أزمة ثقة... ما سر بطء وتيرة عودة العلاقات بين تركيا والسعودية

زار ولي العهد محمد بن سلمان تركيا، في يونيو/حزيران الماضي، أي بعد نحو شهرين من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إبريل/نيسان، الماضي، في إطار إعادة العلاقات التي لم تشهد تطورات ملموسة خاصة على المستوى الاقتصادي حتى الآن.
Sputnik
اللقاءات التي جرت ظلت نتائجها محل ترقب، في ظل رغبة تركية إعادة العلاقات الاقتصادية والاستثمارات الخليجية مرة أخرى، بعد الانسحاب الذي تبع قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
منذ زيارة ولي العهد السعودي التي استغرقت ساعات محدودة، اقتصرت التطورات على السماح بعودة حركة السياحة إلى تركيا، وعودة استيراد البضائع بنسب ليست كما كانت في السابق.
تتباين آراء الخبراء بشأن وتيرة عودة العلاقات، حيث استبعد الخبراء من الجانب السعودي عودة العلاقات لما كانت عليه، بسبب "أزمة ثقة"، في حين يرى الخبراء من الجانب التركي، أن الوتيرة الحالية طبيعية، خاصة بمقارنتها مع العلاقات مع مصر.
بالأمس استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، السبت، المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، ووزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي.
تركيا: اتفاقية نقل الحبوب خطوة مهمة لضمان الأمن الغذائي العالمي
واستعرض الجانبان أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث التعاون حيال عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، الأمر الذي يطرح تساؤلات هامة بشأن ما إن كانت السعودية تتجه لشراكة اقتصادية كبيرة مع تركيا، أم أنها تكتفي بالمستويات الحالية.

أزمة ثقة

من ناحيته قال المستشار السعودي، عيد العيد، إن ثقة الجانب السعودي في الحكومة التركية الحالية "معدومة"، وأن المملكة قبلت على استحياء عودة العلاقات.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن حادثة خاشقجي أكدت بما لا يدع للشك أن الحزب الحاكم في تركيا، لا يمكن بناء مصالح مشتركة معهم، خاصة أنهم ينتهزون الفرص.
واستبعد المستشار السعودي إقامة شراكة اقتصادية حقيقية متكاملة مع تركيا إلا حال وجود حكومة جديدة لا تتبع نفس الحزب الحاكم.

مواقف حاسمة

ويرى أن اللقاءات والمشاورات بين البلدين تعود لحرص المملكة على عدم قطع العلاقات بشكل كامل، لكنها تحرص على إبقاء العلاقات عند مستوى محدد، للحفاظ على علاقات أكثر قوة حال تغير الحزب الحاكم والقيادة الحالية.
وأوضح أن المملكة وقعت العديد من الاتفاقيات مع بعض الدول خلال الفترة الماضية، في حين أنها لم توقع أي اتفاقيات مع تركيا، وأن الجانب الوحيد الهام يتمثل في عودة السياحة إلى تركيا.
وشدد على أن القيادة في المملكة لا تثق في الجانب التركي، خاصة في ظل ما حدث خلال قضية خاشقجي، ومحاولة استغلال الأحداث لأهداف سياسية، وهو ما يؤكد التقدم مجددا بمستويات هامة.

مرحلة التكيف

على الجانب الأخر قال رئيس مركز "أورسام" لدراسات الشرق الأوسط أحمد أويصال، إن العلاقات بين البلدين الآن تمر بمرحلة التكيف، حيث انتقال من مستوى "الصراع الإقليمي"، إلى مرحلة التفاهم مع استمرار العلاقات على أعلى مستوى.
وكالة: الإمارات تشتري 20 طائرة مسيرة عسكرية من تركيا.. والسعودية تطلب إنشاء مصنع لإنتاجها
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الزيارة الأخيرة ناقش فيها المسؤولون الأتراك مع ولي العهد ملف الاستثمارات والتعاون الاقتصادي.
ولا يرى أويصال أن العلاقات تتسم بالبطء في الوقت الراهن، خاصة أن تركيا مدت يدها لثلاث دول في الوقت نفسه، الأمر الذي يحتاج لمزيد من الوقت، حسب رأيه.

مستويات سابقة

ولفت إلى أن عودة العلاقات يمكن أن تعود للمستويات السابقة على المدى المتوسط أو القصير، خاصة أن مؤشرات عودة السياحة وارتفاع مؤشرات التبادلات التجارية تدريجيا يوحي بتطوير الملفات بين البلدين.
في الإطار ذاته قال المحلل التركي فراس أوغلو، إن العلاقات بين البلدين في مستوى جيد بعد التطورات الكبيرة خلال الفترة الماضية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن التفاهمات بين البلدين تتطور بشكل ملحوظ مع حل بعض الإشكاليات السابقة، وأنها متقدمة بالمقارنة مع مصر.
ويرى أن أحد الغايات المهمة بالنسبة لتركيا هو تحسين مستوى العلاقات الاقتصادية على المستوى الفردي والقومي.
وفي العام 2020 تراجع التبادل التجاري بنسبة 25.4% خلال النصف الأول لتسجل 2.47 مليار دولار، مقابل 3.31 مليار دولار في النصف الأول من العام 2019.
وتراجعت واردات السعودية من تركيا إلى 1.26 مليار دولار في النصف الأول من العام 2020، مقابل 1.7 مليار دولار في النصف الأول من العام 2019، بتراجع %26.
مناقشة