https://sputnikarabic.ae/20240104/وزير-الإعلام-السوري-السابق-يكشف-لـسبوتنيك-أهداف-اغتيال-العاروري-ودور-واشنطن-1084704010.html
وزير الإعلام السوري السابق يكشف لـ"سبوتنيك" أهداف اغتيال العاروري ودور واشنطن
وزير الإعلام السوري السابق يكشف لـ"سبوتنيك" أهداف اغتيال العاروري ودور واشنطن
سبوتنيك عربي
قال وزير الإعلام السوري السابق عماد سارة، إن الانتهاكات الإسرائيلية ما هي إلا محاولة لرفع معنويات ما تبقى من المجموعات الإرهابية في سوريا. 04.01.2024, سبوتنيك عربي
2024-01-04T15:09+0000
2024-01-04T15:09+0000
2024-01-04T15:09+0000
العالم العربي
حصري
حوارات
أخبار سوريا اليوم
إسرائيل
غزة
لبنان
الولايات المتحدة الأمريكية
https://cdn1.img.sputnikarabic.ae/img/07e8/01/04/1084704499_0:0:1278:719_1920x0_80_0_0_0fa6a214555263a9b825a236a30c838c.jpg
وأضاف، في حواره مع "سبوتنيك"، أن "الجماعات الإرهابية بما فيها "داعش" (المحظور في روسيا)، مدعومة أمريكيا والتي تصرح ليل نهار بأن تواجدها في شمال شرق سوريا ما هو إلا للقضاء على فلول "داعش"، في حين أن واشنطن وإسرائيل تدعمان التنظيمات الإرهابية، وتعملان على تفخيخ أي حل سياسي يمكن أن يتوصل إليه السوريين مع بعضهم البعض".وحذر الوزير السوري السابق من أن إسرائيل قد تكرر حادثة اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، وأنها ماضية في انتهاك كافة الأعراف والقوانين الدولية دون رادع.إلى نص الحوار:بداية... كيف ترى الخطوة التي قامت بها إسرائيل في لبنان باغتيال نائب رئيس حركة حماس؟ما قامت به إسرائيل في لبنان يأتي في إطار العربدة والغطرسة الإسرائيلية أو بمعنى آخر هو إرهاب دولة منظم تمارسه إسرائيل في ظل غياب القانون الدولي، الذي تحول إلى أداة طيعة في أيدي الحليف الأمريكي المصادق والمدافع عن الجرائم الإسرائيلية.بالطبع أرادت إسرائيل من عملية الاغتيال تحقيق هدفين، الأول توسيع قواعد الاشتباك وجر "حزب الله" اللبناني والمقاومة بشكل عام إلى حرب مفتوحة، وبالتالي جر الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الحرب، الأمر الذي ينعكس إيجابا على إسرائيل ونتنياهو المأزوم داخليا وخارجيا.أما الهدف الثاني هو محاولة جذب الأنظار بعيدا عن جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، ومحاولة إيهام الداخل الإسرائيلي بانتصار مزعوم باستهداف أحد قيادات المقاومة في الخارج، بعد أن فشلت في تحقيق أي من وعودها في غزة، سواء القضاء على حماس أو تحرير الأسرى.واعتقد أن المقاومة التي نجحت في استفزاز إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة من خلال الالتزام بقواعد الاشتباك، كما أنها ستعمل اليوم على تحليل ودراسة عملية اغتيال العاروري، ليكون الرد موجعا دون أن يكون له منعكس سلبي على شعبيتها، أي أن المقاومة لن تقع في الفخ الإسرائيلي والتحريض الإعلامي الذي يحاول تصوير العملية بأنها استهداف لكرامة وشرف "حزب الله"، كون العملية وقعت في الضاحية الجنوبية التي لها رمزية أمنية، وبالتالي دفع الحزب لاتخاذ قرارات متسرعة، بل سيتم وضع أسوأ السيناريوهات ليبني عليها ردة الفعل وهذا أمر طبيعي في علم السياسة.هل ترى أن إسرائيل يمكن أن تقبل على خطوة مماثلة في أي من الدول الأخرى؟