صحيفة: القوة النارية الضخمة والمتنامية للصين تجبر أمريكا على تبني "تكتيكات متناقضة"

كشفت صحيفة متخصصة بالسلاح والعتاد العسكري عن عدة نقاط مهمة فيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذها الجيش الأمريكي على خلفية التنامي السريع في القوة النارية للجيش الصيني، كاشفة عن أحد أسباب انسحاب أمريكا من معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
Sputnik
أشارت صحيفة "ميلتاري واتش" المتخصصة بأخبار السلاح والعتاد العسكري إلى أنه على الرغم من سياسة "المحور نحو آسيا" التي أطلقتها إدارة باراك أوباما في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي تم بناء عليها القيام بإعادة انتشار للقوات الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وبعيدًا عن الشرق الأوسط وأوروبا، إلا أن ميزان القوى في غرب المحيط الهادئ استمر في التحول بشكل حاسم لصالح الجيش الصيني على مدار العقد الماضي.

تكتيكات "عير متكافئة" قام بها الجيش الأمريكي

وبحسب المقال الذي نشرته الصحيفة، فإنه من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه (التفوق الصيني) حتى عام 2030، حيث تجاوز إنفاق الصين على المعدات العسكرية الجديدة الإنفاق الأمريكي.

"نمو الإنفاق العسكري الصيني على عمليات الاستحواذ العسكري بمعدل أكبر عدة مرات من الإنفاق الأمريكي، يعني أن الميزة التقليدية للجيش الصيني في المنطقة بحلول عام 2025 ستكون هائلة على الأرجح".

صحيفة "ميلتاري واتش" المتخصصة بأخبار السلاح
وأكدت الصحيفة أن هذا التحول يجبر واشنطن، التي كانت تعتبر المنطقة "بحيرة أمريكية" منذ تفكيك الإمبراطورية اليابانية في عام 1945، على تبني المزيد من "الوسائل لمواجهة القوات الصينية، التي من المتوقع أن تنشر عدة أضعاف قوة النيران في حالة اندلاع حرب إقليمية". كما يجبر القوات الأمريكية على دراسة وتبني "تكتيكات غير متكافئة لمواجهة" الجيش الصيني". وهذه التكتيكات هي:

1- تقليص عدد حاملات الطائرات العملاقة

بيّن المقال إلى أن أحد هذه التكتيكات هو التشكيك المتزايد في الحاجة إلى 10ـ 12 من الناقلات الفائقة النووية (حاملات الطائرات) التي يزيد وزنها عن 100 ألف طن في البحرية الأمريكية، والتي تكلف اليوم أكثر من 13 مليار دولار لكل منها وتتعرض بشكل متزايد للأسلحة الصينية بعيدة المدى المضادة للسفن.
وبدلا من ذلك، تفكر البحرية الأمريكية في الإنفاق على حاملات أخف وزنا (40 ألف طن) لنشر مقاتلات شبح قادرة على تنفيذ هبوط عمودي، مشيرة إلى أن هذه الحاملات تساعد على تنفيذ مناورات هجومية ولديها طاقم صغير ويمكنها نشر مقاتلات "إف 35" قادرة على استخدام مدرجات مؤقتة، وهي ميزة بالغة الأهمية عندما تواجه المطارات الرئيسية مخاطر عالية للتدمير.

"إن التحول المحتمل بعيدا عن شركات النقل الفائقة (حاملات الطائرات العملاقة) لم يسبق له مثيل في تاريخ البحرية الأمريكية، ويأتي في وقت تستثمر فيه الصين في أسطول ضخم من سفن النقل الفائقة".

صحيفة "ميلتاري واتش" المتخصصة بأخبار السلاح

2- الانسحاب من معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى

اعتبرت الصحيفة أن انسحاب أمريكا من اتفاقية معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى بعد تهديدها بذلك في عام 2018، كان له هدف أساسي وهو "نشر صواريخ باليستية وصواريخ كروز الأرضية ذات نطاقات متوسطة في شرق آسيا".

"هذا الإجراء هو بمثابة علامة على تحول الجيش الأمريكي نحو استخدام غير متكافئ للتكتيكات. لطالما كان يُنظر إلى الصواريخ الأرضية التي يتم نشرها من قاذفات متحركة على أنها وسيلة للقوى الأضعف لتكون قادرة على تهديد القوى الأكبر".

صحيفة "ميلتاري واتش" المتخصصة بأخبار السلاح

3- فيالق أخف وزنا بهدف "التخفي"

بين المقال وجود علامة أخرى على "التحول الأمريكي نحو استراتيجية غير متكافئة، خصوصا في سلاح مشاة البحرية، الذي قام مؤخرًا بعدة تحركات في هذا الاتجاه. كان من أهم هذه الخطط، جعل الفيلق أخف وزناً بشكل كبير، والتخلي عن جميع الدبابات ونسبة كبيرة من مركباته المدرعة وأنظمة المدفعية".

"سوف يتناسب هذا التكتيك مع تركيز الفيلق المتزايد على عمليات التخفي، حيث سيعتمد مشاة البحرية بشكل كبير على المجموعات الباقية غير المكتشفة للعمل بشكل هجومي".

صحيفة "ميلتاري واتش" المتخصصة بأخبار السلاح
وكانت صحيفة "فوربس" قد نقلت رأي قائد مشاة البحرية الأمريكية عن هذه النقطة، حيث قال: "لدى الصين عدد من السفن والطائرات والقوات في المنطقة أكثر مما يوجد لدى الولايات المتحدة. إذا اكتشفوك، فأنت في مشكلة كبيرة".

"من المتوقع أن يحاول مشاة البحرية الأمريكية التأثير على القوات التقليدية الصينية بتكتيكات غير متكافئة وشبيهة بحرب العصابات إلى حد ما، مع تحييد أهداف مثل السفن السطحية دون مطالبة الأسطول الأمريكي نفسه بخوض معركة ضارية (مع الجيش الصيني)"

صحيفة "ميلتاري واتش" المتخصصة بأخبار السلاح
ونوهت الصحيفة إلى أن هذا التكتيك يمثل أيضا "انحرافا كبيرا عن الوسائل التي تستخدمها الولايات المتحدة سابقا، حيث فضل الجيش الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية الاعتماد بشكل موثوق على القوة النارية والمزايا التكنولوجية في المعركة، وهذا يعكس توازن القوى المتغير في المنطقة والعالم".
مناقشة