة الذخائر جو- أرض، تشكل خطراً واضحاً، وستلحق أضراراً بالمدنيين، وتنتهك حقوق الإنسان، ولكن الوزارة كانت مصرة للغاية على تجنب أي نقاش حول هذا الخطر، ومنعت إصدار بيان حول إرشادات الاستجابة لحوادث الأضرار المدنية.
وقال كارم نشوان المحامي والحقوقي إنه "لأول مرة في إطار القانون الدولي يسمع العالم إن من حق المحتل أن يدافع عن نفسه بينما الشعب المحتل لا يمكنه الدفاع عن نفسه، ويقف مع هذا الأمر الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية جميعا، ولذلك عندما حاول المندوب الروسي التقدم بمشروع لوقف هذه الحرب قامت الدول الغربية والولايات المتحدة بالاعتراض على القرار، وهكذا أصبحت هذه الدول مشاركة في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة".
وأضاف نشوان إأنه لا بد من السعي للعمل على نظام عالمي جديد لا يتحكم فيه الغرب، ومن المؤكد أنه بعد انتهاء هذه الحرب سوف يكون هناك ملفات واضحة لإقامة قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية، وقد اتضح مؤخرا أن هذه المؤسسات الدولية مازالت تحظى باستقلالية وهو ما ظهر في تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة ضد الاحتلال وأيضا ما ظهر في تصريحات منظمة الصحة العالمية. وأكد نشوان أن المعركة القضائية سوف تبدأ مباشرة بعد توقف هذه الحرب.