إرهاب إسرائيل لا حدود له ولا رادع له، لا أخلاقي ولا قانوني، وبالتالي إمكانية توسيع مساحته أمر وارد، حتى لو كان خارج الرغبة الأمريكية، فكما يعلم الجميع أمريكا ترفض توسيع نطاق الحرب، ولذلك أرسلت منذ اللحظات الأولى حاملات الطائرات إلى المنطقة في محاولة لردع المقاومة، كما أن إعلان أمريكا أنها لم تكن على علم باغتيال العاروري إلا أثناء تنفيذ العملية، ما هي إلا محاولة للتنصل ليس لأنها لا تريد اغتياله فالعاروري موضوع على قائمة الإرهاب الأمريكية وهي تضع 5 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكانه، إلا أن أمريكا تعترض على التوقيت أي أنها ترفض الانجرار إلى حرب موسعة. وتوسع إسرائيل في استهداف قيادات المقاومة في الخارج أمر وارد، وعلى قيادات المقاومة أينما وجدوا أخذ الحذر.كيف تقيّم رد الفعل العربي تجاه ما تقوم به إسرائيل؟الردود العربية متباينة وأحسنها لا يلبي تطلعات الشارع العربي الذي يطالب حكوماته باتخاذ موقف موحد لوقف القتل بحق المدنيين في غزة، لوقف المجازر اليومية التي ترتكب بحق الأطفال والنساء، ولوقف حرب الإبادة التي تمارس على مرأى ومسمع العالم أجمع، فلا يزال الموقف الرسمي العربي يفتقر لقرار يشعر الإسرائيليين بأن ما تقوم به بحق الفلسطينيين له ثمن غال جدا، وربما لهذا السبب تمعن إسرائيل في قتل المدنيين.بشأن الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي السورية ما تعليقكم على الأمر وما تداعياته؟الجميع يعلم أن ما تقوم به إسرائيل من انتهاك للأراضي السورية، يخالف القانون والأعراف الدولية ولكن كما قلنا سابقا، لا رادع للعربدة الإسرائيلية فهي لا تقيم وزنا للمجتمع الدولي ولا القانون الدولي، حتى أن البعض يسأل عن جدوى المؤسسات والمنظمات الدولية التي تحولت لدمية بيد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.ويجب التنويه أن الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية أصبحت واضحة للعيان بعد أن تمكن الجيش العربي السوري من القضاء على المجموعات الإرهابية المدعومة من المنظومة الإرهابية، التي تعتبر إسرائيل أحد أدواتها والتي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية.بمعنى آخر عندما تم القضاء على الوكيل أي الإرهابيين ظهر الممول والداعم وهو الإسرائيلي وبدأ بانتهاكه واستهدافه المباشر للأراضي السورية والهدف طبعا هو استنزاف سورية، ومنعها من استعادة مكانتها وقوتها.البعض يغمز عبر الإعلام بأن الرد السوري على الاعتداءات الإسرائيلية ليس بالمستوى المطلوب، وهذا أمر طبيعي بعد 13 سنة من الحرب على سورية، شاركت فيها عشرات الدول الداعمة للإرهاب وآلاف المرتزقة الذين استهدفوا كل البنى التحتية في سورية، كما استهدفوا قواعد الدفاع الجوي، ولكن قبل السؤال عن الرد السوري نسأل عن رد مؤسسات المجتمع الدولي من الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، فهذه المؤسسات إلى اليوم لم تجرؤ على إدانة أو حتى شجب الاعتداءات.وعلى كل حال، فإن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية لن تؤثر بحدوث تحولات استراتيجية، إلا أنها مزعجة والهدف منها استنزاف الجيش العربي السوري وإبقائه تحت الضغط.