خبير: ماكرون يزور الجزائر بقائمة مطالب وفي جعبته القليل

اتفق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة تكثيف الشراكة بين البلدين، وفق مبادئ الاحترام والثقة المتبادلة ومبدأ "رابح رابح".
Sputnik
تأتي زيارة ماكرون في فترة حرجة بالنسبة للجانب الأوروبي الذي يبحث في المقام الأول عن تأمين إمدادات الطاقة، فضلا عن التوترات بين البلدين التي تسبب فيها الرئيس الفرنسي قبل فترة.
قال الخبير العسكري والأمني الجزائري أكرم خريف لـ "سبوتنيك": "جاء الرئيس الفرنسي إلى الجزائر حاملا قائمة مطالب، لكن القليل جدا ليقدمه في المقابل".
وأضاف خريف: " اليوم يعيد ماكرون فتح الأرشيف، ويعيد مرة أخرى لجنة من المؤرخين الذين سيعملون على مواضيع تذكارية. لقد رأينا أنه حتى الآن لم يتم فعل الكثير للجزائريين".
وأشار خريف إلى أن "العمل التذكاري الذي قامت به لجنة ستورا في فرنسا يركز بالأحرى على القضايا الفرنسية الفرنسية. وتتوقع الجزائر اليوم فعلا إيماءات ملموسة، واعتذارات وتفسيرات والتزامات حازمة مثل إزالة التلوث من المنشآت النووية والكيميائية في جنوب الجزائر، والتعويضات المعنوية والمالية. يجب ألا ننسى أن مليون ونصف مليون جزائري ماتوا، ولكن مرة أخرى، ماكرون موجود هنا لكسب الوقت".
يذكر أن الرئيس الجزائري قال خلال كلمته التي أعقبت المحادثات الثنائية، أنه يتمنى "أن تفتح زيارة ماكرون للجزائر آفاقا جديدة للشراكة والتعاون بين البلدين "مواصلا" المحادثات البناءة والصريحة التي جمعتنا تنم على مدى خصوصية العلاقة بين البلدين، كونها تشمل الذاكرة والتعاون التقني والاقتصادي والحوار والتنسيق الإقليمي والدولي".
وأضاف تبون أن "التوجه الجديد الذي اتفقنا على ترسيخه في العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، مبني على الاحترام المتبادل والثقة وتوازن المصالح".
ووصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الجزائر، اليوم الخميس، في أول زيارة رسمية له منذ 5 سنوات، وستستغرق 3 أيام، وتهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية المستقبلية بين البلدين، وتضميد جراح الحقبة الاستعمارية.
كما تأتي زيارة ماكرون بعد أقل من عام من أزمة دبلوماسية استمرت لأشهر بين فرنسا والجزائر، وأثارت التوترات بعد 60 عاما من حصول الدولة الواقعة شمالي أفريقيا على استقلالها عن فرنسا.
الرئيس الفرنسي ماكرون يصل الجزائر في أول زيارة منذ 5 سنوات... صور
وخلال السنوات الأخيرة، اتخذ ماكرون خطوات غير مسبوقة للاعتراف بالتعذيب والقتل على أيدي القوات الفرنسية خلال حرب استقلال الجزائر، التي جرت بين عامي 1954 و1962، وذلك في منه محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين التي لا تزال تعاني من الحقد، ومع ذلك، فإن سلسلة الإيماءات الرمزية لم تصل إلى مستوى اعتذار من فرنسا عن أفعالها خلال الحرب، وهو مطلب قديم من الجزائر.
مناقشة