كما أن الوقائع تؤكد أن الصراع السياسي، ما هو إلا سجال ويتطلب شيء من المرونة والذكاء والحكمة من أجل معالجة الأمور المعقدة، وهذا ما تميزت به القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، الذي نجح في فضح مكر العدو وأسقط كل رهاناته، كما استطاع تفكيك المؤامرة التي تعرضت لها سورية والتي هدفت لتمزيقها وتقسيمها وتحويلها لدولة فاشلة.وبعد الانتصارات الميدانية العسكرية والأمنية التي حققها الجيش العربي السوري بدعم الصديق الروسي والحليف الإيراني اليوم تخوض سوريا حروبا اقتصادية وإعلامية ودينية.هذه الحروب تقودها الولايات المتحدة عبر أدواتها ومنها العدو الإسرائيلي، ولكن كما انتصرت سوريا عسكريا ستنتصر في بقية الحروب التي تمارس عليها، ويمكن القول إن الانتهاكات الإسرائيلية ما هي إلا محاولة لرفع معنويات ما تبقى من المجموعات الإرهابية في سورية، المدعومة أيضا أمريكيا التي تصرح ليل نهار بأن تواجدها في شمال شرق سورية ما هو إلا للقضاء على فلول "داعش"( المحظور في روسيا)، ولكن في حقيقة الأمر فإن أمريكا وإسرائيل تدعمان "داعش" وتعملان على تفخيخ أي حل سياسي ممكن أن يتوصل إليه السوريون مع بعضهم البعض.بشأن الموقف الغربي والأوروبي المساند لإسرائيل ما الذي يمكن أن يترتب عليه إثر استمرار العمليات؟هناك تباين في المواقف الأوروبية تجاه العدوان على غزة، ولكن كلها يصب في دعم إسرائيل بنسب مختلفة بدليل أن الغرب لم يصل لموقف موحد لهدنة أو وقف إطلاق النار، إلا أن الشارع الأوروبي والغربي بشكل عام يتحرك بشكل لا يروق للحكومات المتماهية مع الموقف الأمريكي والإسرائيلي.وأعتقد أن عامل الزمن واستفحال الإرهاب الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة لا يمكن حجبه مهما تجبر الغرب لذلك سيضطر لاتخاذ مقاربة مختلفة من موقفه من العدوان على غزة، وإذا عدنا لبداية العدوان كان الموقف الغربي الشعبي والرسمي مع إسرائيل، حيث عملت الآلة الإعلامية الأمريكية والإسرائيلية على تضليل الرأي العام الدولي.لكن بعد مرور الأسبوع الأول بدأنا نشعر بمقاربات مختلفة، واليوم بعد مرور نحو 3 أشهر على هذا العدوان أصبحت المقاربات أكثر اختلافا بل وتخبطا وانفصاما، فمن ناحية ينظرون إلى مواقفهم المتطرفة الداعمة لإسرائيل، ومن ناحية أخرى ينظرون إلى ميثاق الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان.لم يعد الغرب يستطيع تجاهل قتل الإعلاميين من قبل إسرائيل، ولم يعد قادرا على تجاهل قتل الأطفال والنساء وتدمير البنى التحتية في قطاع غزة، أو تجاهل الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل، ولذلك سيكون الغرب عموما والأوروبيين بشكل خاص مضطرين أمام الصور الواردة من غزة والضغط الشعبي العمل للتأثير على الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل.وأقول التأثير وليس الضغط لأن أوروبا أضعف من أن تضغط على أمريكا، إلا أن الحكومات الأوروبية تعمل ببطئ شديد وإسرائيل ماضية في إرهابها.أجرى الحوار: محمد حميدة
https://sputnikarabic.ae/20240104/إعلام-إسرائيلي-إسرائيل-لم-تقض-على-أي-من-قادة-حماس-في-غزة-واغتيال-العاروري-في-لبنان-مقامرة-كبيرة-1084698329.html
https://sputnikarabic.ae/20231105/جامعة-الدول-العربية-تعلق-على-تصريحات-القنبلة-النووية-هذا-هو-الوجه-الحقيقي-للحكومة-الإسرائيلية-1082840633.html
https://sputnikarabic.ae/20240101/المتحدث-باسم-الخارجية-الإيرانية-إسرائيل-تحاول-نقل-أزماتها-الداخلية-عبر-هجماتها-على-سوريا-1084619922.html
https://sputnikarabic.ae/20240104/تغطية-مباشرة-لـ-طوفان-الأقصى-إسرائيل-تغتال-القيادي-في-حماس-صالح-العاروري-في-بيروت-فيديو-وصور-1084686100.html
إسرائيل
غزة
لبنان
الولايات المتحدة الأمريكية
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
العالم العربي, حصري, حوارات, أخبار سوريا اليوم, إسرائيل, غزة, لبنان, الولايات المتحدة الأمريكية
العالم العربي, حصري, حوارات, أخبار سوريا اليوم, إسرائيل, غزة, لبنان, الولايات المتحدة الأمريكية
وزير الإعلام السوري السابق يكشف لـ"سبوتنيك" أهداف اغتيال العاروري ودور واشنطن
حصري
قال وزير الإعلام السوري السابق عماد سارة، إن الانتهاكات الإسرائيلية ما هي إلا محاولة لرفع معنويات ما تبقى من المجموعات الإرهابية في سوريا.
وأضاف، في حواره مع "
سبوتنيك"، أن "الجماعات الإرهابية بما فيها "داعش" (المحظور في روسيا)، مدعومة أمريكيا والتي تصرح ليل نهار بأن تواجدها في شمال شرق سوريا ما هو إلا للقضاء على فلول "داعش"، في حين أن واشنطن وإسرائيل تدعمان التنظيمات الإرهابية، وتعملان على تفخيخ أي حل سياسي يمكن أن يتوصل إليه السوريين مع بعضهم البعض".
وحذر الوزير السوري السابق من أن إسرائيل قد تكرر حادثة اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، وأنها ماضية في انتهاك كافة الأعراف والقوانين الدولية دون رادع.
بداية... كيف ترى الخطوة التي قامت بها إسرائيل في لبنان باغتيال نائب رئيس حركة حماس؟
ما قامت به إسرائيل في لبنان يأتي في إطار العربدة والغطرسة الإسرائيلية أو بمعنى آخر هو إرهاب دولة منظم تمارسه إسرائيل في ظل غياب القانون الدولي، الذي تحول إلى أداة طيعة في أيدي الحليف الأمريكي المصادق والمدافع عن الجرائم الإسرائيلية.
بالطبع أرادت إسرائيل من عملية الاغتيال تحقيق هدفين، الأول توسيع قواعد الاشتباك وجر "
حزب الله" اللبناني والمقاومة بشكل عام إلى حرب مفتوحة، وبالتالي جر الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الحرب، الأمر الذي ينعكس إيجابا على إسرائيل ونتنياهو المأزوم داخليا وخارجيا.
أما الهدف الثاني هو محاولة جذب الأنظار بعيدا عن جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، ومحاولة إيهام الداخل الإسرائيلي بانتصار مزعوم باستهداف أحد قيادات المقاومة في الخارج، بعد أن فشلت في تحقيق أي من وعودها في غزة، سواء القضاء على حماس أو تحرير الأسرى.
واعتقد أن المقاومة التي نجحت في استفزاز إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة من خلال الالتزام بقواعد الاشتباك، كما أنها ستعمل اليوم على تحليل ودراسة عملية اغتيال العاروري، ليكون الرد موجعا دون أن يكون له منعكس سلبي على شعبيتها، أي أن المقاومة لن تقع في الفخ الإسرائيلي والتحريض الإعلامي الذي يحاول تصوير العملية بأنها استهداف لكرامة وشرف "حزب الله"، كون العملية وقعت في الضاحية الجنوبية التي لها رمزية أمنية، وبالتالي دفع الحزب لاتخاذ قرارات متسرعة، بل سيتم وضع أسوأ السيناريوهات ليبني عليها ردة الفعل وهذا أمر طبيعي في علم السياسة.
هل ترى أن إسرائيل يمكن أن تقبل على خطوة مماثلة في أي من الدول الأخرى؟
إرهاب إسرائيل لا حدود له ولا رادع له، لا أخلاقي ولا قانوني، وبالتالي إمكانية توسيع مساحته أمر وارد، حتى لو كان خارج الرغبة الأمريكية، فكما يعلم الجميع أمريكا ترفض توسيع نطاق الحرب، ولذلك أرسلت منذ اللحظات الأولى حاملات الطائرات إلى المنطقة في محاولة لردع المقاومة، كما أن إعلان أمريكا أنها لم تكن على علم
باغتيال العاروري إلا أثناء تنفيذ العملية، ما هي إلا محاولة للتنصل ليس لأنها لا تريد اغتياله فالعاروري موضوع على قائمة الإرهاب الأمريكية وهي تضع 5 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكانه، إلا أن أمريكا تعترض على التوقيت أي أنها ترفض الانجرار إلى حرب موسعة. وتوسع إسرائيل في استهداف قيادات المقاومة في الخارج أمر وارد، وعلى قيادات المقاومة أينما وجدوا أخذ الحذر.
كيف تقيّم رد الفعل العربي تجاه ما تقوم به إسرائيل؟
الردود العربية متباينة وأحسنها لا يلبي تطلعات الشارع العربي الذي يطالب حكوماته باتخاذ موقف موحد لوقف القتل بحق المدنيين في غزة، لوقف المجازر اليومية التي ترتكب بحق الأطفال والنساء، ولوقف حرب الإبادة التي تمارس على مرأى ومسمع العالم أجمع، فلا يزال الموقف الرسمي العربي يفتقر لقرار يشعر الإسرائيليين بأن ما تقوم به بحق الفلسطينيين له ثمن غال جدا، وربما لهذا السبب تمعن إسرائيل في قتل المدنيين.
بشأن الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي السورية ما تعليقكم على الأمر وما تداعياته؟
الجميع يعلم أن ما تقوم به إسرائيل من انتهاك للأراضي السورية، يخالف القانون والأعراف الدولية ولكن كما قلنا سابقا، لا رادع للعربدة الإسرائيلية فهي لا تقيم وزنا للمجتمع الدولي ولا القانون الدولي، حتى أن البعض يسأل عن جدوى المؤسسات والمنظمات الدولية التي تحولت لدمية بيد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
ويجب التنويه أن الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية أصبحت واضحة للعيان بعد أن تمكن الجيش العربي السوري من القضاء على المجموعات الإرهابية المدعومة من المنظومة الإرهابية، التي تعتبر إسرائيل أحد أدواتها والتي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية.
بمعنى آخر عندما تم القضاء على الوكيل أي الإرهابيين ظهر الممول والداعم وهو الإسرائيلي وبدأ بانتهاكه واستهدافه المباشر للأراضي السورية والهدف طبعا هو استنزاف سورية، ومنعها من استعادة مكانتها وقوتها.
البعض يغمز عبر الإعلام بأن الرد السوري على الاعتداءات الإسرائيلية ليس بالمستوى المطلوب، وهذا أمر طبيعي بعد 13 سنة من الحرب على سورية، شاركت فيها عشرات الدول الداعمة للإرهاب وآلاف المرتزقة الذين استهدفوا كل البنى التحتية في سورية، كما استهدفوا قواعد الدفاع الجوي، ولكن قبل السؤال عن الرد السوري نسأل عن رد مؤسسات المجتمع الدولي من الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، فهذه المؤسسات إلى اليوم لم تجرؤ على إدانة أو حتى شجب الاعتداءات.
وعلى كل حال، فإن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية لن تؤثر بحدوث تحولات استراتيجية، إلا أنها مزعجة والهدف منها استنزاف الجيش العربي السوري وإبقائه تحت الضغط.
كما أن الوقائع تؤكد أن الصراع السياسي، ما هو إلا سجال ويتطلب شيء من المرونة والذكاء والحكمة من أجل معالجة الأمور المعقدة، وهذا ما تميزت به القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، الذي نجح في فضح مكر العدو وأسقط كل رهاناته، كما استطاع تفكيك المؤامرة التي تعرضت لها سورية والتي هدفت لتمزيقها وتقسيمها وتحويلها لدولة فاشلة.
وبعد الانتصارات الميدانية العسكرية والأمنية التي حققها الجيش العربي السوري بدعم الصديق الروسي والحليف الإيراني اليوم تخوض سوريا حروبا اقتصادية وإعلامية ودينية.
هذه الحروب تقودها الولايات المتحدة عبر أدواتها ومنها العدو الإسرائيلي، ولكن كما انتصرت سوريا عسكريا ستنتصر في بقية الحروب التي تمارس عليها، ويمكن القول إن الانتهاكات الإسرائيلية ما هي إلا محاولة لرفع معنويات ما تبقى من المجموعات الإرهابية في سورية، المدعومة أيضا أمريكيا التي تصرح ليل نهار بأن تواجدها في شمال شرق سورية ما هو إلا للقضاء على فلول "داعش"( المحظور في روسيا)، ولكن في حقيقة الأمر فإن أمريكا وإسرائيل تدعمان "داعش" وتعملان على تفخيخ أي حل سياسي ممكن أن يتوصل إليه السوريون مع بعضهم البعض.
بشأن الموقف الغربي والأوروبي المساند لإسرائيل ما الذي يمكن أن يترتب عليه إثر استمرار العمليات؟
هناك تباين في المواقف الأوروبية تجاه العدوان على غزة، ولكن كلها يصب في دعم إسرائيل بنسب مختلفة بدليل أن الغرب لم يصل لموقف موحد لهدنة أو وقف إطلاق النار، إلا أن الشارع الأوروبي والغربي بشكل عام يتحرك بشكل لا يروق للحكومات المتماهية مع الموقف الأمريكي والإسرائيلي.
وأعتقد أن عامل الزمن واستفحال الإرهاب الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة لا يمكن حجبه مهما تجبر الغرب لذلك سيضطر لاتخاذ مقاربة مختلفة من موقفه من العدوان على غزة، وإذا عدنا لبداية العدوان كان الموقف الغربي الشعبي والرسمي مع إسرائيل، حيث عملت الآلة الإعلامية الأمريكية والإسرائيلية على تضليل الرأي العام الدولي.
لكن بعد مرور الأسبوع الأول بدأنا نشعر بمقاربات مختلفة، واليوم بعد مرور نحو 3 أشهر على هذا العدوان أصبحت المقاربات أكثر اختلافا بل وتخبطا وانفصاما، فمن ناحية ينظرون إلى مواقفهم المتطرفة الداعمة لإسرائيل، ومن ناحية أخرى ينظرون إلى ميثاق الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان.
لم يعد الغرب يستطيع تجاهل قتل الإعلاميين من قبل إسرائيل، ولم يعد قادرا على تجاهل قتل الأطفال والنساء وتدمير البنى التحتية في قطاع
غزة، أو تجاهل الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل، ولذلك سيكون الغرب عموما والأوروبيين بشكل خاص مضطرين أمام الصور الواردة من غزة والضغط الشعبي العمل للتأثير على الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل.
وأقول التأثير وليس الضغط لأن أوروبا أضعف من أن تضغط على أمريكا، إلا أن الحكومات الأوروبية تعمل ببطئ شديد وإسرائيل ماضية في إرهابها.
